شباب مصر يضيع ... مستقبل مصر فى خطر ... كل يوم يقع من بين الشباب شهيد ... لا أحد يسمع هتافهم ... لا أحد يستجيب لمطالبهم ... كلكم يتحدث عن الاستقرار ويعمل للفوضى ... المسئولون خلعوا برقع الحياء ... وألقوا بمسئوليتهم عن الأحداث إما على الشباب ... أو على «مجهولون» ... يقتلون الشباب بدم بارد ... نظام الحكم لا يرى إلا تبرئة الرئيس من الدم ... النيابة العامة تتطوع لتبرئته ... وقبل التحقيق تمنحه صك البراءة ... والداخلية تجتهد لإثبات براءة الوزير ... والإخوان يستضيفون شهداء الاتحادية لتبرئة أنفسهم ... والإنقاذ يطالبون بالتحقيق فى عمليات الاغتيال الكل يتحدث ... والبعض يصرخ ... والشباب يسقط تحت الأقدام ... منهم من قضى نحبه ...ومنهم من ينتظر .... والرئيس قابع فى قصره خلف الأسوار ... ورئيس الحكومة يعطى دروساً فى الرضاعة السليمة ... ويحدد عقوبة من لا يدفع فواتير الكهرباء... والوزير فى مكتبه وسط الحراس... ومساعده يعلن تقارير الموت فى مجلس الشورى ... ويثور إذا انتقده النواب ... إننا أمام مشهد عبثى قاتم ... موسيقاه خليط بين بيانات البراءة وأنات الثكالى ... وهتافات الشباب الغاضب ... ودمعة تخرج من عين أب حزين ظلمته الأعراف فحرمته متعة البكاء على الفقيد ... لكنها دمعة تحرق بلداً... وتغرق نظاماً... وتقتلعه من جذوره. لقد جدد اللواء عثمان ببيانه فى مجلس الشورى أحزان مصر ... وأثبت فى بيانه ... وبانفعاله ... أن نظام الحكم صار للأسوأ ... وأنهم يتعاملون مع دماء الشهداء بمنطق الحى أبدى من الميت وأنهم يرددون النداء بالمقلوب ... امسك قتيل بدلا من امسك حرامى ... ويستخدمون كلمات غفير العشرينات « جبضنا على الجتيل والجانى هرب» ... وأن براءة الرئيس ... وكبير الوزراء ... والوزير ... أهم من آلام الوطن ... وأكد بيان النيابة العامة حول براءة الرئيس أن جهات التحقيق بعيدة عن حيادها ... وأن نظام الحكم ينتفض للتبرئة ... ولا يتحرك لضبط الجناة ... وإذا كانت الداخلية بريئة من الدم ... فالوزير ليس بريئا من التقصير السياسى ... ورجاله متورطون فى عدم ملاحقة «المجهولون» الذين يقتلون الشباب... قديما أهدانى اللواء محمود وجدى كتابا عنوانه مسرح الجريمة... وفيه تحديد واجبات رجل المباحث فى معاينة مكان وقوع الجريمة ... وللمصادفة اهتم الكتاب بجرائم القتل ... وأكد مؤلف الكتاب ضرورة البحث عن صاحب المصلحة من وقوع الجريمة أو المستفيد ... وربما تخلت الداخلية عن مبدأ البحث عن المستفيد فى تحقيق جرائم قتل الشباب ... فعمليات القتل لا تتم بعشوائية ... والانتقاء واضح ... والأشخاص مقصودون ... فكل الشهداء من الناشطين سياسياً... وكل من اغتاله «المجهولون» من بين صفوف المعارضة... ... والعدد غير القليل منهم كان ممن حضروا مؤتمر فورمونت الشهير ... وعمليات القتل تتم دائما فى ظروف تحتمل تفسيرين ... فإما قتلتهم رصاصات النظام ... أو طلقات « المجهولين» ... وجميعهم قياديون بين أقرانهم... وهؤلاء « المجهولون « القتلة لا يعرفون لأنصار النظام طريقاً... ورصاصات «المجهولين» أخطأتهم حول المحكمة الدستورية ... وبنادق القناصة لم تكتشفهم حول الانتاج الإعلامى ... ورصاصات الخرطوش لم تطلهم عندما أحرقوا خيام الاتحادية ... والبلطجية يخشونهم أينما حلوا. من أين جئتم بقلوبكم ؟... ومن أى حجر نحتموها ؟ ... إن دعوة أم فقدت ولدها بعد أن أصبح رجلاً تطاردكم إلى يوم الدين ... وهناك ... لا نيابة تصدر بيانات ... ولا حاجة لأدلة الإثبات ... وإن آهة أب حزين اختطف منه « المجهولون» أمل السنين وسند الدهر ستظل تتردد فى الفضاء ولن تسكت حتى يعرف من قتل ولده ... وقصم ظهره ... لقد أعاد النظام قتل شهداء الشباب ولم يستوعب الدرس ... فإن الشباب هم صناع المستقبل ... وهم أصحابه ... ومن لم يحاكمه جيله اليوم ... لن يرحمه التاريخ ... فإما أن تلقوا القبض على « المجهول» اليوم ... وإما أن تنتظروا حكم الشباب عليكم غدا. Email: