شهدت الكويت خلال الأيام القليلة الماضية العديد من الخطوات الجادة لكسر القيود التى فرضتها أزمة كورونا.. ووسط مؤشرات تؤكد عودة الحياة الطبيعية الى الكويت، وفى ظل انخفاض أعداد المصابين ب«كورونا»، ونزلاء المستشفيات وغرف العناية المركزة، وتصاعد وتيرة التطعيم بمعدلات جيدة، والجهود الحثيثة والمضنية التى قامت بها وزارة الصحة الكويتية، والتى فرضت على الكويت سياجاً حصيناً من الاحترازات كشف وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح أن أمام المنظومة الصحية جملة من التحديات فى المرحلة المقبلة. وقال الصباح، فى تصريحات نقلتها صحيفة «الجريدة»، إن أبرز هذه التحديات عودة دوام الطلبة إلى المدارس، فضلاً عما قد يأتى به المستقبل من متحورات مستجدة للفيروس. عودة الوافدين وعن وافدى الدول «عالية الخطورة»، أكد أنه يمكنهم مغادرة الكويت والعودة إليها بكل سهولة، وفق الاشتراطات الصحية، ومنها أن يكون الوافد قد تلقى جرعتين من لقاح معتمد داخل الكويت، أما من تلقوا تطعيمات خارجها فيجب أن تعتمد شهاداتهم إلكترونياً عن طريق موقع وزارة الصحة الإلكترونى خلال 5 أيام عمل، ومن ثم يدخلون البلاد بلا صعوبات. وأوضح وزير الصحة أن الوضع الوبائى الحالى فى العالم غير مستقر، والفيروس منتشر فى شتى أرجائه، مؤكداً أن منظمة الصحة العالمية منبهرة من أداء الكويت فى التعامل مع الوباء، لاسيما بكثرة الفحوصات التى تصل إلى 16 ألف مسحة يومياً، فى حين أن هناك دولاً كبيرة لا تتخطى حاجز ال20 ألفاً. انفتاح وكان مجلس الوزراء قد قرر إلغاء قراره السابق بشأن مواعيد إغلاق الأنشطة التجارية عند الساعة الثامنة مساء، وذلك اعتباراً من الثلاثاء الماضى، وفتح كافة الأنشطة باستثناء التجمعات بأنواعها بما فيها إقامة المؤتمرات وحفلات الزفاف والمناسبات الاجتماعية. ووافق المجلس على فتح جميع الأنشطة الخاصة بالأطفال اعتباراً من يوم الأربعاء الموافق 1 سبتمبر المقبل. وسمح المجلس بدخول المحصنين فقط إلى الأنشطة المتنوعة على أن يسمح لغير المحصنين بالدخول إلى الصيدليات والجمعيات التعاونية الاستهلاكية والأسواق الموازية ومنافذ التسويق الغذائية والتموينية فقط، اعتباراً من يوم الأحد الماضى 1 أغسطس، وتكليف اللجنة الرئيسية لمتابعة تنفيذ الاشتراطات الصحية المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا المستجد – بمراقبة تنفيذ الاشتراطات الصحية وضمان الالتزام الجاد بها فى مختلف الأنشطة والقطاعات. ووافق المجلس على السماح بتسيير رحلات طيران مباشرة إلى كل من المملكة المغربية، جمهورية المالديف، وذلك اعتباراً من الأول من أغسطس، وتكليف الإدارة العامة للطيران المدنى بهذا الشأن. إجراءات صحية وأكد مجلس الوزراء على ضرورة الاستمرار فى الالتزام بكافة الاشتراطات والاجراءات الصحية وعدم التهاون فى تطبيقها واتخاذ كافة وسائل الحيطة والحذر لتجنب انتشار العدوى وحدوث موجه وبائية جديدة فى البلاد، مع الاستمرار فى تلقى اللقاح لاحتواء انتشار الوباء ومحاصرته، مشيدا بتعاون جميع المواطنين والمقيمين الذين جسدوا الشعور بالمسئولية الوطنية والعمل كفريق واحد والامتثال لكافة التعليمات الصادرة من السلطات الصحية والتى وضعت لمصلحة الجميع فى سبيل العودة الآمنة للحياة الطبيعية. لمسات تربوية وأشارت مصادر كويتية إلى أن وزارة التربية وضعت لمساتها الأخيرة على خطة عودة الطلبة فى جميع المراحل التعليمية الى المدارس، وفق نظام التعليم التقليدى «الحضور الفعلى»، وذلك بعدما حصلت على الضوء الأخضر من قبل وزارة الصحة للعودة الكاملة إلى الدراسة النظامية على فترتين صباحية ومسائية، مع الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية والاشتراطات الوقائية المطلوبة. وكشفت المصادر عن جاهزية الخطة للعودة للمدارس، تمهيداً للإعلان عن القرار النهائى بدوام المعلمين والمتعلمين سبتمبر المقبل. ملامح الخطة وأشارت المصادر إلى أن أبرز ملامح خطة «التربية» للعودة الى الدراسة النظامية، أن دوام الطلبة فى جميع المراحل التعليمية ورياض الأطفال سيكون على فترتين صباحية ومسائية، وتناوب المعلمين فى تدريسهم، تلافياً لازدحام الطلبة والهيئة التعليمية، إضافة الى تقليص الكثافات الطلابية داخل الفصل الدراسى الواحد إلى النصف تقريباً. وأوضحت المصادر أن الخطة اعتمدت كذلك على تخفيف الجدول المدرسى ونصاب المواد ووقت الحصة، بحيث يتم الاعتماد على المجالات الدراسية الأساسية لتكون إلزامية، مع ترحيل تدريس المواد غير الأساسية كالتربية البدنية والفنية والموسيقية والحاسوب ومواد الاختيار الحر للمرحلة الثانوية الى الفصل الدراسى الثانى - الذى من المتوقع أن يعود فيه الدوام طبيعاً وفق اليوم الدراسى المعتاد - ودمج درجاته مع الفصل الأول.