"بوليتيكو": أمريكا تستعد لإعلان عقود أسلحة بقيمة 6 مليارات دولار لأوكرانيا    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    أنغام باحتفالية مجلس القبائل: كل سنة وأحنا احرار بفضل القيادة العظيمة الرئيس السيسى    عاجل - "التنمية المحلية" تعلن موعد البت في طلبات التصالح على مخالفات البناء    ارتفاع سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن بمستهل تعاملات الجمعة 26 أبريل 2024    رئيس الشيوخ العربية: السيسي نجح في تغيير جذري لسيناء بالتنمية الشاملة وانتهاء العزلة    تبدأ اليوم.. تعرف على المواعيد الصيفية لغلق وفتح المحال والمولات    «تنمية الثروة الحيوانية»: إجراءات الدولة خفضت أسعار الأعلاف بنسبة تخطت 50%    أطفال غزة يشاركون تامر حسني الغناء خلال احتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    قيادي بفتح: عدد شهداء العدوان على غزة يتراوح بين 50 إلى 60 ألفا    المحكمة العليا الأمريكية قد تمدد تعليق محاكمة ترامب    السعودية توجه نداء عاجلا للراغبين في أداء فريضة الحج.. ماذا قالت؟    الدفاع المدني في غزة: الاحتلال دفن جرحى أحياء في المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بخان يونس    "الأهلي ضد مازيمبي ودوريات أوروبية".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    خالد جادالله: الأهلي سيتخطى عقبة مازيمبي واستبعاد طاهر منطقي.. وكريستو هو المسؤول عن استبعاده الدائم    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    طارق السيد: ملف خالد بوطيب «كارثة داخل الزمالك»    حدثت في فيلم المراكبي، شكوى إنبي بالتتويج بدوري 2003 تفجر قضية كبرى في شهادة ميلاد لاعب    بعد 15 عاما و4 مشاركات في كأس العالم.. موسليرا يعتزل دوليا    رائعة فودين ورأسية دي بروين.. مانشستر سيتي يسحق برايتون ويكثف الضغط على أرسنال    ملف يلا كورة.. تأهل يد الزمالك ووداع الأهلي.. قائمة الأحمر أمام مازيمبي.. وعقوبة رمضان صبحي    سرقة أعضاء Live مقابل 5 ملايين جنيه.. تفاصيل مرعبة في جريمة قتل «طفل شبرا الخيمة»    عاجل - الأرصاد تحذر من ظاهرة خطيرة تضرب البلاد.. سقوط أمطار تصل ل السيول في هذا الموعد    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    استشاري: رش المخدرات بالكتامين يتلف خلايا المخ والأعصاب    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    حكايات..«جوناثان» أقدم سلحفاة في العالم وسر فقدانها حاستي الشم والنظر    «كتل هوائية أوروبية تضرب البلاد».. «الأرصاد» تكشف مفاجأة في طقس الغد    استعد للتوقيت الصيفي.. طريقة تعديل الوقت في أجهزة الأندرويد والآيفون    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    ليلى أحمد زاهر: مسلسل أعلى نسبة مشاهدة نقطة تحوّل في بداية مشواري.. وتلقيت رسائل تهديد    لوحة مفقودة منذ 100 عام تباع ب 30 مليون يورو في مزاد بفيينا    مخرج «السرب»: «أحمد السقا قعد مع ضباط علشان يتعلم مسكة السلاح»    بدرية طلبة عن سعادتها بزواج ابنتها: «قلبي بيحصله حاجات غريبه من الفرحة»    عروض فنية وموسيقى عربية في احتفالية قصور الثقافة بعيد تحرير سيناء (صور)    حفل افتتاح الإسكندرية للفيلم القصير يحتفي بالدورة العاشرة للفيلم القصير    نادية الجندي وفيفي عبده وسوسن بدر ضمن حضور حفل ذكرى تحرير سيناء    «اللهم بشرى تشبه الغيث وسعادة تملأ القلب».. أفضل دعاء يوم الجمعة    وزير الصناعة الإيطالي: نرحب بتقديم خبراتنا لمصر في تطوير الشركات المتوسطة والصغيرة    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل والعائلات المصرية    الأغذية العالمي: هناك حاجة لزيادة حجم المساعدات بغزة    غدًا.. قطع المياه عن نجع حمادي لمدة 12 ساعة    سفير تركيا بالقاهرة يهنئ مصر بذكرى تحرير سيناء    خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف مكتوبة 26-4-2024 (نص كامل)    طريقة عمل الكبسة السعودي بالدجاج.. طريقة سهلة واقتصادية    «القاهرة الإخبارية»: دخول 38 مصابا من غزة إلى معبر رفح لتلقي العلاج    الجيل: كلمة الرئيس السيسي طمأنت قلوب المصريين بمستقبل سيناء    مواطنون: التأمين الصحي حقق «طفرة».. الجراحات أسرع والخدمات فندقية    يقتل طفلًا كل دقيقتين.. «الصحة» تُحذر من مرض خطير    عالم أزهري: حب الوطن من الإيمان.. والشهداء أحياء    بالفيديو.. ما الحكم الشرعي حول الأحلام؟.. خالد الجندي يجيب    قبل تطبيق التوقيت الصيفي، وزارة الصحة تنصح بتجنب شرب المنبهات    6 نصائح لوقاية طفلك من حمو النيل.. أبرزها ارتداء ملابس قطنية فضفاضة    بيان مشترك.. أمريكا و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن جميع الرهائن مقابل وقف الحرب    هل تحتسب صلاة الجماعة لمن أدرك التشهد الأخير؟ اعرف آراء الفقهاء    الرئيس السيسي: خضنا حربا شرسة ضد الإرهاب وكفاح المصريين من أجل سيناء ملحمة بطولة    التجهيزات النهائية لتشغيل 5 محطات جديدة في الخط الثالث للمترو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمجد مصطفى يكتب: عبده داغر مؤسس فرقة «الموسيقى العربية» الذى غزا أوروبا بآلة الكمان
المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة (26)
نشر في الوفد يوم 27 - 05 - 2021

عاشق المشايخ الذى كرمته ألمانيا
مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا بماضينا الجميل.
تحدثنا فى انطلاق حلقات «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، وتحدثنا فى الجزء الثانى عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مروراً بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن، كما تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، ثم استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيراً من دول كثيرة. ثم واصلنا الكتابة عن كبار المبدعين فى مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان. اليوم نواصل الكتابة عن رمز جديد ملأ سماء الفن المصرى والعربى بأفضل الأعمال كعازف لآلة الكمان أو كمؤلف موسيقى.
حكاية الموسيقار الكبيرعبده داغر مع الموسيقى حكاية طويلة، من يستمع إليها يصبح على يقين بأنها حدوتة يجب أن تتحول إلى عمل درامى، لثرائها على المستويين الإنسانى والفنى.
عبده داغر هو الموسيقي المصرى صاحب النجاحات خارج الحدود، خاصة فى أوروبا، أعطى الموسيقى كل حياته، فمنحته المجد.
عندما تتأمل موسيقاه لن تندهش أنها اجتازت الحدود ودخلت أوربا وأمريكا، السبب ببساطة أنه تمسك بمصريته، وطوع لغتنا وهويتنا لكى يخلق من خلالها نغمة مصرية خالصة، فى وقت انشغل أغلب الموسيقيين المصريين بتقليد الغرب، فكان من الطبيعى أن تجد «داغر» فى حديقة الخالدين فى ألمانيا بجوار بتهوفن، وأن يقارنه الغرب بعظماء الموسيقى لديهم.
مهارة «داغر» لم تكن فى التأليف الموسيقى فقط، فهو استطاع أن يصنع منهجا علميا خاصا به، على الرغم من أنه لم يكن يقرأ النوتة الموسيقية.
يعد عبده داغر أحد أهم من أنجبت الموسيقى العربية عبر تاريخها كعازف لآلة الكمان والعود، ولكونه أيضاً أول من أسس منهجًا دراسيًّا عربيًّا لتعليم الموسيقى، وتتلمذ على يده آلاف الموسيقيين من جميع أنحاء العالم، حيث كان يقف على عتبة منزله فى حدائق القبة جنسيات مختلفة الكل يريد أن يتخرج من مدرسته الفنية.
ولد عبده داغر، فى مدينة طنطا عام 1936، وتوفى 10 مايو 2021، عن عمر 85 عاماً.
بدايته كانت مع آلة العود، والده صاحب محل صناعة أعواد، تعلم العزف على آلة العود فى سن السابعة، على غير رغبة والده، ثم جذبته آلة الكمان، بعدما شاهد عازف الكمان الكلاسيكى «David Oistrakh»، وتعلمها فى سن العاشرة.
فى طنطا، بدأ حياته مع المطربة عنايات شعبان، وعمل مع «الصييتة والعوالم» فى الموالد. لم يهجر داغر العود، وأسس ورشة لصناعته فى شبابه عمل عبده داغر كعازف للكمان فى تخت العديد من مشاهير الغناء المصرى مثل كوكب الغناء العربى أم كلثوم وموسيقار الجيلين محمد عبدالوهاب ومحمد عبدالمطلب. وكون ثنائيًّا فريدًا مع الشيخ محمد عمران، أبهر
العالم بأدائهما الفنى.
النشأة فى ملتقى الموسيقيين
النشأة فى طنطا، حيث والده كان مدرساً للموسيقى تتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من الفنانين منهم محمد فوزي، بليغ حمدي، وكان منزلهم ملتقى الفنانين والموسيقيين.
منذ صغره عشق الموسيقى، والغريب أن والده منعه من ممارسة الموسيقى، لأن العائلات، فى هذا الزمن، كانت تعتبر الموسيقى حراماً حتى أن أى أسرة كانت ترفض زواج ابنتها من الموسيقي، أو الممثل.
وفى رحلته الموسيقية، علم داغر نفسه الموسيقى حتى استطاع لأول مرة فى تاريخ الموسيقى المصرية عمل منهج موسيقى لها، قبل ذلك كنا نعتمد على المناهج التركية والغربية.
ويحكى داغر، أنه كانت أمامه فرصة للسفر إلى إيطاليا لكن حال رفض والده دون ذلك، حيث يقول: «فى بداية مشوارى التقيت فنانا عالميا David Oistrakh فى طنطا وكان يلعب بتكنيك عالمي، وعندما شاهدنى توقع أن يكون لى مستقبل كبير، وكان يريد أن يصطحبنى إلى إيطاليا ورفض والدى».
وكان الراحل يردد دائماً: «لا تكن إلا نفسك، لا تتشبه بأحد، لأن هذا الأمر هو الذى جعله يصل إلى العالمية».
رحلته إلى القاهرة وعلاقته بالمشايخ
جاء إلى القاهرة فى عمر 11 سنة، وكان
يهرب من بيت الأسرة للعمل مع «العوالم»، ثم عمل مع المشايخ الذين تعلم منهم كل شيء، و كان يقول: «قناعتى أن المشايخ هم أساس المزيكا فى الكون، والقرآن الكريم علم الدنيا كلها علم الموسيقى، ويكفى أن كل عظماء الموسيقى العربية تخرجوا من مدرسة المشايخ منهم محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطي، وسيد درويش، وغيرهم».
وتابع: «أول من لحن هم المشايخ القصبجى خريج الأزهر، ووالده على القصبجي، شيخ وملحن، حتى الشيخ سيد درويش كان شيخا، وعبدالوهاب تعلم على يد المشايخ وكان حريصا على أن يستمع إليهم والشيخ أبوالعلا محمد، وأم كلثوم والدها كان شيخاً، وتعلمت من المشايخ كل شيء، بعد ذلك ظهر الملحنون».
وتعد النقلة الثانية فى حياته الفنية عندما عمل مع تخت الإذاعة، وكان المسئول وقتها «الشجاعي»، وكان يعرف والده، وأحضر معه صوتاً جديداً تسمى عنايات شعبان من مدينة قلين بكفر الشيخ، كانت مثل أم كلثوم على حسب تعبيره، وتم تعيينه فى الإذاعة بسبعة جنيهات فى الشهر، وفى نفس الوقت كان يسجل للسينما، كما أسس الراحل فِرقًا لمحمد رشدى وشفيق جلال والكحلاوى.
