عقد د. محمد مرسى, رئس الجمهورية, ثانى لقاءته الحزبية مع القوى الإسلامية الفاعلة فى الشارع المصرى، وذلك بلقائه وفد الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية بعد أن التقى حزب النور السلفى فى الأسبوع قبل الماضى بمقر رئاسة الجمهورية. وكشف د. نصر عبد السلام, رئيس حزب البناء والتنمية على كواليس اللقاء الذى تم بناء على طلب من الجماعة والحزب لعرض مبادراتهم عليه للخروج من الأزمة التى تمر بها البلاد، التى تتطلب تحقيق التوافق مع جموع القوى السياسية بشرط الإيمان بالشرعية الانتخابية للرئيس مرسى والعمل على احترام نتيجة الصندوق الانتخابى. وقال عبد السلام فى تصريحات ل"بوابة الوفد" اليوم الأربعاء:" إن الاجتماع تم مساء أمس الأربعاء بناء على طلب مننا لعرض مبادرتنا على رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى التوسط بين الرئاسة والمعارضة لإيجاد حل إيجابى وفعال يرتضى به الجميع، وأيضا التأكيد على الإصطفاف الوطنى والوحدة ونبذ أساليب العنف المتبعة من بعض القوى التى تحاول أن تقضى على الشرعية المنتخبة". وقال عبد السلام إن مبادرتهم تضمنت 6 محاور أولها المحور السياسي بتحقيق المصالحة الوطنية وإتمامها والمحور الأمني فى هيكلة وزارة الداخلية، وإنشاء إدارة لمكافحة البلطجة وتغليظ العقوبة على البلطجة من اجل إعادة الأمن إلى الشارع المصري، ومحور عدالة الاجتماعية بالاهتمام بالفقراء والإرتقاء بالعشوائيات وسكان المقابر والطبقة الفقيرة حتى لا يستغلها أحد في إحداث الفوضى بالبلاد. وأضاف رئيس حزب البناء والتنمية أن المبادرة تضمنت أيضا حل مشكلات المصريين بالداخل كأهالي النوبة وسيناء والصحراء الغربية، وكذلك المصريين بالخارج، ودراسة المشكلات الاقتصادية ومحاولة إيجاد حلول سريعة خاصة المشروعات السريعة وبناء رؤية اقتصادية للخروج من الأزمة، وبالإضافة إلى ضرورة إيجاد ميثاق شرف ووقف التراشق الإعلامي واعتبار الدين خط أحمر. وبشأن التعرف على ملابسات أزمة مؤسسة الرئاسة وحزب النور بعد إقالة د.خالد علم الدين مستشار رئيس الجمهورية قال عبد السلام:" الحزب طرح الوساطة بين الجانبين من أجل الوصول لحل لهذه الأزمة، وأن الرئيس رحب بالتوسط ونحن نعمل على هذا الأمر من أجل إنهاء هذا الإحتقان". وفى رده على أن الرئيس أطلعكم على ملابسات الواقعة قال عبد السلام:" التتفاصيل لم نطلع عليها بشكل رسمى ولكن نحن بدأنا التحرك على أرض الواقع من لقاء مسئولين فى حزب النور وإنهاء هذه الأزمة وفى إطار التوسط سنطلع على التفاصيل من أجل إعلام الرأى العام على التفاصيل وإنهاء هذه الأزمة". وفيما يتعلق بجلسات الحوار الوطنى المزمع عقدها خلال هذه الأيام وما تطلبه قيادات المعارضه من تغير حكومة وتأجل الانتخابات، قال عبد السلام" طرحنا رؤيتنا فى هذا الأمر والتى تتمثل فى أن يكون هناك تعديل وزارى فى الوزرات التى لم تقدم جديد مع الإبقاء على رئيس الوزراء حى تنتهى الانتخابات البرلمانية وتسعى الأغلبية لتشكيل حكومة". وفى رده على تعقيب الرئيس على مبادراتهم ورد فعله، قال عبد السلام إن الرئيس يرحب بأى شئ يتم التوافق عليه من جانب القوى السياسية، وأنه لا يتحمس لطرف على حساب آخر، ويجلس مع الجميع من أجل الوصول لحل للأزمات التى تمر بها البلاد. وكانت رئاسة الجمهورية قد أعلنت أنه في إطار التواصل مع الأحزاب السياسية، التقى الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، وفد حزب البناء والتنمية والذى ضم كلًا من الدكتور نصر عبد السلام، رئيس الحزب، والدكتور صفوت عبد الغني، والدكتور طارق الزمر، وأكد الرئيس خلال اللقاء أهمية الاصطفاف الوطني وحرصه على التواصل المستمر مع جميع القوى الوطنية. كما استعرض اللقاء مبادرة حزب البناء والتنمية للحوار الوطني الشامل، باعتبار أن الحوار هو الطريق الوحيد للم الشمل الوطني والوسيلة الأولى للتوافق حول قضايا الوطن. يشار إلى أن الرئيس مرسى قد التقى وفداً من حزب النور السلفى للإطلاع على مبادراتهم بشأن الخروج من الأزمة والتى طالبوا فيها بضرورة إقالة حكومة د. هشام قنديل, إلا أن رئاسة الجمهورية قامت فى الوقت نفسه بإقالة أحد المستشاريين للرئيس بسبب استغلاله لمنصبه، مما أدى إلى تفاقم الأزمة من جديد بين مؤسسة الرئاسة وحزب النور.