عزيزى المحرر/ لا أعلم ما هى البداية المناسبة التى يمكن أن أكتبها لك ، ولكننى سأكتب لك بالمعنى المجازى ،فلا يمكن للشخص أن يبوح بأكثر مايحتمله السامع ، كل ما أوده ان تستقبل ما أكتبه وتطرحه على قارئك بنفس الأحرف ، ولنتقاسم معا الرأى فيما تكتبه ،اسمى هو السيد الرشيدى حاصل على بكالوريوس التربية الرياضية وكشأن أى شاب له من الطموحات كانت لى طموحات أشبه بمن الأحلام التى أرتحل إليها ،أنا مدمن مسرح ،أعشق المسرح ولى بعض الأعمال المسرحية بالجامعة التى درست فيها ،كل ما أستطيع قوله لك أن تخبر جمهور الصفحة بما أود أن أقوله على استحياء . عزيزى القاريء هذا فلنتصفح معا أحرف صاحب هذه الرسالة، نقرأها معا ثم نتأمل ماذا يريد أن يقول. «كنا و نحن صغار نستنكر ما فعله قابيل بأخيه هابيل و نرى ان ما فعله قابيل هو من أبشع الجرائم التى من الممكن للمرء أن يفكر فيها فضلا عن ان يفعلها، وكان هناك سؤال واحد يقع فى أذهاننا فور سماع هذه القصة وهو كيف لأخ أن يقتل أخاه ؟ يقتل من يقتَسم معه غطاء واحدا يتجاذبانيه لعبا طوال الليل من يقتسم معه الانصات الى حواديت الام التى تحكيها كل ليلة . يقتل رفيق الاستحمام تحت صنبور واحد .يقتل من يلعب معه استغماية و كهربا و كيكا على العالى .كل هذا و أكثر .....الامر بالكاد يشبه الحقيقة وذلك لوجود أبطال حقيقيين للقصة وهما قابيل و هابيل ولدا سيدنا ادم عليه السلام .أما من ناحية أحداث القصة فكانت بالنسبة لنا كحكايات ألف ليلة وليلة أو علاء الدين و المصباح العجيب وها نحن ذا ... و بعد أن نسجت الشهور و السنون عمرا طويلا و علمنا أن للمال أغراض أخرى غير شراء الحلوى و تأجير الدرجات الهوائية و أن بيتا كبيرا مكونًا من عدة طوابق ما عاد ليسع الأخوة مثلما كان يتسع ذلك السرير الصغير الذى لا يتعدى السنتيمترات الآن قد علمت أن حكايات ألف ليلة و ليلة و علاء الدين و المصباح العجيب من الممكن أن تتحقق فلا يمر يوم فى هذه الأيام إلا و يعترض سمعك أو بصرك قصة أو مقطع فيديو يصور مشاهد بشعة لقتل أخ لأخيه أو ولد لوالِده حتى قارئة الحواديت لم تسلم من ذلك الابن الضال فقتلها بدمٍ بارد دون ندم رحم الله أخى قابيل لقد ندم على فعلته «. العزيز الأستاذ /السيد الرشيدى أفصحت كلماتك عن هوية الفعل لكنها لم تفصح عن هوية الحدث ، ويبدو أنك استرجعت بعض المشاهد القصة والمخطوطة الأولى فى الصراع البشرى حيث قابيل يقتل أخاه ،وربما تود أن تفصح لكن لسانك يعجز أن يبوح بوقائع قصة ما ربما أنت شهدت عليها وربما أنت تعانى منها وربما أنت لا هذا أوذلك وتود أن تسترجع المشهد ، لكنى دعنى أخبرك أن المال الذى غير نفوس البعض ليس هو المحرك الأساسى لجوهر الصراع ،فقابيل لم يصارع أخاه من أجل المال ،كان الصراع الأساسى والنواة الأولى للتحفيزعلى القتل هو طمع النفس البشرية، الطمع المعنوى فى رضا الرب حين قبل الله القربان من أحد الأخوة ولم يقبله من الآخر، المال فيما ذكرته وأرسلته إلى باب بريد الوفد ليس إلا معامل حفاز من معاملات الطمع البشرى . إن تحمل تبعات الألم داخل أرواحنا تكسبنا ألم العيش وتكسبنا أيضا مرراته ،تجعل روحك متثاقلة ،حزينة ،فما أود أن أقوله لك أن عليك أن تتخلص فورا من آلامك كى يخف ثقل روحك ،المثل القرآنى المضاد لهذا المشهد هو هارون من موسى حيث يشد هارون من عضد أخيه ،ويدعمه ويكون سندا له ....لا تحزن ولا تجتر بعض أفعال القبح فتجعلها تأكل من روحك ،إن ما تفعله وفعلته هو قضية بينك وبين نفسك ، لا داعى للبحث لها عن ثمن للتضحية، فلا تنتظر سداد فاتورة، ربما يحزنك بعض المشاهد لكن نصيحتى لك أن تتخلص من هذا الحزن .. راقب المشاهد فى حالة من الرضا تبرها على مهل ولا داعى لأن تجعل حرقتها تلتهم من روحك .