فى الوقت الذى يحرم فيه بعض المعاصرين من المتشددين الاحتفال بعيد الحب، باعتباره من أسمى المشاعر الإنسانية، كشفت دراسة أعدتها ثلاث باحثات مصريات بمركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية فى صعيد مصر ان قدماء المصريين استخدموا الورود للتعبير عن الحب لمحبوباتهم ، وأن نقوش ورسوم معابد ومقابر الفراعنة ترصد الكثير من صور الحب والعشق فى مصر الفرعونية، وأن «رمسيس ونفرتارى» أول قصة حب خلدها التاريخ. قالت الباحثة هدى خليل الشقيرى إنه مع الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني في 22 أكتوبر يوم ميلاد الملك رمسيس الثاني والثانية يوم تتويجه في 22 فبراير من كل عام، تتجه القلوب إلي أول وأجمل قصة حب ربطت بين قلبي رمسيس الثاني وزوجته نفرتارى، والقصة خلدها التاريخ قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة. وتشير «الشقيرى» الى أن معبد نفرتاري برمسيس يتميز باللمسة الأنثوية الحانية التي تعبر عن رقة صاحبته، حيث يوجد فيه مجموعة من النقوش الناعمة التي تبرز جمال نفرتاري وهي تقدم القرابين للملائكة وفي يدها «الصلاصل» رمز الموسيقي ويعلو رأسها تاج الإلهة الحتحوري ربة الفتنة والجمال عند قدماء المصريين. وتعد نفرتاري الزوجة الوحيدة من زوجات رمسيس الثاني، وقد بني لها معبدا خاصا إلي جوار معبده الكبير بمدينة ابوسمبل، كما بني لها واحدة من أجمل المقابر في البر الغربي بالأقصر بعد رحيلها ليؤكد إخلاصه وحبه الأبدي لجميلة الجميلات نفرتاري. وتضيف الباحثة فاطمة فتحى أن الملك رمسيس الثاني قام ببناء معبد نفرتاري في ابوسمبل حتى تتمكن زوجته من أن تتعبد لإلهها المحبوب حتحور اله الرقص والسعادة والطرب والحنان عند القدماء المصريين. وكشفت الباحثة نجوى البارون ان معابد ومقابر ملوك واشراف ونبلاء الفراعنة ترصد صوراً عديدة لعلاقة المصريين القدماء بالحب واحتفائهم بالعشق والعشاق فى احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دورى ضمن «282» عيداً واحتفالاً عرفها الفراعنة فى كل عام،وتقول نجوى البارون ان لمصرى القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته وكان يعبر عن عواطفه تجاهها فى احتفالية يطلق عليها «الوليمة»، ووصف احدهم معشوقته فى احدى المخطوطات القديمة: «انها الفريدة المحبوبة التى لا نظير لها اجمل جميلات العالم، انظر اليها كمثل النجمة المتألقة فى العام الجديد على مشارف عام طيب».