تحت عنوان "يجب أن يكون مرسي مبدعًا لإخراج نفسه من هذه الورطة"، سلطت صحيفة (طهران تايمز) الإيرانية الناطقة بالإنجليزية الضوء على المشكلات التي مازال يعاني منها الرئيس "محمد مرسي" والصراع مع الفوضى وعدم اليقين بعد أكثر من عامين منذ انتصار الثورة. وقالت الصحيفة:" إن قتل كثير من الأشخاص أو إصابتهم خلال الأشهر القليلة الماضية، يؤكد أن الحكومة لم تتمكن من إعادة الوضع تحت السيطرة، ومختلف الفئات، مثل الليبراليين من أنصار الدكتاتور السابق "حسني مبارك"، وحتى بعض الإسلاميين، لم يتوقفوا في توجيه انتقاداتهم للرئيس "مرسي" وأسلوبه في الحكم". وأشارت الصحيفة إلى أن الوضع الحالي في مصر يعزز الحجة القائلة بأنه ليس هناك في الواقع أي ثورة على الإطلاق، والبلاد لا تزال تحت الحكم الاستبدادي ومازالت تعتمد اعتمادا كبيرا على القوى الأجنبية. وتابعت الصحيفة قائلة:" في الثورات الكاملة، تقوم مجموعة واحدة بتغير النظام بأكمله ووضع شرعيتها. ومع ذلك، كان الإسلاميون بصفة عامة وجماعة الإخوان المسلمين على وجه الخصوص غير قادرين على الحصول على الشرعية؛ وذلك لأن جماعات أخرى تعتقد أنها كانت أيضا جزءًا من الثورة تحاول الحصول على مكان أكبر في النظام الجديد. وبالتالي، كان "مرسي" غير قادر على الحصول على قدر من السلطة اللازمة لقيادة الحكومة واستقرار الوضع. ونظرًا لعدم قدرة الإسلاميين على فرض بنيتهم السياسية نتيجة تعدد الأعراق والأقليات في مصر مثل الليبراليين والعلمانيين، والأقباط النصارى، أدت تلك الاختلافات في الرأي إلى تمهيد الفرصة لمنافسي الإسلاميين لإثارة القلاقل وتحدي سيادة "مرسي". بالإضافة إلى أن فوز الإسلاميين الضيق في الانتخابات الرئاسية أظهر أيضًا أن لديهم الكثير من الصعوبات في تحقيق رؤيتهم السياسية لمصر. وعلاوة على ذلك، يشعرون بالإحباط بسبب الإقبال الضعيف على الاستفتاء الوطني حول الدستور الجديد، وأنها سوف تقوض بالتأكيد الجهود الرامية إلى إقامة حكم ديمقراطي في البلاد. وأدى فشل "مرسي" لمعالجة الوضع بشكل صحيح لسخط الشعبي، والعديد من الناس بدأوا يعتقدون أن الرئيس يفتقر إلى الإرادة لتحقيق أهداف الثورة. وختمت الصحيفة قائلة: "في ضوء كل هذا، يمكن القول أن هناك مزيدا من الايام الصعبة التي تنتظر "مرسي"، ولم يكن لديه العديد من الخيارات لجعل الوضع تحت السيطرة، ولكنه مازال واقعا في ورطة، إما أن يقدم تنازلات للمعارضة أو ستتزايد المشاكل فوق رأسه في الأشهر المقبلة.