يستمر الإرهابي بشار الأسد بقتل الشعب السوري وتدمير سوريا بشكل ممنهج ووحشي وبربري ولا يزال يعتقد أنه يستطيع أن يكسب حربه الدامية ضد السوريين المطالبين بالحرية والكرامة والعدالة في ظل صمت دولي مريب. هذا السفاح الذي يذبح الأبرياء على مرأى ومسمع من العالم يمضي قدما في صلفه وعناده وتشبثه بالسلطة ويعتبر أن تنحيه "تفكير سخيف" يجب البحث عن غيره، ويفسر ذلك بقوله في مقابلة مع صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أنه لو كان صحيحا أن تنحيه عن السلطة يحل الأزمة فمن شأن رحيله أن يضع حدا للقتال". لكن "هذا تفكير سخيف، بدليل السوابق في ليبيا واليمن ومصر". وتابع: "نحن مستعدون للتفاوض مع أي كان، بمن في ذلك المقاتلون الذين يسلمون سلاحهم". الرد على هذا المنطق الأعوج رد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الذي اعتبر أن الأسد يعيش في الأوهام، لأنه لا يستطيع أن يرى أن يديه ملطختان بالدماء التي تسفك في بلاده، ووصف بأنه يهذي، بل الزعيم الأكثر هذيانا في هذا العصر، ثم أكد أن "هذا الرجل يقود المذبحة"، وبعد أن يقرر وزير الخارجية البريطاني أن بشار الأسد يذبح شعبه يعلن رفضه تسليح المعارضة ويتعهد بمساعدات "غير فتاكة" وعلى طريقة الاحتيال البريطانية المعهودة لا يستبعد هيغ تسليح مقاتلي المعارضة السورية في المستقبل، أي بعد أن ينجز الأسد مهمته بذبح الشعب السوري. الغرب، خاصة بريطانيا وأمريكا، يتقاسم الأدوار مع نظام الأسد الإرهابي، وبصراحة أكثر فإن الغرب وعلى رأسه أمريكا وبريطانيا يلعبان بالوقت لصالح نظام الأسد الوحشي، وهي إستراتيجية باتت مفضوحة تزكم رائحتها الأنوف، فأمريكا وبريطانيا وروسيا وإيران تلعب كلها أدوارا منسقة في "سمفونية الشر" وكلهم يعملون على إفشال الثورة السورية بكل الوسائل، روسيا وإيران بالسلاح الرجال، والغرب بدبلوماسية الكذب والنفاق وترهات الأخضر الإبراهيمي وبان كي مون، وخرافاتهما عن حل سياسي مع نظام تفوق بسفك الدماء على فاشية موسوليني ونازية هتلر. الأسد يهذي ويعيش خارج الواقع ولا يفتح عينيه على حقيقة أنه "يفطر على لحم أطفال سوريا" كما قالت الصحفية الجورجية شفرنادزه، ومع ذلك تبحث بريطانيا وأمريكا عن "معارضين ملائمين" تنطبق عليهم شروط الغرب، لأن المعارضين الموجودين حاليا في الجيش السوري الحر، لا تنطبق عليهم مواصفات المعارضة الغربية، فهم مجهولون وغير مضمونين ولا يمكن الاطمئنان إليهم. كل القوى الإقليمية والدولية تحاول تعقيد المشهد السوري إلى الدرجة التي يصبح معها إعداد الشهداء السوريين مجرد أرقام بلا روح أو دم أو جسد، وتجعل من المجزرة مجرد "حوادث عادية" أو قتالا بين "متخاصمين" للوصول إلى نتيجة واحدة، هي تدمير سوريا. الغرب يعمل على تدمير سوريا الدولة والمجتمع من أجل حماية إسرائيل، ومن أجل ضمان أمنها الذي بدأ يهتز على وقع ترنح الأسد، وها هي إسرائيل ترسل أرتالا من الدبابات إلى الجولان تحسبا لسقوط طاغية دمشق الذي كان يحمي حدودها بجنوده، بعد أن سحب جنوده من جبهة الجولان ل"تحرير" حمص واللاذقية والساحل من الشعب السوري، في محاولة لتأسيس كيان علوي "دولة علوية"، ولهذا تدخل حزب الله الشيعي اللبناني لمساعدة قوات الأسد وشبيحته من أجل تحقيق هذا الهدف، مما يهدد بانتقال الحرب إلى لبنان نفسه بعد أن هدد الجيش الحر باستهداف قواعد حزب الله داخل لبنان، وهي القواعد التي يهاجم منها الثوار السوريين، وعلى الجانب الآخر من الحدود يتدخل الجيش العراقي الشيعي الذي يقوده المالكي لضرب الثوار السوريين من الجانب العراقي من الحدود. هل نحن على أبواب مرحلة جديدة من الحرب الشاملة، يتشكل فيها تحالف شيعي- علوي ضد الشعب السوري وثورته؟ تشير الوقائع على الأرض إلى أن هذه الحرب بدأت فعلا، وأن استعار أوارها مسألة وقت قصير، لأن بشار الأسد يخسر مواقعه، بل وصلت الحرب إلى قلب دمشق وبات معظم سوريا بيد الثورة، وهو ما يقلق المالكي وحزب الله وإيران ومن خلفهم روسيا وأمريكا وبريطانيا. بشار الأسد، ومعه روسيا وإيران وحزب الله، يعمل على تدمير سوريا حتى آخر إنسان وآخر حجر، والغرب الدجال المنافق يكمل مهمة التدمير بالقيام بحركات "أكروباتية في سيرك سياسي دولي، ويعد "بمساعدات غير مميتة وغير فتاكة"، لكن هذه الصيغة الدموية ستكون لها تداعيات كبيرة وخطيرة وطويلة الأمد، أقلها أن لفحات النار السورية الحارقة ستهب على لبنان والعراق والأردن وإسرائيل.. وبعدها يأتي الطوفان الذي تحدث عنه بشار الأسد ذات يوم. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية