على الرغم من أن عملى تحت قيادته لم يتعدى بضعة أشهر إلا أن علاقتى به قبل وأثناء العمل كانت تنم عن تواضع واحترام وعدل "القاضى" لصغارعمله قبل الكبار فيه. قبل بداية العمل ببوابة الوفد الإلكترونية كان لقاء واحد بينى وبين أستاذى "عادل القاضى" لمدة لاتتجاوز خمس دقائق كفيلاً بسؤاله عن أخبارى وأحوالى لمدة تربو على الستة أشهر بعد ذلك، وطالما أصابتنى الدهشة أن رئيس تحرير المكان الذى سأعمل به هو الذى يسأل ويستفسر عن أخبار الامتحانات والحياة والتجنيد ومصير مابعد التخرج. الدهشة تجاوزت الآفاق عندما أبلغنى بقرب بدء العمل وطلب الحضور حتى أُلقى نظرة على المكان لإبداء رأيي، والجلوس مع أحد المسئولين عن رئاسة أحد الأقسام متناسياً أنى الأصغر سناً من بين من قام بضمهم للعمل فى معجزته العبقرية "بوابة الوفد". بعد ذلك مثلت توجيهاته المستمرة بإتقان العمل والحرص على القراءة ومتابعة الأوضاع الجارية والنزول للعمل الميداني مصباحاً يضيء طريق بلاط صاحبة الجلالة الملبد بالغيوم، والمليء بالأحداث المتعاقبات التى أظهرت مدى قوة وحرص الرئيس على الالتفات لمرؤسيه وإعطائهم النصائح والتوجيهات التى أثبت النزول للشارع والرؤية على أرض الواقع بعد ذلك مدى صدقها وإفادتها للصحفى قبل المكان. كان مشجعاً للجميع وعلى رأسهم الشباب فلم يرد طالب للعمل ولم يقل " سيب رقمك وهنكلمك كما يفعل الباقون"، كما كان حريصاً على مكافئة المجد ولم يسبق أن عاقب مختلفاً معه فى الرأى مادياً أو حتى معنوياً، كما كانت كلماته أثناء المرور لتفقد العمل بمثابة الدافع للعمل حتى فى أحلك الظروف. وفى النهاية لايسعنى إلا أن أقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أستاذ عادل القاضى لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا " إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ".