قال المحلل السياسي عادل الخطاب، إنه في أواخر عام 2014، تسلّل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف المعروف بداعش إلى مدينة سرت المُطلة على البحر الأبيض المتوسط في الساحل الشمالي لليبيا وفي يونيو 2015 أعلنوا سيطرتهم الكاملة على مدينة سرت ومحيطها بعد مقاومة أهالي المدينة. وأوضح أنه في مايو 2016، بعد أن تم تشكيل حكومة جديدة مقرها طرابلس عُرفت بحكومة الوفاق الوطني، شنت الحكومة بدعم من الأممالمتحدة هجوماً لاستعادة سرت ولكنها خلصت المدينة من التنظيم وسلمتها لقبضة الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق المدعومة من تركيا، الأمر الذي دفع الجيش الوطني الليبي لشن هجمات على الميليشيات التي سيطرت على المدينة من بعد داعش وفي 6 يناير 2020، أعلن الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بسط سيطرته بالكامل على المدينة الواقعة شرق طرابلس. وأكد الخطاب، أنه بعد أن تم في بداية العام الجاري اختيار حكومة جديدة في ليبيا اسمها حكومة الوحدة الوطنية يرأسها عبد الحميد الدبيبة، اعتبر البعض أن من اهم النقاط هي الترتيبات الخاصة بانتقال المجلس الرئاسي والحكومة نفسها إلى مدينة سرت، لكن لم يتم إعارة الأمر أي اهتمام إلى أن تطورت الأحداث في مقر المجلس بالعاصمة الليبية طرابلس. يُذكر أنه في بداية شهر مايو شنت الميليشيات هجوماً على مقر المجلس الرئاسي بفندق كورنثيا في طرابلس بإستخدام قوى السلاح والسيارات المدرعة، اعتراضاً على تصريحات وزير الخارجية الليبية نجلاء المنقوش التي طالبت من نظيرها التركي إخراج المرتزقة السوريين الذين أتت بهم وفق إتفاقيات باطلة وقعتها مع رئيس حكومة الوفاق السابقة فايز السراج، بالإضافة إلى إعتراضهم على إقالة الميليشياوي عماد الطرابلسي المنصب الذي شغله كرئيس لجهاز المخابرات الليبية. ومن جانبه نوّه المحلل السياسي الليبي طاهر الطيب أنه على الحكومة الجديدة الانتقال من طرابلس للعمل في سرت لتنفيذ مهمتها بنجاح، موضخا أنه بعد هذه الأحداث، بدأ التفكير من جديد في نقل مقر المجلس الرئاسي إلى مدينة سرت الواقعة تحت حماية قوات الجيش الوطني الليبي حيث قام رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي بعدد من الزيارات إلى المدينة للتأكد من جاهزية المدينة لإحتضان المقر الرئاسي. حيث حضر محمد المنفي عدد من إجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 التي يقع مقرها في سرت ايضاً، كما قام بزيارة المدينة في عيد الفطر وسط ترحيب وإجماع من سكان المدينة على نقل مقر المجلس الرئاسي. وأكد أن فكرة إقامة مقر المجلس الرئاسي في سرت كانت مطروحة منذ اليوم الأول لتسلم الحكومة مهامها، خوفاً من أن تقوم الميليشيات بالضغط على الحكومة الجديدة للبقاء في الأراضي الليبية، وهذا ما حدث بالفعل بعد ازدياد عمليات التخريب والبلطجة في طرابلس وضواحيها.