مؤسس فرقة الموسيقى العربية
عبده داغر هو صاحب فكرة فرقة الموسيقى العربية وللأسف نسبت الفكرة لغيره، بدأت الفكرة من خلال برنامج إذاعى كان يقدمه «سليمان جميل»، شقيق فايدة كامل، هذا البرنامج خرج منه عمار التشريعى وغيره. سأله مقدم البرنامج، فى إحدى الحلقات، ما هى أمنيتك؟.. رد: تكوين فرقة للموسيقى العربية، لأن إسرائيل عملت فرقة قبلنا ونسبت الموسيقى العربية لها، وسمع هذا الكلام الرجل المحترم ثروت عكاشة ووقتها كان داغر يعمل فى «البالون» مع شفيق أبوعوف، وطلب الوزير تنفيذ الفكرة فوراً، تحدث إليه «أبوعوف»، وطلب منه وضع خطوات التنفيذ. ذهب معه إلى معهد الموسيقى العربية الأصلى، عملا بكل إخلاص، أحضرا الكورال من المعهد وطلب داغر الاستعانة بالمنشدين، بدأت البروفات، كان من أعضاء الفرقة الحريرى ومحمود القصبجى وأعضاء من فرقتى أم كلثوم وعبدالوهاب جميعهم شكلوا هيكل الفرقة الوليدة، وحاولوا أن يقدموا أهم موسيقيين، لأنها فرقة دولة لذلك أحضروا الأفضل، وخلال إحدى البروفات حدثت بينه وبين عبدالحليم نويرة مشكلة لأنه طلب منه تعديل بعض الأمور الخاصة بغناء الكورال، وهو الأمر الذى أزعج نويرة، وإذا به يمنعه من العمل، إلى أن تدخل البعض وأوضحوا له صحة الملحوظات التى قالها، كما أوضحوا له أن داغر صاحب فكرة قيادته للفرقة من الأساس، عاد مرة أخرى للفرقة. بعد أن استشار نويرة، محمد عبده العازف الشهير.
فضل المشايخ على الموسيقى العربية من وجهة نظره
جاء إلى القاهرة فى عمر 11 سنة، وكان
يهرب من بيت الأسرة ويعمل مع «العوالم»، ثم عمل مع المشايخ الذين تعلم منهم كل شىء، قناعته ان المشايخ هم أساس المزيكا فى الكون، وحسب وجهة نظره ورأيه أن القرآن الكريم علم الدنيا كلها علم الموسيقى، ودلل على ذلك أن كل عظماء الموسيقى العربية تخرجوا من مدرسة المشايخ منهم محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطى، وسيد درويش، وغيرهم.
وعلى حسب قوله: الله سبحانه وتعالى، علم قارئ القرآن طريقة نطق كل حرف، لكن للأسف الآن لم يعد لدينا مشايخ على نفس المستوى حتى إن التليفزيون لم يعد يستضيف فى برامجه مشايخ تبرز عظمة القرآن، فالمذيع لا يفهم ولا الضيف يعرف.
وعن علاقته بالمشايخ كان يقول: عشت معهم وأخدت منهم وطوعت شغلهم وفنهم لخدمة شغلى حتى استطعت أن أقدم مزيكا خاصة بى، ولم أكتف بذلك بل صنعت تمارين ومنهجاً موسيقياً لتعليم الناس، كله من خلال المشايخ، هذه المناهج تستخدم فى الدول العربية فى تونس، والمغرب، والخليج، حتى أوروبا يقدمون أعمال عبده داغر، والحمد لله وصلت موسيقانا لمكانة كبير.
وللراحل رأى واضح وصريح فيما يتعلق بأمر المسئولين عن الموسيقى: للأسف هنا فى بلدى غير معترف بأعمالى، لا يعترفون بأى مبدع، يعترفون فقط بكرة القدم، نحن للأسف نعيش فى مولد، والمسئولون عن الموسيقى لا يعترفون إلا بالغربى فقط، لذلك لن نتقدم، ولو عشنا بهذه الطريقة فلن نفلح.
حكايته مع أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم
- كانت السيده أم كلثوم تعرف جده جيداً وهو أول من عرفها على أبوالعلا محمد، ثم رشحه فيما بعد للعمل معها كل من محمد القصبجى ومحمد عبده.. قالا لها: «الولد ده لازم يكون خلفك، لأن صوت الكمان الخاص به حاجة بديعة ومختلفة، وهى كانت تسمع لهما وتثق فيهما. حيث كان يذهب معهما إلى جلسات الغناء فى منازل الباشوات، وعندما علم بأمر ترشيحه للعمل بالفرقة، رفض فى البداية كثيرا لأنه كان يعمل فى أكثر من مكان، وكان من الصعب أيضاً أن يحل محل الحفناوى عازف الكمان الأول فى الفرقة، فهو فنان كبير لا يمكن أن يجلس مكانه على حسب وجهة نظر عبده داغر، خاصة أن الحفناوى كان مؤمناً بموهبته، وطلب من الدولة كثيراً أن تقف بجواره.
