يقول الله تعالى: «أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتي»، «بلى إنه على كل شيء قدير»، «وكان الله على كل شيء مقتدرًا» والقادر والقدير والمقتدر تعنى ذا القدرة، لكن المقتدر أكثر مبالغة، والقدرة عبارة عن المعنى الذى يوجد الشيء، مقتدرًا بتقدير الإرادة والعلم واقعاً على وقعتهما، والقادر هو الذى إن شاء فعل وإن شاء لم يفعل، وليس من شرطه أن يشاء لا محالة، فإن الله تعالى قادر على إقامة القيامة الآن، لأنه لو شاء أقامها، والقادر المطلق هو الذى يخترع كل موجود اختراعًا ينفرد به ويستغنى فيه عن معاونة غيره.. ومن عرف أنه قادر على الكمال خشى سطوات عقوبته عند ارتكاب مخالفة.. وكذلك من عرف أن مولاه قدير سكن عن الانتقام ثقة بأن صنع الحق له وانتصار له آثم من انتقامه لنفسه، ولذلك فإن صفات القادر والقدير والمقتدر لا يتمتع بها إلا الله سبحانه وتعالى الذى خلق كل شيء وبيده مقاليد الأمور كلها صغيرها وكبيرها ولا يوجد أحد على الإطلاق من مخلوقات الله يتمتع بهذه الصفات، مهما علا أو تكبر أو تجبر، ولذلك يقول الله تعالى «إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولًا».