عيش .. حرية .. عدالة إجتماعية.. كلمات خرجت من قلبها وعقلها لتستقر رصاصة في رأسها أو لتصيب شرفها في مقتل هذا هو حال المرأة في وطنى التى ما لبثت أن خاضت غمار 25 يناير وبذلت من أجلها كل ثمين لتجد نفسها مرة اخرى تدور في حلقة مفرغة لكنها أشد قسوة وتشويها لتاريخها المعاصرعما شاهدته فى أحلك الاوقات . فعجباً لما تشهده المرأة المصرية الأن في عصر أطلق عليه عصر النهضة فهو بالحق نهضة لكنها بمقياس أخر نهضة لحملات من العنف الموجه لتشويه كل مكتسب حصلت عليه المرأة وكافحت من أجله طوال السنوات الماضية ، نهضة تمثلت في برامج وقنوات ممنهجة وممولة اصطلح على تسميتها برامج وقنوات دينية ولكن الصواب هو أنها تدميرية بكل ما تحمل الكلمة من معنى تلك النافذة التي أطل علينا من خلالها وجوه لا تعرف من الدين سوى أنه تجارة من أجل الشهرة وجمع الاموال بالباطل وتجرأت على شرف نساء مصر واصفة نصف المجتمع بأبشع الألقاب ابتداء من متبرجة إلى فاجرة وعاهرة وكأنهم يسقطون اهواءهم المريضة على مجتمع لم نشهد فيه مثل هذه الانتهاكات من تحرش واغتصاب متعمد وقهر سياسي للمرأة إلا فى ظل صعود وسيطرة التيارات المتأسلمة للحكم وسيطرة رجالها على مؤسسات الدولة فى مشهد متخاذل لعزل المراة عن الأمة وقضاياها وإبقائها رهينة منزلها في انتظار من يأويها " ولا ضل حيطة ". لم يبق أمام نساء مصر الأن إلا انتزاع حقوقهن فالدوافع التى أدت الى هذا التحرك الشعبى لرفض ما تعرض له من ظلم وفقر واستبداد وعهر سياسى طوال العقود الماضية كفيلة بتحريك بركان الغضب القابع تحت الرماد للمطالبة بحق المصرية فى الحياة والمساواة .لذلك لم تعد مقاطعة الانتخابات البرلمانية هى الحل الأصوب في مرحلة لم يعد أمام الناخب رفاهية الاختيار فترك الطريق مفتوحا وممهداً أما التيارات المتأسلمة لن يعيد المرأة الى عصور الظلام فقط ولكنه سيحول مستقبلنا إلى ظلمات نصنعها بأيدينا الان لنحترق بها مستقبلاً. التصويت بكثافة وفاعليه هو الحل الأمثل لوجود كوادر نسائية فى كافة المؤسسات كوادر فاعلة قادرة على فرض واقع المراة وقضاياها ومعاناتها التى لا تنتهى فالانطلاق بخطوات واثقة نحو تنمية اجتماعية وسياسية حقيقية للمرأة لإسقاط كل أشكال الاستبداد ضدها هو السبيل لتحصين المرأة ضد دوائر الجحيم التي أحاطت بالمراة و أحرقتها تارة بالفقر وتارة أخرى بالاغتصاب .