تؤدى إلى انخفاض الرؤية، موعد انتهاء الشبورة الكثيفة على الطرق    الاستعانة بلودر لرفع آثار حادث سقوط سيارة نقل من أعلى الدائري بمنطقة ترسا.. صور    مصرع شخص غرقا أثناء الصيد في نهر النيل بمنشأة القناطر    هل إعادة عرض مسلسل "أم كلثوم" رد غير مباشر على فيلم "الست"؟    صاحبة فيديو بيع أطفالها: أنا مليش في السوشيال ميديا.. وعملته من ضعفي وضيق الحال    تغطية خاصة حول آخر التطورات فى سوريا وغزة بعد الضربات الأمريكية فى سوريا (فيديو)    سبرتاية مشتعلة تسفر عن حريق بشقة وإصابة 3 أطفال بالطالبية    بعد تصريحات مدبولي.. محمد علي خير: العاملون بالحكومة و11.5 مليون من أصحاب المعاشات تحت خط الفقر    إدارة الطوارئ الأمريكية: انقطاع كبير للتيار الكهربائى فى سان فرانسيسكو    محمد صبحي: فيلم «الست» عبقري ورائع وصناعه عظماء قدموا عملا يكرم أم كلثوم.. وهذا سبب اعتراضي    مسئول بنقابة صيادلة القاهرة: لا نقص في علاج البرد وفيتامين سي.. وأدوية الأمراض المزمنة متوفرة    الدولة مش هتسيبهم، تدخل حكومي لحل أزمة أميرة عبد المحسن بعد عرض أطفالها للبيع    عضو بالأرصاد: أجواء مستقرة ودرجات حرارة طبيعية خلال الأسبوع الجاري    رئيس صندوق التنمية الحضرية: حولنا حدائق الفسطاط من مقلب قمامة إلى أبرز معالم الشرق الأوسط    وفاة شقيقة جورج كلونى بعد معاناة مع مرض السرطان    النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركزي إصلاح وتأهيل وادي النطرون و«أبي زعبل 1»    خلاف علني بين رئيسي البرازيل والأرجنتين بسبب حصار فنزويلا    معركة السيطرة على أموال التنظيم الدولي.. انقسام حاد بين قيادات «إخوان لندن»    فيديو جراف| بشرى سارة.. مترو الأنفاق سيصل هذه المناطق قريبًا    مطارات مصر بين الخصخصة والأمن القومي.. لماذا يندفع ساويرس نحو السيطرة على البوابات السيادية؟    تأجيل محاكمة عصام صاصا وآخرين بتهمة التشاجر داخل ملهى ليلي بالمعادي    لأول مرة.. "الصحة": أعداد المواليد لم يتجاوز مليوني مولود سنويًا    وزير البترول: مليار قدم مكعب حجم الغاز القادم من إسرائيل عبر الأنابيب.. فيديو    وزير البترول: صادراتنا من الذهب تفوق مليار دولار    وزير الطيران:إجمالي عدد الركاب بكافة المطارات المصرية 60 مليون راكب بنهاية العام الجاري    الاحتلال يتوغل في ريف القنيطرة الشمالي بسوريا    باريس سان جيرمان يتأهل لدور ال32 من بطولة كأس فرنسا    توروب يشترط ضم هذا اللاعب قبل الموافقة على إعارة محمد شكري في يناير    يوفنتوس يحسم قمة روما ويواصل انتصاراته في الكالتشيو    إنبي يخطف فوزًا قاتلًا من طلائع الجيش في كأس الرابطة المصرية    أمم إفريقيا - ندالا حكم مباراة الافتتاح بين المغرب وجُزر القُمر    10 نجوم إفريقية فى صراع بمعارك الأدغال    إيمي سمير غانم: كنت بقفل بالمفتاح على أبويا وأمي وقت كورونا    تامر حسنى يشكر راعى مصر فى ختام حفل عابدين    العرض الخاص لفيلم «بكرا» بحضور أشرف زكى ومحمد رياض    أميرة الإيقاع نسمة عبد العزيز تشعل مسرح أوبرا الإسكندرية بحفل فني مميز    الإفتاء: الدعاء في أول ليلة من رجب مستحب ومرجو القبول    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    ضعف المياه بمركز طهطا بسوهاج لأعمال تطهير محطة شطورة السطحية    بعد ابتزازه بمقاطع فاضحة.. «ناصر» يستنجد بالهارب محمد جمال والأخير يرفض التدخل    محمد صبحي: غزة اختبار سقطت فيه كل الشعارات والمواثيق.. والقوى الدولية تلعب دور محامي العدو    مبابي يعادل رقم رونالدو التاريخي ويحتفل على طريقته    بركلة جزاء قاتلة.. أرسنال يهزم إيفرتون ويعود لاعتلاء صدارة البريميرليج    اتحاد الكرة: حسام حسن وعدنا بلقب أمم إفريقيا.. وفينجر رشح مدير فني لتعيينه    الصيام تطوعا في رجب وشعبان دون غيرهما.. الإفتاء توضح التفاصيل    محمد صبحي: المقاومة الفلسطينية لن تموت.. والمعركة على الوجود الفلسطيني كاملا    خبير عسكري: مصر تمتلك أوراق ضغط دولية لم تستخدمها بشأن سد النهضة    9 عادات يومية تعيق بناء العضلات    مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر ل"صوت الأمة": التدخل الرئاسي أنقذ الانتخابات.. ولا يوجد أي غبار على مجلس النواب الجديد    المصل واللقاح: انتشار الفيروسات التنفسية طبيعي في الخريف والشتاء.. و65% من الإصابات إنفلونزا    6 أعراض مبكرة للإصابة ب الذئبة الحمراء    خلال 10 أيام.. التفتيش على 3605 منشآت يعمل بها أكثر من 49 ألف عامل    وزير التعليم العالي يشهد حفل تخريج أول دفعة من خريجي جامعة المنصورة الجديدة الأهلية    النبراوي أول نقيب مهندسين مصري يتقلد رئاسة اتحاد المهندسين العرب    رئيس جامعة الأزهر: الجميع مع القرآن فائز.. والإمام الأكبر حريص على دعم الحفظة    النيابة الإدارية تواصل تلقى طلبات التعيين بوظيفة معاون نيابة إلكترونيا.. المواعيد    «المنشاوي» يستقبل أسامة الأزهري وزير الأوقاف بجامعة أسيوط    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمجد مصطفى يكتب: عبده داغر مؤسس فرقة «الموسيقى العربية» الذى غزا أوروبا بآلة الكمان
المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة (26)
نشر في الوفد يوم 27 - 05 - 2021

عاشق المشايخ الذى كرمته ألمانيا
مصر هى دولة الطرب، من هنا تعلم العالم معنى كلمة السلطنة فى الغناء، ومن هنا بدأت الأجساد تتمايل طربًا، بجمل موسيقية تقشعر لها الأبدان، مصر هى قبلة الغناء العربى، هى دولة الملحنين والمطربين، هى رائد التجديد ومنبع المجددين فى الموسيقى والغناء، لم تمر فترة زمنية إلا ويخرج منها أستاذ أو أستاذة يرفع الجميع له أو لها القبعة، هنا ولد رائد وفارس التجديد سيد درويش، وهنا ولد محمد القصبجى وعبدالوهاب والسنباطى، الذين توارثوا الموسيقى والغناء عن الشيخ المسلوب، وسلامة حجازى ومحمد عثمان وكامل الخلعى. هنا أرض الكنانة والمكانة.
مصر هى الشريان الذى قام بتغذية العالم العربى بكل حرف وجملة موسيقية، هنا القاهرة التى منحت الجميع شهادة الاعتماد، والارتباط بالجمهور، هنا الإذاعة المصرية التى حملت عبر أثيرها مهمة تقديم الأصوات والنغم الشرقى الأصيل، ومهما ظهرت من زوابع داخل الوسط الغنائى وظهر الهاموش والناموس، والذباب، لن يضيع تاريخنا الغنائى، بل إن هذه الزوابع كلما ظهرت تذكرنا بماضينا الجميل.
