ونجحت القمة الإسلامية ... صحيح أننا لا ندرى ما دلائل نجاحها؟ ... ولا نعرف لماذا اجتمعوا؟ ... وماذا فعلوا؟... وماذا قالوا؟ ... لكنهم جلسوا ... وألقوا كلماتهم ...وخرجوا بما يعتقدون أنه نتائج ... وإنجاز ... وفى القمة نشط الرئيس محمد مرسى واهتم بوقف نزيف الدم فى سوريا ... وظهر فى الأيام الأخيرة أن الرئيس موجود فى مصر ولم يغادرها... صحيح أننا فى مصر كنا نبحث عنه طوال الأيام القليلة الماضية ولم نجده... لكن من نحن حتى يظهر لنا الرئيس؟ ... بحثنا عنه عندما سحلوا حمادة صابر على أبواب قصر الرئاسة وشاهدناه على شاشات التليفزيون فى ألمانيا ... واكتفت الرئاسة ببيان عقيم تدين فيه أعمال العنف... وبحثنا عنه ونحن ندفن الجندى ... وحاولنا مشاهدة مندوبه فى بورسعيد ليشارك الثكلى أحزانهم فى جنازة أكثر من 50... لكنه اختفى ,,, وغاب مندوبه ... بحثنا عنه فى جنازة عمرو ... ونحن نودع كريستى ... حاولنا أن نتخيل صورته ونحن نصلى صلاة الغائب على أرواح الشهداء فوق كوبرى قصر النيل ... كنا نصلى وندعو باللسان ... ونرجو بالقلب ... ونبحث بالعين ... فقد نجد الرئيس ... لكن خاب ظننا ... أو ربما يظهر مندوب عنه ... لكنه لم يأت ... كنا نتسمع بالأذن ... فقد يحمل لنا الهواء البارد كلمات من بيان المشاركة فى الأحزان ... ولم نسمع إلا أنات أمهات ... وعويل زوجات ... وبكاء أطفال ... وهتاف أصدقاء الشهداء ... كنا نبحث عن رائحة القصر الرئاسى ... ولم نشم إلا روائح البارود والغاز مخلوطة برائحة الدم ... دم من راح من الشهداء ... ودم من أصيب من الثوار... كنا نبحث عن الرئيس المنتخب من الشعب ... لكنه توارى خلف أحزان الأمة... لقد فقدنا فى عهد مرسى من الشهداء أضعاف من فقدنا لإسقاط مبارك ونظامه ... أنكر مبارك أنه كان يعلم بمواجهة المظاهرات بالرصاص فحبسناه ... واعترف مرسى بأنه صاحب أوامر الحسم والرد بقوة فهتف أنصاره باسمه وحياته ... ووصفنا الثوار بالبلطجية. لم يكن الرئيس مرسى فى وقت شريكا فى أحزان الشعب... كان شريكا فاعلا فى أحزان الأهل ... والعشيرة ... غائبا مختفيا فى أحزان الثوار ... وإذا غاب الرئيس عن الشعب خاصمه الشعب ... وإذا توارى الرئيس خلف أسوار القصر حبس نفسه وحاصره الشعب فيه ... وإذا اختار حرسه بديلا عن العدل بين الناس ... فقد الأمن والأمان ... ولأننا نحسن الظن نبلغ الرئيس أن فى مصر شهداء سقطوا على أبواب قصرك .... وبرصاص جنود فى نظامك ... وأن شباب مصر يقتل بطلقات تخرج من بنادق فى أيدى مصريين ... سيادة الرئيس لعلك لاتعلم بكل ذلك وتعلم ما يحدث فى سوريا ... فإن كنت لا تعلم ما يحدث فى بلدك، فتلك مصيبة ... وإن كنت تعلم فالمصيبة أعظم ... وإن كان الشهداء يسقطون بأوامر منك فلا تحزن عندما يهتف المتظاهرون ... الشعب يريد إسقاط النظام. Email: