فى إحدى حدائق الشارع بمحافظة الجيزة، جلست سيدة فى منتصف الثلاثينيات من عمرها بثلاثة أطفال بنات أكبرهن عمرها 3 أعوام وأصغرهن عمرها أسبوعان، لا ملجأ لهن ولا مأوى، ينتظرن قوت يومهن من فاعلى الخير والمارة، وعند حلول الليل يرقدن فى مكانهن وتأخذ الأم بناتها بين ذراعيها لحمايتهن ومنحهن الأمان. فاتن يوسف عبدالحافظ، البالغة من العمر 37 عامًا، وبناتها سجدة وأشرقت وشروق، لم يجدن سوى الشارع ملجأ لهن بعد إلقاء القبض على زوجها بتهمة تبديد شيكات، والتعرض للإهانة والقسوة من والدته، وتخلى الجميع عنها. «زوجى اسمه أبوطالب متولى ومهنته منجد انتريهات»، بهذه الكلمات بدأت فاتن تروى حكايتها، مضيفة: بسبب قلة الشغل بدأ زوجى يبحث عن فرصة عمل أخرى وذهبنا إلى الاسكندرية وبالفعل وجد عملا ولكن بشرط إجراء فيش جنائى وعند ذهابه لقسم شرطة أول المنتزه تم القبض عليه يوم 28 مايو، وبعدها رجعت للقاهرة لإبلاغ أهله. وبسؤالها عن سبب حبسه قالت: كان ضامن والده فى وصل أمانة. وبعد احتجاز الزوج عادت فاتن إلى سكنها فى إمبابة منتظرة ترحيله إلى القسم التابع لهم ومرت الأيام ولكن لم يتم ترحيله حتى الآن، وفى ظل انتظارها أية معلومة عن زوجها حان موعد وضعها لمولودتها الثالثة شروق، وعانت الكثير من القهر خلال تلك المدة من والدة زوجها وأهله حتى أجبروها على الإمضاء على وصل أمانة لصاحب السكن لضمان حقه فى الحصول على إيجار الشقة. ووصل الأمر إلى ترك «فاتن» السكن وتشردها وأطفالها فى الشارع منذ يوم الخميس الموافق 17 يونيو، قائلة: فضّلت أنام فى الشارع أرحم من إهانة حماتى ليا وولاد الحلال كانوا بيدونى فلوس وبأكل بناتى. وتابعت: بتمنى أوضة أعيش فيها وشغل عشان أربى عيالى وأطلع شهادة ميلاد للطفلة المولودة، مؤكدة أن الحياة مع زوجها لم تكن جنة لكنها عانت الكثير معه، حيث كان مدمنا ويتعاطى حبوب الترامادول، ويتعدى عليها بالضرب يوميًا وفى أوقات كثيرة كان يستخدم السكين فى تعذيبها. وبعد سرد معاناة فاتن يوسف عبدالحافظ، فى السطور السابقة، وتدخل «الوفد» بنقلها وأطفالها من الشارع إلى مقر الجريدة لبحث أزمتها، وتواصل الجريدة مع وزيرة التضامن الاجتماعى د.نيفين القباج التى استجابت على الفور وتم توفير مأوى لهن بأحد مراكز استضافة المرأة المعنفة.