تحدثنا فى انطلاق حلقات «المصرى فنان عمره 7 آلاف سنة» عن ريادتنا بصفة عامة فى الموسيقى والغناء والسينما والدراما والإعلام والمسرح، والأوبرا وأكاديمية الفنون، ثم بدأنا نتحدث بتوسع أكبر، عن كل مجال، من المجالات، وتحدثنا فى الجزء الثانى عن الموسيقى من عهد قدماء المصريين، مروراً بدور الترانيم القبطية، فى الكنائس والموالد الشعبية حتى وصلنا إلى عصر المشايخ فى وقتنا الراهن، كما تناولنا الملحنين من الشيخ المسلوب مرورًا بسلامة حجازى وسيد درويش وعبدالوهاب والسنباطى وزكريا أحمد والقصبجى، ثم استكملنا مسيرة الملحنين فى النهوض بالأغنية المصرية والعربية، بما يؤكد أننا فى مصر دولة الإبداع والمبدعين، وأن عمر بعض فنانينا أطول من أعمار دولة بأكملها. وأن إبداعهم ربما يكون أكثر تأثيراً من دول كثيرة. ثم واصلنا الكتابة عن كبار المبدعين فى مصر الفن والفنانين، أقدم دولة عرفها التاريخ وعرفت الفنون بكافة أشكالها، مصر التى سطرت أهم سيناريوهات العرب، فى السينما والدراما، وأهم من كتبت النوتة الموسيقية وأهم من قدمت عازفين وملحنين وشعراء، مصر الطرب الأصيل والنغم المشبع بالموهبة، مصر تواصل الأجيال، وشموخ الجبال، وكبرياء الإنسان، مصر أقدم لوحة فنية وأقدم فنان. اليوم نواصل الكتابة عن رمز جديد ملأ سماء الفن المصرى والعربى بأفضل الأعمال كعازف لآلة الكمان أو كمؤلف موسيقى.
حكاية الموسيقار الكبيرعبده داغر مع الموسيقى حكاية طويلة، من يستمع إليها يصبح على يقين بأنها حدوتة يجب أن تتحول إلى عمل درامى، لثرائها على المستويين الإنسانى والفنى.
عبده داغر هو الموسيقي المصرى صاحب النجاحات خارج الحدود، خاصة فى أوروبا، أعطى الموسيقى كل حياته، فمنحته المجد.
عندما تتأمل موسيقاه لن تندهش أنها اجتازت الحدود ودخلت أوربا وأمريكا، السبب ببساطة أنه تمسك بمصريته، وطوع لغتنا وهويتنا لكى يخلق من خلالها نغمة مصرية خالصة، فى وقت انشغل أغلب الموسيقيين المصريين بتقليد الغرب، فكان من الطبيعى أن تجد «داغر» فى حديقة الخالدين فى ألمانيا بجوار بتهوفن، وأن يقارنه الغرب بعظماء الموسيقى لديهم.
مهارة «داغر» لم تكن فى التأليف الموسيقى فقط، فهو استطاع أن يصنع منهجا علميا خاصا به، على الرغم من أنه لم يكن يقرأ النوتة الموسيقية.
يعد عبده داغر أحد أهم من أنجبت الموسيقى العربية عبر تاريخها كعازف لآلة الكمان والعود، ولكونه أيضاً أول من أسس منهجًا دراسيًّا عربيًّا لتعليم الموسيقى، وتتلمذ على يده آلاف الموسيقيين من جميع أنحاء العالم، حيث كان يقف على عتبة منزله فى حدائق القبة جنسيات مختلفة الكل يريد أن يتخرج من مدرسته الفنية.
ولد عبده داغر، فى مدينة طنطا عام 1936، وتوفى 10 مايو 2021، عن عمر 85 عاماً.
بدايته كانت مع آلة العود، والده صاحب محل صناعة أعواد، تعلم العزف على آلة العود فى سن السابعة، على غير رغبة والده، ثم جذبته آلة الكمان، بعدما شاهد عازف الكمان الكلاسيكى «David Oistrakh»، وتعلمها فى سن العاشرة.
فى طنطا، بدأ حياته مع المطربة عنايات شعبان، وعمل مع «الصييتة والعوالم» فى الموالد. لم يهجر داغر العود، وأسس ورشة لصناعته فى شبابه عمل عبده داغر كعازف للكمان فى تخت العديد من مشاهير الغناء المصرى مثل كوكب الغناء العربى أم كلثوم وموسيقار الجيلين محمد عبدالوهاب ومحمد عبدالمطلب. وكون ثنائيًّا فريدًا مع الشيخ محمد عمران، أبهر
العالم بأدائهما الفنى.
