ارتفع عدد ضحايا الفيضانات المدمرة التى ضربت ألمانيا ومناطق أخرى غرب أوروبا، بالإضافة إلى أضرار هائلة فى أسوأ المناطق المتضررة من موجة الفيضانات غير المسبوقة فى أوروبا. وتفقّدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وهى مرتدية ملابس الحداد السوداء، الأضرار التى سببتها «فيضانات القرن» فى غرب أوروبا وأودت ب191 شخصاً على الأقل فى ألمانيا وبلجيكا، واصفة إيّاها بأنّها «تفوق التصوّر». وقالت: «لا توجد كلمات تصف الخراب». وتعهّدت «ميركل» أن تقدّم الدولة مساعدات لإعادة الإعمار، فى المناطق التى تعرضت لدمار شامل نتيجة الفيضانات. وقالت المستشارة وقد بدت مصدومة لما شاهدته من الدمار: «اللغة الألمانية قد تفتقر لكلمات تصف الدمار الذى وقع.. وتعمل الحكومة الفيدرالية والولايات معاً لإصلاح الأضرار». وتعهّد وزير المالية أولاف شولتس بتقديم مساعدات حكومية طارئة بقيمة 300 مليون يورو، وإطلاق السلطات برنامجاً لإعادة الإعمار بمليارات اليورو. وقال أرمين لاشيت، رئيس وزراء ولاية شمال الراين - وستفاليا، التى أصابتها الفيضانات بشدّة، أن إصلاح المبانى والطرق والسكك الحديدية وأنابيب المياه والكهرباء سيستغرق شهوراً وربما سنوات، ويأتى ذلك فى وقت يتدهور الوضع فى الجنوب على الحدود بين ألمانيا والنمسا. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إن الفيضانات فى ألمانيا تعيد رسم الصورة السياسية قبل الانتخابات التى ستحدد خليفة «ميركل». ومضت تقول: «تدفق المنافسون البارزون، بالإضافة إلى «ميركل»، التى لن تخوض الانتخابات مرة أخرى، على المناطق المنكوبة، ووعدوا بتقديم المساعدات، ووجهوا أصابع الاتهام إلى التغير المناخى، الذى تسبب فى واحدة من أسوأ الكوارث التى تعرضت لها ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية». وتابعت بقولها: «يرى العلماء أن ظاهرة الاحتباس الحرارى ربما لعبت دوراً فى زيادة وتيرة الأحداث المناخية القاسية. لكنهم يقولون أيضاً إن الكوارث الفردية، مثل الفيضانات الأخيرة، غالباً ما تنتج عن مجموعة من العوامل، التى تتراوح من أنماط الطقس النادرة إلى التضاريس والتوسع الحضرى». ونقلت عن «كارل رودولف كورت»، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة «دويسبورج إيسن» قوله: «تصوير الأحداث فى سياق تغير المناخ، يمكن أن يفيد حزب الخضر فى الانتخابات، المقرر لها 26 سبتمبر المقبل، لأن الدراسات الاستقصائية أظهرت أنهم يتمتعون بمصداقية أعلى فى المسائل البيئية، مقارنة بجميع الأحزاب الأخرى».