المهم نظمت الست أم كلثوم فيما بعد، حفلاً فى بيت الحفناوى حضره كل الكبار منهم عبدالحليم والأطرش وأحمد فؤاد حسن.. بذكاء شديد نظمت الحفل فى منزل الحفناوى خصيصاً، لكى يقنعنه هو بنفسه.
وذات مرة حضرت إلى قاعة سيد درويش وقالت لنويرة الولد ده عذبنى، وبدوره أرسل له فى الاستراحة، وقال يا «داغر» أنت مزعل الست ليه، وجلس معها ووقتها ذكرها بجده، فردت: طيب إحنا بلديات، وحاول تبرير عدم عمله معها بكثرة مشاغله مع فرق مختلفة، وفى النهاية عمل معها فى أغان منها «الحب كله» و«القلب يعشق»، وخلال عمله معها لم يسلم الأمر من الأزمات على حسب كلامه: منها أنه كان يرفض أن يتقاضى أى أجر منها فى البداية، وكانت كلما أرسلت له «الفلوس» أعادها، لأنها من وجهة نظره قليلة، ووقتها كان المبلغ 15 جنيهاً، بالفعل قامت بزيادة الأجر، ومرة أخرى فى لحن عبدالوهاب «أغداً ألقاك»، عندما ذهبوا للتسجيل أولاً على غير العادة، قبل الحفل، لأن إسرائيل كانت تسرق الحفلات فقررت أن تسجل ثم تقوم بعمل الحفل، أصيب بالأنفلونزا، تأجل التسجيل، وعملوا بروفات وكان عبدالوهاب فى كل بروفة يغير فى اللحن، ثم تعرض عبدالوهاب لوعكة، واتصل بداغر حسين معوض لإعطائه «أوردر» جديداً ورد عليه داغر: قول لأم كلثوم «المهية» خلصت عاوز فلوس تانية، واستجابت لطلبه.
أما عن علاقته بعبدالوهاب فكان يقول عن موسيقار الأجيال:
- ليس له مثيل، هو هدية من ربنا لشعب مصر، وكان فناناً لا يتكرر، وسابق عصره، لذلك من الطبيعى أن نطلق عليه موسيقار الأجيال.
أما عبدالحليم حافظ:
- قال عن حليم: تعرفت عليه لأول مرة فى طنطا حيث كان مدرساً فى مدرسة البنات، جاء حليم إلى محل والدى لكى يشترى وتراً للعود، وكان سعره «تلاتة تعريفة» ماركة ألمانى، دفع منها قرش صاغ، وأثناء كلامى معه، قال أنا سامع عندك مزيكا، وطلب أن يجلس معنا، قلت له تفضل، سمع المزيكا اندهش فرد دى مؤلفات مين، قلت له: أنا.. فطلب أن يغنى معى، فغنى «يا رايحين الغورية»، ثم سألنى يعنى ممكن أكون مطرب، قلت له: آه طبعاً، وهو ماشى طلب منى نصيحة، فقلت له: لو حبيت تغنى لازم يكون معاك افضل موسيقيين، لأنهم هيرفعوك لفوق.
التقيت به بعد ذلك فى حفل غنائى وتذكر كلماتى، ووقتها كان قد التقى مع الشجاعى وعمل بالإذاعة وكان يغنى فى البداية الصور الغنائية.
فى حديقة الخالدين مع بيتهوفن وباخ وموتسارت
وضعت له ألمانيا تمثالًا بجوار تماثيل «موتسارت» و«بتهوفين» و«باخ» فى حديقة الخالدين بألمانيا، ويلقبه العالم ب«موتسارت»، وكُرم عبده داغر من قبل مؤسسات عالمية، منها دبلومة فخرية فى الموسيقى العربية عام 2005 من زيوريخ بألمانيا، لتدريسه فى الجامعة الآلات الوترية والنحاسية والنفخ، كما كرّمته جامعة جينيف، فيما اختيرت مؤلفاته ضمن مناهج تعليم الموسيقى فى أكثر من دولة أجنبية.
هل كان داغر مثيرًا للمشاكل؟
طرحت عليه هذا السؤال عندما التقيته، وكان رده:
- الحمد لله.. منذ صغرى وأنا محترف فى عملى، واجتهدت كثيراً لكى أصل إلى ما وصلت إليه، كل ذلك جعل بداخلى ثقة كبيرة جعلتنى أدافع عن الحق فى أى موقف أتعرض له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.