النشأة فى ملتقى الموسيقيين
النشأة فى طنطا، حيث والده كان مدرساً للموسيقى تتلمذ على يديه مجموعة كبيرة من الفنانين منهم محمد فوزي، بليغ حمدي، وكان منزلهم ملتقى الفنانين والموسيقيين.
منذ صغره عشق الموسيقى، والغريب أن والده منعه من ممارسة الموسيقى، لأن العائلات، فى هذا الزمن، كانت تعتبر الموسيقى حراماً حتى أن أى أسرة كانت ترفض زواج ابنتها من الموسيقي، أو الممثل.
وفى رحلته الموسيقية، علم داغر نفسه الموسيقى حتى استطاع لأول مرة فى تاريخ الموسيقى المصرية عمل منهج موسيقى لها، قبل ذلك كنا نعتمد على المناهج التركية والغربية.
ويحكى داغر، أنه كانت أمامه فرصة للسفر إلى إيطاليا لكن حال رفض والده دون ذلك، حيث يقول: «فى بداية مشوارى التقيت فنانا عالميا David Oistrakh فى طنطا وكان يلعب بتكنيك عالمي، وعندما شاهدنى توقع أن يكون لى مستقبل كبير، وكان يريد أن يصطحبنى إلى إيطاليا ورفض والدى».
وكان الراحل يردد دائماً: «لا تكن إلا نفسك، لا تتشبه بأحد، لأن هذا الأمر هو الذى جعله يصل إلى العالمية».
رحلته إلى القاهرة وعلاقته بالمشايخ
جاء إلى القاهرة فى عمر 11 سنة، وكان
يهرب من بيت الأسرة للعمل مع «العوالم»، ثم عمل مع المشايخ الذين تعلم منهم كل شيء، و كان يقول: «قناعتى أن المشايخ هم أساس المزيكا فى الكون، والقرآن الكريم علم الدنيا كلها علم الموسيقى، ويكفى أن كل عظماء الموسيقى العربية تخرجوا من مدرسة المشايخ منهم محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطي، وسيد درويش، وغيرهم».
وتابع: «أول من لحن هم المشايخ القصبجى خريج الأزهر، ووالده على القصبجي، شيخ وملحن، حتى الشيخ سيد درويش كان شيخا، وعبدالوهاب تعلم على يد المشايخ وكان حريصا على أن يستمع إليهم والشيخ أبوالعلا محمد، وأم كلثوم والدها كان شيخاً، وتعلمت من المشايخ كل شيء، بعد ذلك ظهر الملحنون».
وتعد النقلة الثانية فى حياته الفنية عندما عمل مع تخت الإذاعة، وكان المسئول وقتها «الشجاعي»، وكان يعرف والده، وأحضر معه صوتاً جديداً تسمى عنايات شعبان من مدينة قلين بكفر الشيخ، كانت مثل أم كلثوم على حسب تعبيره، وتم تعيينه فى الإذاعة بسبعة جنيهات فى الشهر، وفى نفس الوقت كان يسجل للسينما، كما أسس الراحل فِرقًا لمحمد رشدى وشفيق جلال والكحلاوى.
مؤسس فرقة الموسيقى العربية
عبده داغر هو صاحب فكرة فرقة الموسيقى العربية وللأسف نسبت الفكرة لغيره، بدأت الفكرة من خلال برنامج إذاعى كان يقدمه «سليمان جميل»، شقيق فايدة كامل، هذا البرنامج خرج منه عمار التشريعى وغيره. سأله مقدم البرنامج، فى إحدى الحلقات، ما هى أمنيتك؟.. رد: تكوين فرقة للموسيقى العربية، لأن إسرائيل عملت فرقة قبلنا ونسبت الموسيقى العربية لها، وسمع هذا الكلام الرجل المحترم ثروت عكاشة ووقتها كان داغر يعمل فى «البالون» مع شفيق أبوعوف، وطلب الوزير تنفيذ الفكرة فوراً، تحدث إليه «أبوعوف»، وطلب منه وضع خطوات التنفيذ. ذهب معه إلى معهد الموسيقى العربية الأصلى، عملا بكل إخلاص، أحضرا الكورال من المعهد وطلب داغر الاستعانة بالمنشدين، بدأت البروفات، كان من أعضاء الفرقة الحريرى ومحمود القصبجى وأعضاء من فرقتى أم كلثوم وعبدالوهاب جميعهم شكلوا هيكل الفرقة الوليدة، وحاولوا أن يقدموا أهم موسيقيين، لأنها فرقة دولة لذلك أحضروا الأفضل، وخلال إحدى البروفات حدثت بينه وبين عبدالحليم نويرة مشكلة لأنه طلب منه تعديل بعض الأمور الخاصة بغناء الكورال، وهو الأمر الذى أزعج نويرة، وإذا به يمنعه من العمل، إلى أن تدخل البعض وأوضحوا له صحة الملحوظات التى قالها، كما أوضحوا له أن داغر صاحب فكرة قيادته للفرقة من الأساس، عاد مرة أخرى للفرقة. بعد أن استشار نويرة، محمد عبده العازف الشهير.
