إشادة أمريكية بجهود القاهرة فى مفاوضات وقف إطلاق النار 228 شهيداً فلسطينياً.. وهروب الإسرائيليين خوفاً من صواريخ المقاومة كشفت تقارير صحفية أمريكية اقتراب إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية من الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهدنة بين الطرفين، برعاية مصرية، بعد مرور 10 أيام على العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، والذى أسفر عن استشهاد أكثر من 228 فلسطينياً، ومقتل 12 إسرائيلياً آخرين. وأشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أن وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس يمكن أن يبدأ اليوم الجمعة. وكشفت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن تعمل عن كثب مع أطراف إقليمية، على رأسها مصر وقطر، من أجل الوصول إلى هدنة فى غزة، بالإضافة إلى أطراف أخرى أوروبية. وأكدت الصحيفة أن مصر تلعب دوراً محورياً مهماً للغاية فى تلك الجهود الرامية لإنهاء القتال، وقالت إن مسئولين مصريين أحرزوا تقدماً فى مفاوضاتهم مع حماس، بينما أقر جيش الاحتلال الإسرائيلى سراً بأنه يقترب من تحقيق أهدافه. ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكى قوله إن إدارة بايدن تتوقع أن يتم وقف إطلاق النار هذا الأسبوع، باستثناء أى اشتباكات غير متوقعة قد تطيح بالمحادثات الهشة، مشيراً إلى أن «هناك آلية قائمة لوقف إطلاق النار والمسألة الوحيدة المعلقة هى التوقيت». وأشار المسئول الأمريكى إلى أن هناك مخاوف من أن حركة «الجهاد الإسلامى» قد تثير الموقف، حتى بعد اتفاق الجانبين على وقف إطلاق النار من حيث المبدأ. وتابعت «وول ستريت جورنال» بقولها: «يعتبر المسئولون الأمريكيون مصر الأهم فى قناتين غير مباشرتين على الأقل مع حماس, تعمل واشنطن مع قطر أيضاً، التى يقيم بها بعض أبرز القيادات فى حماس، إلا أن نفوذ الدوحة يبدو أقل من نفوذ القاهرة على حماس، وفقاً لما أكده مسئول غربى مطلع على المباحثات». واستطردت بقولها: «عرضت مصر العديد من الخيارات على الزعيم السياسى لحركة حماس، إسماعيل هنية، والتى يمكن أن تساعد على وقف القتال، وفقاً لمسئول بارز. الخيار الأول أن توافق إسرائيل وحماس على هدنة بدون شروط مسبقة. والثانى أن يوافق الطرفان على وقف مؤقت للعمليات العسكرية، خلال التفاوض على هدنة أطول، وفقاً للمسئول المصرى». وأشارت إلى أن الحكومة المصرية تحتفظ بعلاقات مع حماس، حيث أرسلت القاهرة مساعدات إنسانية إلى غزة، عبر أسطول من سيارات الإسعاف والإمدادات الطبية وفتح معبر رفح الحدودى كى يمكن نقل الجرحى المصابين إلى المستشفيات المصرية لتلقى العلاج. وتعهدت يوم الثلاثاء بتقديم 500 مليون دولار لجهود إعادة الإعمار فى قطاع غزة. وعلى الصعيد الميدانى، شنّت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلى، أمس الخميس، عدة غارات شرقى مدينة غزة، وذلك فى أعقاب إصابة جندى بشظايا صاروخ استهدف حافلة لنقل الجنود شمالى القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى إصابة جندى بشظايا صاروخ «كورنيت» موجه أطلق على حافلة لنقل الجنود شمالى قطاع غزة. وقد أسفرت الغارات عن استشهاد امرأة فلسطينية وجرح عدد آخر معظمهم أطفال، فى قصف استهدف بيوتاً وأراضى زراعية وطرقات رئيسية فى القطاع. وأفادت مصادر طبية باستشهاد 11 فلسطينياً وجرح آخرين جراء قصف مدفعى وغارات إسرائيلية استهدفت بيت حانون ومناطق متفرقة، الأمر الذى يرفع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 228 شهيداً، بينهم 65 طفلاً، فضلاً عن إصابة أكثر من 1600 شخص بجروح. فى المقابل واصلت الفصائل الفلسطينية إطلاق صواريخ من قطاع غزة على مواقع وبلدت وإسرائيلية، حيث أفادت مصادر طبية بإصابة إسرائيليين من جراء سقوط صواريخ على بلدة «سديروت» التى أسفرت أيضاً عن انقطاع الكهرباء عنها. كما استهدفت المقاومة أشدود وعسقلان وبئر السبع بعشرات الصواريخ من القطاع مع سماع دوى صفارات الإنذار فى مستوطنة أوفاكيم والنقب الغربى. وأكد بيان للجيش الإسرائيلى إطلاق أكثر من 700 صاروخ وقذيفة من قطاع غزة صوب المستوطنات منذ صباح أمس. وتسبب إطلاق الصواريخ والقذائف فى الأيام الأخيرة فى هروب الآلاف من سكان مستوطنات غلاف غزة بعدما قاموا بتعبئة الأشياء الثمينة والممتلكات، تاركين منازلهم إلى أجل غير مسمى بسبب التوتر الأمنى مع غزة خوفاً من نيران الصواريخ.