تزوجا بعد قصة حب فهى ابنة الجيران التى أحبها منذ الطفولة وتواعدا كثيرا واتفقا على الوفاء و الحب. وتمت قصة حبهما بالزواج بعد موافقة ومباركة الأسرتين فهم جيران ولكن فى حكم الأخوة الأشقاء وكانت الفرحة تغمر الجميع وفى ليلة متواضعة على قدر إمكانيات الأسرتين تم الزفاف فى إحدى قرى الشرقية الفقيرة بعد تجهيز غرفة فى منزل والد العريس كعادة أهل الريف. بدأ العروسان حياتهما في سعادة وهدوء يخرج الزوج كل صباح لمساعدة والده فى أعمال الزراعة أو العمل لدى بعض أهالى القرية ليتمكن من تلبية متطلبات بيته وزوجته. ورغم الحياة الشاقة التى يحياها الزوج ولكنه كان راضيا وسعيدًا وعند عودته الى غرفته الدافئة بحب زوجته المحبة الراضية بحياتها البسيطة كان ينسى كل تعب وعناء يومه بعد تناول الطعام الذى أعدته له زوجته بحبها وحنانها. مرت أيام الزوجين بسيطة هادئة وتنقل الزوج فى العديد من الأعمال كى يحصل على قوت يومه وتوفير حياة كريمة لزوجته وأطفاله فى المستقبل. أحيانا كان يعمل بالزراعة أو مبيض محارة أو عامل بناء كل ما يهم هو العودة فى نهاية اليوم ببعض الجنيهات التى يرضى بها زوجته ورجولته وسيطرته على منزله. وفى المقابل كانت الزوجة تجتهد طوال اليوم لاعداد الطعام الذى يحبه زوجها على قدر إمكانياتها وبما تركه الزوج من جنيهات، هذا الصباح كان مختلفًا، استيقظ الزوج من نومه وأعدت له الزوجة وجبة الافطار التى يعتمد عليها حتى عودته نهاية اليوم. وودع زوجته وخرج الى عمله. جلست الزوجة رضا تفكر ماذا تعد لزوجها من طعام. ولكنها تشعر ببعض التعب وتشعر أن جسدها لا يساعدها اليوم على الذهاب الى السوق واعداد الطعام. وحدثت نفسها أن زوجها لن يغضب اذا ما قدمت له ما تبقى من طعام الأمس إنه المحشى الذى يعشقه. وشعرت الزوجة أنها تحتاج الى قسط من الراحة وذهبت الى سريرها لتأخذ قسطًا من الراحة حتى عودة زوجها من عمله. وعاد الزوج واستقبلته رضا كعادتها بالحب والترحاب وأحضرت له الماء الساخن كى يغتسل حتى تعد له الطعام. وجلس الزوج ينتظر الطعام الذى يحلم به طوال يومه وأحضرت الزوجة الطعام وفوجئ الزوج أنه «محشى بايت» من الأمس وقطع من الطيور. جن جنون الزوج. ما هذا يا رضا إنه طعام الأمس. اعتذرت له الزوجة وقالت له إنها شعرت ببعض التعب ولم تستطع إعداد طعام طازج له وطلبت منه السماح مع الوعد بعدم تكرار ذلك مرة أخرى. ولكن كل ذلك لم يشفع للزوجة ونسى الزوج إخلاصها وتفانيها فى خدمته منذ زواجهما وسعادته معها وأنها منذ دخولها بيته لم تقصر فى خدمته مطلقا وبشهادة الجميع. وكال لها الشتائم والاتهامات بأنها زوجة فاشلة ولا تصلح أن تكون زوجته وأنه لن يكمل حياته معها، شعرت الزوجة الشابة بالصدمة، كل هذا لأنها شعرت بالمرض ولم تعد له طعامًا طازجًا كعادتها وواصل الزوج عقابه لزوجته ونام ليلته بعيدا عنها. وخرج فى صباح اليوم التالى دون كلمة واحدة وباتت الزوجة تبكى وتحاول ارضاء الزوج ولكن دون جدوى. ورغم ذلك بدأت فى إعداد الطعام لزوجها حتى ترضيه عندما يعود من عمله. وفى منتصف اليوم شاهدها والد زوجها ودموعها تغرق وجهها. وسألها ما بها وروت له ما حدث وطلبت منه الحديث مع زوجها حتى يغفر هذا الخطأ ، ربت الرجل على زوجة ابنه وهدأ من روعها وأخبرها أن ابنه مخطئ وأن الأمر لا يستدعى كل ذلك. وهدأت رضا وأكملت إعداد الطعام لزوجها. وانتظر الأب عودة ابنه من عمله وطلب الحديث معه قبل أن يدخل إلى غرفته وعنفه على ما فعله مع زوجته وأنها لا تستحق منه هذه المعاملة وطلب منه عدم تكرار فعلته معها. استشاط الزوج غضبا من زوجته كيف تفعل ذلك كيف تنقل أسرار بيتهما لوالده. وهل تعتبره طفلا تشكوه إلى والده. ودخل عليها وعندما هرولت اليه لاستقباله كالعادة دفعها وألقى بها على الأرض. صعقت الزوجة لماذا تفعل ذلك. ورد الزوج بعصبية كيف تبلغين والدى ما حدث بيننا. قالت له ماذا فى ذلك إنه والدى أنا أيضا وليس بغريب. ولكن الزوج لم يقتنع بكلامها. واحتد النقاش بينهما وأسرع الزوج إلى سلاحه النارى الذى يخفيه ووجهه إلى زوجته حبيبته. ماذا تفعل هل جننت تريد أن تقتلنى؟ أيوه لازم أقتلك. تأكليني محشى بايت وتطلعى أسرارنا. حاولت الفرار منه ولكن طلقات الرصاص كانت أسرع. استقرت فى أحشائها وسقطت رضا مدرجة في دمائها. نظر الزوج إلى يده وبها المسدس وزوجته التى أغرقت دماؤها المكان وفوجئ بالجيران يطرقون الباب بقوة بعد سماعهم صوت الرصاص واستغاثة الزوجة، فتح الباب. لم يرد على نظرات عيونهم وسكوت الكلام من هول المنظر. فر هاربا. حاول الجيران انقاذ الزوجة واستدعوا سيارة الاسعاف. ولكن رصاصة الزوج كانت قد تمكنت من أحشاء الزوجة ولفظت أنفاسها الأخيرة. الكل غير مصدق هل صحيح قتل الرجل زوجته بسبب طبق محشى بايت. تناثرت الحكاية كالنار فى الهشيم. وألقى القبض على الزوج. والذى سأل عن زوجته وهل هى بخير ولكن أخبره رجال الأمن بموتها. انهار الزوج وكل ما طلبه رؤيتها قبل دفنها ليطلب منها السماح والعفو. طلب منهم حبسه ومعاقبته بأشد العقوبة لأنه قتل أعز من فى حياته. حب عمره وطفولته. وأنه كان فى لحظة غاب فيها عقله ونسى كل أفضال زوجته عليه وحبها له ومحاولتها إرضاءه وتحويل الغرفة المتواضعة الى جنة. إنه لا يستحقها. كانت ملاكا يمشى على الأرض كيف فعل بها ذلك. وشيع أهالى القرية جثمان رضا فى موكب جنائزى مهيب. ولكن هذا لا يخلو من الهمسات: «قتلها بسبب طبق محشى بايت». أحالت النيابة الزوج إلى المحاكمة.