فضل المشايخ على الموسيقى العربية من وجهة نظره
جاء إلى القاهرة فى عمر 11 سنة، وكان
يهرب من بيت الأسرة ويعمل مع «العوالم»، ثم عمل مع المشايخ الذين تعلم منهم كل شىء، قناعته ان المشايخ هم أساس المزيكا فى الكون، وحسب وجهة نظره ورأيه أن القرآن الكريم علم الدنيا كلها علم الموسيقى، ودلل على ذلك أن كل عظماء الموسيقى العربية تخرجوا من مدرسة المشايخ منهم محمد عبدالوهاب، ورياض السنباطى، وسيد درويش، وغيرهم.
وعلى حسب قوله: الله سبحانه وتعالى، علم قارئ القرآن طريقة نطق كل حرف، لكن للأسف الآن لم يعد لدينا مشايخ على نفس المستوى حتى إن التليفزيون لم يعد يستضيف فى برامجه مشايخ تبرز عظمة القرآن، فالمذيع لا يفهم ولا الضيف يعرف.
وعن علاقته بالمشايخ كان يقول: عشت معهم وأخدت منهم وطوعت شغلهم وفنهم لخدمة شغلى حتى استطعت أن أقدم مزيكا خاصة بى، ولم أكتف بذلك بل صنعت تمارين ومنهجاً موسيقياً لتعليم الناس، كله من خلال المشايخ، هذه المناهج تستخدم فى الدول العربية فى تونس، والمغرب، والخليج، حتى أوروبا يقدمون أعمال عبده داغر، والحمد لله وصلت موسيقانا لمكانة كبير.
وللراحل رأى واضح وصريح فيما يتعلق بأمر المسئولين عن الموسيقى: للأسف هنا فى بلدى غير معترف بأعمالى، لا يعترفون بأى مبدع، يعترفون فقط بكرة القدم، نحن للأسف نعيش فى مولد، والمسئولون عن الموسيقى لا يعترفون إلا بالغربى فقط، لذلك لن نتقدم، ولو عشنا بهذه الطريقة فلن نفلح.
حكايته مع أم كلثوم وعبدالوهاب وحليم
- كانت السيده أم كلثوم تعرف جده جيداً وهو أول من عرفها على أبوالعلا محمد، ثم رشحه فيما بعد للعمل معها كل من محمد القصبجى ومحمد عبده.. قالا لها: «الولد ده لازم يكون خلفك، لأن صوت الكمان الخاص به حاجة بديعة ومختلفة، وهى كانت تسمع لهما وتثق فيهما. حيث كان يذهب معهما إلى جلسات الغناء فى منازل الباشوات، وعندما علم بأمر ترشيحه للعمل بالفرقة، رفض فى البداية كثيرا لأنه كان يعمل فى أكثر من مكان، وكان من الصعب أيضاً أن يحل محل الحفناوى عازف الكمان الأول فى الفرقة، فهو فنان كبير لا يمكن أن يجلس مكانه على حسب وجهة نظر عبده داغر، خاصة أن الحفناوى كان مؤمناً بموهبته، وطلب من الدولة كثيراً أن تقف بجواره.
المهم نظمت الست أم كلثوم فيما بعد، حفلاً فى بيت الحفناوى حضره كل الكبار منهم عبدالحليم والأطرش وأحمد فؤاد حسن.. بذكاء شديد نظمت الحفل فى منزل الحفناوى خصيصاً، لكى يقنعنه هو بنفسه.
وذات مرة حضرت إلى قاعة سيد درويش وقالت لنويرة الولد ده عذبنى، وبدوره أرسل له فى الاستراحة، وقال يا «داغر» أنت مزعل الست ليه، وجلس معها ووقتها ذكرها بجده، فردت: طيب إحنا بلديات، وحاول تبرير عدم عمله معها بكثرة مشاغله مع فرق مختلفة، وفى النهاية عمل معها فى أغان منها «الحب كله» و«القلب يعشق»، وخلال عمله معها لم يسلم الأمر من الأزمات على حسب كلامه: منها أنه كان يرفض أن يتقاضى أى أجر منها فى البداية، وكانت كلما أرسلت له «الفلوس» أعادها، لأنها من وجهة نظره قليلة، ووقتها كان المبلغ 15 جنيهاً، بالفعل قامت بزيادة الأجر، ومرة أخرى فى لحن عبدالوهاب «أغداً ألقاك»، عندما ذهبوا للتسجيل أولاً على غير العادة، قبل الحفل، لأن إسرائيل كانت تسرق الحفلات فقررت أن تسجل ثم تقوم بعمل الحفل، أصيب بالأنفلونزا، تأجل التسجيل، وعملوا بروفات وكان عبدالوهاب فى كل بروفة يغير فى اللحن، ثم تعرض عبدالوهاب لوعكة، واتصل بداغر حسين معوض لإعطائه «أوردر» جديداً ورد عليه داغر: قول لأم كلثوم «المهية» خلصت عاوز فلوس تانية، واستجابت لطلبه.
أما عن علاقته بعبدالوهاب فكان يقول عن موسيقار الأجيال:
- ليس له مثيل، هو هدية من ربنا لشعب مصر، وكان فناناً لا يتكرر، وسابق عصره، لذلك من الطبيعى أن نطلق عليه موسيقار الأجيال.
أما عبدالحليم حافظ:
- قال عن حليم: تعرفت عليه لأول مرة فى طنطا حيث كان مدرساً فى مدرسة البنات، جاء حليم إلى محل والدى لكى يشترى وتراً للعود، وكان سعره «تلاتة تعريفة» ماركة ألمانى، دفع منها قرش صاغ، وأثناء كلامى معه، قال أنا سامع عندك مزيكا، وطلب أن يجلس معنا، قلت له تفضل، سمع المزيكا اندهش فرد دى مؤلفات مين، قلت له: أنا.. فطلب أن يغنى معى، فغنى «يا رايحين الغورية»، ثم سألنى يعنى ممكن أكون مطرب، قلت له: آه طبعاً، وهو ماشى طلب منى نصيحة، فقلت له: لو حبيت تغنى لازم يكون معاك افضل موسيقيين، لأنهم هيرفعوك لفوق.
التقيت به بعد ذلك فى حفل غنائى وتذكر كلماتى، ووقتها كان قد التقى مع الشجاعى وعمل بالإذاعة وكان يغنى فى البداية الصور الغنائية.
فى حديقة الخالدين مع بيتهوفن وباخ وموتسارت
وضعت له ألمانيا تمثالًا بجوار تماثيل «موتسارت» و«بتهوفين» و«باخ» فى حديقة الخالدين بألمانيا، ويلقبه العالم ب«موتسارت»، وكُرم عبده داغر من قبل مؤسسات عالمية، منها دبلومة فخرية فى الموسيقى العربية عام 2005 من زيوريخ بألمانيا، لتدريسه فى الجامعة الآلات الوترية والنحاسية والنفخ، كما كرّمته جامعة جينيف، فيما اختيرت مؤلفاته ضمن مناهج تعليم الموسيقى فى أكثر من دولة أجنبية.
هل كان داغر مثيرًا للمشاكل؟
طرحت عليه هذا السؤال عندما التقيته، وكان رده:
- الحمد لله.. منذ صغرى وأنا محترف فى عملى، واجتهدت كثيراً لكى أصل إلى ما وصلت إليه، كل ذلك جعل بداخلى ثقة كبيرة جعلتنى أدافع عن الحق فى أى موقف أتعرض له.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.