شيعت بعد ظهر أمس جنازة الدكتور عبد المنعم كامل رئيس دار الأوبرا السابق، من مسجد الأوبرا، حضر الجنازة الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة والدكتورة إيناس عبد الدايم ومجموعة كبيرة من قيادات وزارة الثقافة ممن زاملوا كامل خلال عمله كرئيس لدار الأوبرا لمدة ثمانى سنوات. كامل صاحب الرحلة عطاء التى تجاوزت النصف قرن رحل مساء الإثنين عن عمر يناهز 64 عاماً إثر أزمة قلبية مفاجأة عقب انتهائه من بروفة باليه بحيرة البجع على مسرح سيد درويش بالاسكندرية، والذى كان من المقرر عرضه لمدة ثلاث ايام تنتهى غدا الخميس ..وهو يعد احد الرواد لفن الباليه وأحد رموز الفن المصرى خلال الربع قرن الاخير بسبب اسهلماته كراقص للباليه ثم مخرج واستاذ للباليه باكاديمية الفنون ثم توليه ادارة باليه اوبرا القاهرة ثم رئيسا للبيت الفنى خلال عهدى الدكتور مصطفى ناجى ثم الدكتور سمير فرج ثم رئيسا للاوبرا والتى شهدت طفرة كبيرة فى نوعية العروض العالمية والمحلية التى استضافتها الاوبرا خلال وجوده، وقرر صابر عرب اعلان الحداد بمسارح الاوبرا لمدة ثلاثة ايام تكريما لهذا الفنان الكبير. بعد ان تقلد الدكتور عبد المنعم كامل رئاسة دار الأوبرا عام 2004 لم يهنأ كثيرا بهذا المنصب حيث هاجمه المرض بشدة إلا أنه قاومه وأصر على استكمال عمله رغم نصائح المقربين وقبلهم الأطباء بضرورة الراحة التامة. خاصة أن المرض كان يتطلب منه ان يقوم بعمل جلسات علاج ذرى على منطقة الحنجرة وهى جلسات كان يصاحبها آلام شديدة، كما أن الأمر كان يتطلب منه أن يأكل نوعية معينة من الطعام فى شكل سوائل واستمر هذا الحال لمدة 9 سنوات ،8 منها قضاها فى رئاسة الأوبرا، والشئ الذى يؤكد صمود هذا الرجل ويؤكد أن المرض لم يقهره تصميمه أن يمارس المهنة التى عشقها طوال حياته وهى تصميم وإخراج الباليهات والأوبرات وبالفعل كان فى أحيان كثيرة يدخل المسرح وهو «مسنود» على أحد زملائه من العاملين فى العرض لكى يصعد إلى خشبة المسرح وبمجرد أن يلمسها بقدمه كنا نشاهد إنساناً آخراً خالياً من المرض يتحرك برشاقة متناسياً كل آلامه. وهذا هو الصمود ضد المرض. خرج كامل الى المعاش منذ عام بالتمام والكمال ورفض أن يلزم منزله لتلقى العلاج حيث أصر رغم صعوبات المرض والحروب التى تعرض لها بعد الثورة من البعض على ان يستكمل مشواره مع الإخراج وبالفعل مات وهو على خشبة المسرح خلال أدائه لبروفة عرض بحيرة البجع بالإسكندرية. قبل سفره بالإسكندرية وخلال تقديم العرض بالقاهرة قابله البعض من الزملاء الصحفيين وهو يتحرك بصعوبة شديدة وعندما سألوه عن صحته قال بصوت يخرج بالكاد تعبان ومد فى الكلمة. وكأنه أراد أن يقول للجميع وداعاً .وبالفعل مرت 48 ساعه على كلمة تعبان وذهب إلى من هو أحن من الجميع. رحمه الله. كان يجد قبولاً كبيراً خاصة بين فئة العمال «الديكور والإضاءة» والذين جابوا العالم معه وكانوا يرون إنسانيته عن قرب. هذا هو الدكتور عبد المنعم كامل. إيناس عبد الدايم: فقدنا رمزاً ومن جانبها قالت الدكتورة إيناس عبد الدايم الرئيس الحالى لدار الأوبرا إن العالم العربى برحيل كامل قد فقد أهم مخرجى الباليه وفن الأوبرا حيث كان له دور كبير فى إعادة إخراج أوبرا عايدة بشكل أبهر العالم سواء الذين شاهدوها فى مصر أو خارجها. وكثير من نجوم الإخراج العالميين أثنوا على هذا العمل، إلى جانب ما قدمه فى عالم الباليه. لذلك أرى أننا فقدنا فناناً قديراً لكن أعماله ستبقى خالده وأتصور أن تلاميذه قادرون على استكمال مشواره. عمل عبد المنعم كامل كعارض باليه محترف وفنان زائر على أكبر وأعرق مسارح العالم منها مسارح البولشوى الروسى كيروف ليننجراد سان بيتربورج طشقند» أوزباكستان» فنان زائر بمسرح نوفوسبرسيك روسيا 1972 صوفيا بلغاريا 1974 بلجراد يوغسلافيا 1974 N.H.K. طوكيو «اليابان» 1975، قام بالتدريب والأداء العملى كراقص فى مسرح البولشوى «موسكو» لمدة 11 شهراً بين عامى 78 1979. قام بتصميم واعادة اخراج 31 عرضاً أهمها (روميو وجولييت) (بحيرة البجع ) (كسارة البندق) (جيزيل) (القرصان) (سندريللا) كما قام بتصميم رقصات الباليه فى أوبرا عايدة التى تم تقديمها بمسارح دار الأوبرا «ألف ليلة وليلة» و باليه «حلم تانجو» وأوبرا «الأرملة الطروب». كما قام باخراج عروض اوبرا عايدة المحلية والعالمية أهمها التى أقيمت بالعاصمة الصينية بكين ضمن فعاليات دورة الالعاب الاولمبية عام 2008. حصل على العديد من الأوسمة على الصعيدين المحلى والدولى ومن أهمها نوط الاستحقاق من الطبقة الأولى فى الفنون من الرئيس «جمال عبد الناصر» نال لقب «فارس» من رئيس جمهورية إيطاليا السيد «كارلو تشامبى» عام 2003 تقديرا للتعاون الثقافى بين دار الأوبرا و إيطاليا درع الأوسكار الفضى من مهرجان وادى المعابد بمدينة أجريشينكو فى إيطاليا عام 2004 وسام «فارس» فى الفنون و الاداب من وزراة الثقافة والاتصالات الفرنسية عام 2007 وسام «ضابط كبير» من السفارة الايطالية جائزة الدولة للتفوق فى الفنون لعام 2007 ميدالية الوردة البيضاء من رئيسة جمهورية فنلندا عام 2009 تكريم من رئيس الوزاراء الصينى عام 2010 تكريم من سفارة السودان بالقاهرة عام 2010 تكريم من ادارة أوبرا المتروبوليتان الأمريكية عام 2012.