قال الدكتور عبد الفتاح العواري، خطيب الجامع الأزهر، إن الهجرة النبوية ليست حدثًا عاديًا ينسى مع مرور الزمن وتوالي السنين، إنما هى نبع صافي ومعين فياض يعطي في كل زمان ومكان كل ما تحتاجه الأمة . اقرأ ايضا : الأزهر: الهجرة النبوية حدث مهم غيّر وجه التاريخ كلما أعادت الأمة قراءة الهجرة وجدت علاجا لكل ما يمر بها من أحداث وظروف ومصاعب وأضاف "العواري" خلال إلقائه خطبة الجمعة بالجامع الأزهر ، أنه كلما أعادت الأمة قراءة الهجرة وجدت علاجا لكل ما يمر بها من أحداث وظروف ومصاعب، لافتا إلى أن النبي الكريم بين في الأحاديث أن الهجرة إذا كانت قد انقطعت بفتح مكة فإن ثمة هجرة أخرى لم تنقطع ما بقيت الحياة، مستطردا أن النبي والمسلمون معه حققوا تلك الهجرة بأرواحهم قبل أجسادهم وأعطوا المثل الأعلى في التطبيق العملي للمعنى المبتغى من مفهوم الهجرة الواسع الشامل. أثار الهجرة النبوية على الرسول والصحابة وأشار إلى أن النبي قد هجر والمسلمون معه، ما كانت عليه قريش من جور الشرك وظلمة الوثنية وتقاليد الجاهلية البغيضة وذهبوا إلى نور الحق والعدل والتوحيد فحققوا الهجرة المعنوية في أنفسهم قبل الهجرة الجسدية، وكأن النبي قد تخطى الزمن والمكان ليعلم الأمة أن الهجرة ليست تعني انتقال من مكان إلى مكان، وإنما تعني قيم نبيلة وأخلاق سامية رسخها الإسلام بسماحته ووضع لها قواعدها وأصولها ليتفيئ المسلمون ظلالها الوارف في كل زمان ومكان. كشف العواري كيفية الهجرة إلى الله، بعد انقضائها بفتح مكة، منوها أن النبي قال "أفضل الهجرة أن تترك ما يكرهه ربك، لافتا إلى أن الله تعالى يكره البغي والفحشاء والظلم والفساد والإفساد في الأرض ، وقتل النفس بغير حق، ويكره كذلك القيل والقال وكثرة السؤال، والسخرية والغمز واللمز ، وكل فعل قبيح. أعلنت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم ليكون تحت عنوان "من دروس الهجرة النبوية المشرفة.. التخطيط واعتماد الكفاءات". وشددت الوزارة، على الأئمة الالتزام بموضوع الخطبة نصًا أو مضمونًا على أقل تقدير، وألا يزيد أداء الخطبة على عشر دقائق للخطبتين الأولى والثانية مراعاة للظروف الراهنة ، مع ثقتنا في سعة أفقهم العلمي والفكري، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة.