قلت من قبل إن الأخطار البشعة تحيط بالبلاد من كل صوب وحدب، وإن قوى الشر ومن خلفهم الذين يمولونهم، يسعون بكل السبل إلى النيل من مصر، من أجل هدف أكبر هو سقوط البلاد فى الوحل وحدوث اضطرابات داخلية كما حدث فى دول عربية مجاورة، ولأن الدولة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، تنتهج مشروعاً وطنياً يسعى إلى تأسيس الدولة العصرية الحديثة جن جنون أهل الشر فى الإقليم، خاصة بعد الإنجازات الضخمة التى تحققت على الأرض داخلياً وخارجياً. ومن هنا بدأت الأخطار تتزايد وتتكالب على البلاد بشكل خطير، وتناسى هؤلاء من أهل الشر أن فى مصر جبهة داخلية متماسكة وقوية ومتينة تقف خلف الدولة المصرية الوطنية، متمثلة ذلك فى جميع المصريين بلا استثناء، إيماناً قوياً من هذه الجبهة الداخلية بالقيادة السياسية الرشيدة التى لا يحركها سوى الدافع الوطنى فى المقام الأول.. الجبهة الداخلية هى كل الأحزاب السياسية والقوى الوطنية وكل مصرى على هذه الأرض المباركة.. والمعروف أن المصريين على مدار التاريخ الطويل الذى يمتد لأكثر من سبعة آلاف عام، يقفون إلى جوار الدولة الوطنية فى كل الأزمات يتحدون الأزمات، بل يتحدون التحدى ذاته. ولذلك فإن الأمن القومى المصرى ليس خطاً أحمر فحسب وإنما هو عقيدة عصرية ورثتها هذه الأجيال جيلاً بعد جيل وعلى مدار التاريخ المصرى كله، وهذا هو السر الخفى الذى لا يدركه أهل الشر، وهذا أيضاً هو السر الخطير الذى يمنع مصر من السقوط فى أى فوضى أو اضطراب، وآخر دليل على ذلك، عندما صعدت جماعة الإخوان الإرهابية إلى سدة الحكم فى غفلة من الزمن وخلال فترة عصيبة مرت بها البلاد، كانت انتفاضة المصريين فى أعظم ثورة تاريخية يوم 30 يونيو لإسقاط هذه الجماعة الإرهابية من الحكم. بفضل تماسك هذه الجبهة الداخلية وبفضل الحرص الشديد على الأمن القومى المصري. فى ثورة 30 يونيو تم الإطاحة بالشياطين من الإرهابيين، ووضع المصريون بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى مشروعاً وطنياً جديداً، تحققت إنجازاته أو إعجازاته على الأرض فى بضع سنين قليلة، وكانت هذه الإعجازات بمنطق العقل تحتاج إلى عدة عقود زمنية. مصر التى تحطمت على أعتابها هجمات الهكسوس فى التاريخ الفرعونى، ومصائب المغول والتتار لم تكن عاجزة أبداً أن تحطم كوارث الإرهابيين مهما كلفها ذلك من الدماء الذكية للشهداء والمصابين، وحتى لو استدعى الأمر استشهاد جميع المصريين، لن تسقط مصر أبداً ويبقى أن يكون هناك توافق وطنى وضرورة ملحة من أجل استكمال الإنجازات والإعجازات التى تمت على الأرض منذ ثورة 30 يونيو. وهنا لا مكان على الإطلاق لأصحاب المصالح الخاصة أو الذين يحركهم المال السياسى، فهؤلاء الأكرم والأفضل لهم أن يبتعدوا عن المشهد تماماً، ويدعوا الفرصة لمن يملك العطاء بفكر وطنى يحقق الهدف الأسمى للبلاد وهو الدولة العصرية الحديثة الديمقراطية. وهنا يبرز دور وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى كما يقول المستشار بهاء الدين أبوشقة رئيس حزب الوفد فى أهمية نشر التوعية الكاملة لجموع المصريين خاصة فيما يحدث على الساحة من أوضاع وفيما يتعلق أيضاً بالأخطار الجسيمة التى تحيط بالبلاد من كل حدب وصوب، فى ظل وجود قوى الشر التى لا تريد خيراً لمصر ولا لمشروعها الوطنى العظيم. وكما أن وسائل الإعلام بكل أنواعها ووسائل التواصل الاجتماعى لها دور مهم فى ثورة 30 يونيو. وفى تأييد المشروع الوطنى ودعمه من أجل تأسيس الدولة العصرية والحرب على الإرهاب وأوكار التطرف، لها أيضاً دور مهم جداً فى التوعية بأهمية التوافق الوطنى. وبالفعل هناك دور مهم فى عملية نشر التوعية بين المصريين الذين لديهم إيمان قاطع بفكر الدولة الوطنية، وأهمية تنفيذ مبادئ ومقررات ثورة 30 يونيو، وأهمية تحذير المواطنين من خطورة تنفيذ المصالح الخاصة والإجندات التى لا تخدم مصر الجديدة. هناك فعلاً ضرورة ملحة أمام وسائل الإعلام بتعريف المواطنين بما يتوافق مع متطلبات بناء الدولة الحديثة، ولا أحد ينكر أن مصر تمر بمرحلة مهمة فى تاريخها وبحاجة شديدة جداً إلى توافق وطنى يكون بمثابة ظهير سياسى للدولة المصرية من أجل استكمال المسيرة فى تحقيق الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، وغير مقبول بالمرة أن تجد من يعمل ضد الدولة ولا يتفهم طبيعة هذه المرحلة الحالية فى تاريخ البلاد - كما يقول «أبوشقة» - من أجل الحفاظ على الدولة المصرية من كل المؤامرات التى تحاك بها من قوى الشر، فليس هناك رفاهية أو وجاهة، وإنما عمل شاق يحتاج إلى رجال وطنيين مخلصين يعملون من أجل مستقبل مصر العظيم الذى ينتظرها. وأخيراً يخطئ من يظن أنه فى يوم من الأيام أنه قادر على النيل من الوطن والمواطن، أو تعريض الأمن القومى المصرى والعربى للخطر، فمصر القوية بجيشها وجبهتها الداخلية قادرة تماماً على حماية كل ذرة رمل من تراب هذا الوطن. [email protected]