تعمل الدولة ليل نهار من أجل القضاء على العشوائيات والمبانٍ غير الأدمية؛ لتوفير حياة كريمة للمواطن المصري، حيث حرص الرئيس السيسي على تنفيذ العديد من المشروعات العمرانية سواء بالتطوير أو الإنشاء والتي كان أبرزها العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة والإسكان الاجتماعي وتطوير المدن التاريخية التراثية. اقرأ أيضا.. المستشار على رزق رئيس هيئة النيابة الإدارية السابق ل "الوفد " .. «السيسى».. المؤسس الحقيقى لمصر الحديثة والفضل في هذه المشاريع يعود للأجهزة المعنية المختلفة التي تقوم بتنفيذ هذا المخطط ومن ضمنها جهاز التنسيق الحضاري، ذلك الجهاز الذي يعمل في صمت من أجل الحفاظ على المبانٍ التراثية والهؤية البصرية، بالإضافة إلى تدشينه لعدة مبادرات للتعريف بالشخصيات والأماكن التراثية، وهذا ما أكده المهندس محمد أبو سعدة، رئيس جهاز التنسيق الحضاري، خلال حواره للوفد. وإلى نص الحوار في البداية ما هي مهام واختصاصات جهاز التنسيق الحضاري؟ جهاز التنسيق الحضاري تم إنشاؤه عام 2001 ويعمل وفق إطار 144 لسنة 2004، وهو معني بالحفاظ على المباني ذات الطابع المعماري المتميزعلى مستوى الجمهورية. اختصاصات الجهاز متمثلة في ردع السياسات الخاصة بالهوية العمرانية للمدن والفراغات العامة والمناطق ذات القيمة أو المباني ذات الطابع العمراني المتميز، وليست المباني الأثرية الخاضعة لقانون حماية الاثار، أما جهاز التنسيق الحضاري مختص بالحفاظ على المباني ذات الطابع المعماري المتميز، ولها معاير لتقديرها وتقييمها. وهذه المعايير تُمثل مدرسة معمارية متميزة أو تمثل حقبة زمنية أو مرتبطة بشخصية تاريخية، بالإضافة إلى أننا نعمل على مناطق وليس مبانٍ فقط، فوضعنا أدلة للحفاظ على بعض المناطق التي يشكل نسيجها العمراني قيمة تاريخية مثل حي جاردن سيتي والمعادي ومصر الجديدة ووسط البلد والقاهرة التاريخية وبور فؤاد والإسكندرية القديمة، فكل هذه المناطق يغلب عليها طابع معماري فريد يجب الحفاظ عليه. هل هذه الضوابط تقتصر على المباني القديمة أم الجديدة أيضا؟ الجهاز يتعامل مع المبانٍ التي يبدأ تاريخها من نهايات القرن 19، فهي ليست أثرية لكن بها مفردات وقيمة، ففي وسط البلد على سبيل المثال مجمع التحرير ودار القضاء العالي ومعظم مبانٍ وسط البلد تشكل قيمة وتمثل حقبة. سجلنا أكثر من 6900 مبني على مستوى الجمهورية، فمحافظات الجمهورية بها زخف معماري، كبورفؤاد والغربية وكفر الشيخ والدقهلية والمنصورة.. وغيرها، المباني كلها لها قيمة وتاريخ، ومصر زاخرة بالطابع المعماري المتميز. نتعامل معها على أنها ليست مباني فقط، بل مباني وبشر والبشر هم الذين شكلوا هوية العمران. حدثنا عن مشروع "ذاكرة المدينة" ؟ أطلقنا مشروع اسمه "ذاكرة المدينة" ومقسم لمجموعة عناصر ومنبثق منه عدة مبادرات، أولها الحفاظ على المبانٍ ذات الطابع المعماري المتميز، وهذه مشاريع رائدة بدأنا بها في وسط البلد، ففي طلعت حرب وعبد الخاق ثروت قمنا بشن حملة؛ لإزالة التشوهات وواجهات المحلات التي غيرت شكل المباني، وقمنا بعودة هذه المباني لما كانت عليه، بحيث نحافظ على هوية العمران. عاش هنا الجانب الثاني من مبادرة ذاكرة المدينة مشروع "عاش هنا"، نرصد الأماكن الذي عاش فيها رواد مؤثرين في مصر على مستوى المحافظات، ونحدد أين عاشوا، هذا المشروع بالتعاون مع مركز معلومات واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء. يتم من خلال هذا المشروع وضع لوحة على المكان الذي عاش فيه صاحب الريادة، وأنشأنا موقع لرصد مبدعين مصر أين عاشوا، ومن خلاله يستطيع الزائر الدخول عن طريق الهاتف المحمول الخاص به ويستعرض كافة المعلومات حول هذه الشخصية. هناك شخصيات سياسية وشهداء من الجيش والشرطة والأطقم الطبية والمبدعين التشكيليين وعلماء وباحثين، كل منهم له مكانة كبيرة ويحق لأسرهم الافتخار بهم بأن الدولة خلدت أسماؤهم. حكاية شارع مشروع اَخر اسمه "حكاية شارع" ضمن الحفاظ على ذاكرة المدينة، ومن خلاله نعطي نبذة عن الشوارع التاريخية مثل طلعت حرب وشامبليون وعبد الخالق ثروت وعبد السلام عارف في وسط البلد، لأن هناك بعض المواطنين لا يعلمون شئ عن هذه الشوارع ولماذا سميت بهذه الأسماء . جولات تراثية قمنا بعمل جولات تراثية، ولأول مرة يكون هناك جولات في الشوارع، وعملنا جولة تراثية داخل الزمالك للتعرف على ذاكرة المنطقة. مصر كل نقطة فيها معلومة وتاريخ، كحديقة الأسماك وبيت عبد الحليم حافظ وبيت سعاد حسني وشارع العزيز عثمان وقرقوش وقصر عائشة فهمي، بالإضافة إلى أننا وضعنا خرائط ضمن مسارات السياحة الداخلية، لتعريف أولادنا على البيوت والطراز المعماري والشخصيات الرائدة. هل الأجيال الحالية والقادمة تحتاج لمثل هذه المبادرات للتعريف بالأماكن والشخصيات التراثية ؟ شغل جهاز التنسيق الحضاري مهم جدا؛ لأنه حينما نحافظ على ذاكرة المدن فنحن نحافظ على هوية المدن وجودة الحياة فيها. على سبيل المثال شاركت مصر في معرض "اكسبو دبي"، ووزارة الثقافة أصدرت كتاب يوثق مشاركة مصر في "اكسبو دبي" منذ بدايات القرن 19، فحينما تذهب لجناح مصر تشعر بالفخر بأن بلدك تشارك في هذا المحفل من 170 سنة. بالفعل الأجيال الحالية والقادمة لابد وأن تعرف قيمة تاريخ بلدها والشخصيات المؤثرة فيه على مرّ التاريخ، ويهمني أن يشعر المجتمع بقيمة العمران ويحافظ عليه، لأن الكل مُشارك في الحفاظ على هذا التراث. وماذا عن الحدائق التراثية ؟ الدولة تمتلك العديد من الحدائق التراثية على مستوى الجمهورية، كحديقة الأسماك والحيوان والأزبكية والأورمان والنباتات في أسوان، وتمثل قيمة الدولة فهي ليست حديقة عامة بل تاريخية لها محددات يجب التعامل معها. وحينما نتعامل مع هذه الحدائق يكون هدفنا الأساسي الإحياء والحفاظ، لذلك نُعد الأرشيف القومي للحدائق التراثية، بأن يكون لدينا قاعدة بيانات وأرشيف كامل للحدائق التراثية على مستوى الجمهورية، وبالفعل وثقنا بعض الحدائق بأشجارها النادرة ببمراتها ومبانيها وأسوارها. كيف تتم عملية توثيق المباني والحدائق التراثية ؟ بداية أي تطوير أو إحياء يجب أولا أن نوثق ونعرف تاريخ هذا المكان وكيف ومتى أنشأ ومساحته الأصلية، بحيث أنه من خلال الأرشيف حينما يتم وضع خطة للإحياء يكون لدينا مرجعية. وهذا المنهج نتبعه في أي مشروع، ووضعنا أسس ومعاير للحفاظ على الحدائق التراثية في اَخر اجتماع للمجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية برئاسة رئيس الوزراء، وبناء عليه تم اعتماد هذه الأسس والمعايير. وبالفعل تم اتخاذ قرار بأن أي مشروع سيتم تنفيذه للارتقاء بالحدائق التراثية التي تم حصرها وتم إدراجها، يتم عرضه على المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية، بعد اعتماده من اللجان المختصة. لماذا ظهرت شائعات مؤخرا بشأن إزالة حديقة الأسماك؟ لا أعلم لماذا ظهرت هذه الشائعات، حينما تعاملنا مع حديقة الأسماك كان الهدف إحياؤها والحفاظ عليها والتعامل مع الجبلاية وتاريخها، كي تعود مجددا كمزار سياحي به خدمات، لكن مفردات الحديقة يجب الحفاظ عليها. وتردد أيضا كلام بشأن إنشاء جراج داخل حديقة الأسماك، وهذا الكلام عارٍ تمام عن الصحة، فالجهاز وضع محددات للتعامل مع الحدائق، هدفه الحفاظ والإحياء وهما الأساس. حدثنا عن رؤية جهاز التنسيق الحضاري لتطوير الميادين؟ الميادين بشكل عام ليست بالضرورة أن تحمل عمل فني، هذا ليس الأساس من وجود الميدان، بل أساسه تسهيل حركة المرور والسير وتأمين حركة المشاه وتغيير الاتجاهات بشكل أمن. أجرينا مسابقات وبدأنا بها بالتعاون مع العاصمة الإدارية الجديدة، وحاليا نُعد لمسابقة كبيرة على مستوى الجمهورية، نطرح من خلالها رؤية تطوير الميادين من خلال فرق عمل. العمل الفني مرتبط بالمحيط العمراني الواقع حوله من حيث نسبة التمثال ونسبة الإضاءة ومعالجة المرور وتخطيط الميدان. كما أننا نعد لمسابقة بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية تتمثل في تجميل ميادين مصر، وكل محافظة ستختار ميدان رئيسي في عاصمة المحافظة يقدم داخل المسابقة، وهناك لجنة تحكيم من كبار المعمارين والمخططين والنحاتين والفنانين، بحيث يختاروا فريق العمل الموجود في الميدان. هناك بعض الميادين لا يفضل أن نقوم بعمل فني فيها، ونكتفي بوضع الأشجار فقط، أما وسط البلد حالة مختلفة؛ لأنها معتمدة في الشوارع الإشاعية والتي تتقابل في نقط معينة مثل ميدان طلعت حرب وعبدالخالق ثروت والتحرير، وبالتالي هذا المشروع يطور المباني والعقارات والأرصفة، ويتم بالتعاون ما بين وزارة الثقافة ممثلة في جهاز التنسيق الحضاري، ووزارة التنمية المحلية ممثلة في محافظة القاهرة، ووزارة الإسكان ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية. ممرات وسط البلد اليوم أصبح لها شكل مختلف كشارعي البورصة والشريفين، بالإضافة إلى الرسومات التي تمت على الحوائط في هذه المناطق وتركت بصمة جمالية، هدفنا الأساسي استعادة الوجه الحضاري لوسط البلد. هل دور الجهاز استشاري أم تنفيذي.. وكيف يتم التنسيق مع المحافظات ؟ الجهاز هو الجهة المنوط بها وضع الضوابط والمعايير، بالإضافة إلى اعتماد أية أعمال تتم في الفراغ العام كالميادين. وبالفعل هناك تنسيق مع كل المحافظات، وتكون استجابتهم لهذا التنسيق في كثير من الأحيان، ولكن في بعض الحالات لم تكن الاستجابة بالسرعة المطلوبة. مشروع تطوير القاهرة التاريخية ودور الجهاز ؟ وضعنا حدود للقاهرة التاريخية وحددنا معايير التطوير ما هو المسموح للتطوير وما هو غير مسموح، لدينا خبراء في العمارة والتخطيط والاثار وهم الذين يحددوا. أي معماري يعمل في وسط البلد يقوم بفتح الدليل الذي وضعه الجهاز، وقبل تنفيذ أي شئ يتم عرض المشروع على الجهاز للنظر فيه، وتحديد الألوان التي يجب اتباعها، والأشكال والمفردات المعمارية. وماذا عن دور الجهاز في العاصمة الإدارية الجديدة؟ تعاونا مع شركة العاصمة الإدارية الجديدة، وطرحنا مسابقة كانت ناجحة لتجميل ميادين العاصمة وتصميمها بالتعاون مع الشركة، ووضعنا فكرة تطوير الميادين من خلال فرق عمل وليس من خلال شخص واحد. والمشاريع التي انتهت وفازت بالمسابقة كلها تقدمت من فرق مكونة من نحات ومخطط ومعماري.. إلخ، وحاليا شركة العاصمة تنفذ الأفكار والمشاريع التي فازت بالمسابقة، وتقريبا عددهم 12 ميدان. ظهرت مؤخرا بعض التماثيل في عدد من الميادين دون الرجوع للجهاز أو الجهات التنفيذية ؟ أخطرنا المحافظات أن التعامل مع الفراغ العام يجب أن يكون وفق الأدلة التي وضعها الجهاز، وحددنا لجنة علمية تضم فنانين ونحاتين وكبار المعمارين، ووضعنا قرارات منها عدم وضع أي عمل فني في الفراغ العام قبل أن يرجع للجهاز. هناك بعض الأحياء التزمت بهذه القرارات، وبعض الأحياء الاخرى لم تلتزم، ونفاجأ بأن هناك عمل فني تم وضعه في ميدان دون الرجوع للجهاز، فنضطر أن نخطر الأحياء والمحافظات بأن هذا العمل لا بد أن يرجع موافقته للجهاز، وأحيانا نخطرهم بضرورة إزالة هذا العمل الفني من الميدان. الأمر الثاني أن هناك أعمال فنية موجودة بالفعل، وحينما تتدخل الأجهزة التنفيذية في صيانتها تضرها من خلال تلوينها بألوان غير مناسبة وتجريحها، لذلك تم الاستعانة بالمتخصصين ووضعنا الدليل الخاص بأساليب الحفاظ على الأعمال الفنية بالميادين العامة. وحددنا كيف يتم صيانة الأعمال الفنية، وتحديد التماثيل أولا سواء كانت من الحجر أو البرونز.. إلخ، وسلمنا هذا الدليل لجميع المحافظات للالتزام به في الصيانة، و80% من الأحياء ملتزمين والبعض الاخر غير ملتزم. خطة الجهاز في مشروع إحياء وترميم المباني الأثرية بقرية القرنة ؟ قرية حسن فتحي بالقرنة من أهم الأماكن التي تمثل العمارة البيئية، والمعماري الكبير حسن فتحي صممها وأشرف على تنفيذها، بالتعاون مع اليونسكو. طبقا لرؤية الجهاز سجلنا ما تبقي من المباني المسجلة داخل قرية القرنة، وعملنا مشروع للحفاظ والارتقاء وإعادة التظيف، ليس الترميم فقط، ورممنا المسجد وقصر الثقافة والمسرح، وسيتم افتتاح كل ذلك في نهاية نوفمبر ضمن فعاليات مهرجان التحطيب. القرية كانت وصلت لمرحلة متردية جدا، لكنها عادت لرونقها مرة أخرى، والأنشطة عادت وحركة السياحة عادت أيضا، وكانت فلسفة حسن فتحي مهمة وهي البناء بالطين. لماذا وضعت الدولة مشروع طلاء المباني بلون موحد؟ جاء هذا المشروع بتوجيه من الرئيس السيسي، ليتم تطبيقه على مستوى الجمهورية، لأن مشهد المباني كان سيئ للغاية، خاصة تلك الذي كان موجود على الطريق الدائري، بحيث كانت كافة العقارات بالطوب الأحمر. عملنا على تحسين الرؤية البصرية للمباني، خدنا التوجيه من الرئيس ووضعنا المنهجية لاستخدام الألوان على مستوى الجمهورية. قسمنا االجمهورية ل7 أقاليم، وكل إقليم يختلف عن الاَخر، من حيث طبيعة الجو والتربة والشكل هي المتحكم الأول، والمحافظات نعمل فيها تباعا. الجهاز يعمل على الهوية البصرية للمدن المصرية بالتعاون مع كلية الهندسة جامعة عين شمس؛ لوضع هوية بصرية للمدن والأحياء والإقليم. اليوم أصبح هناك اشتراطات بنائية حديثة وضوابط من العمران، لكن نحتاج تكملة هذا عن طريق دور الجهاز من خلال شكل المدينة وشكل الإعلانات في الشوارع واللافتات، وما هو المسموح من الخامات أن تستعمل في كل محافظة، لابد وأن يكون لكل محافظة هوية بصرية مختلفة. للمزيد من الأخبار اضغط هنا ذات صلة: المستشار على رزق رئيس هيئة النيابة الإدارية السابق ل "الوفد " .. «السيسى».. المؤسس الحقيقى لمصر الحديثة قيادي منشق عن التنظيم: الإخوان تاجروا في الحرام والممنوع ويقدسون كلام البنا أكثر من القراَن