أصبحنا فى وطن بدون كرامة، دستور الإخوان المشبوه يؤكد هذه الحقيقة المُرة. ديباجة وثيقة الدستور النظرى التى يفخر المستشار حسام الغريانى رئيس الجمعية التأسيسية بصياغاتها والسهر علي اعدادها، نصت فى فقرتها الثالثة على أن كرامة الفرد من كرامة الوطن، معنى ذلك أن كرامة الوطن تتوقف على كرامة المواطن، وسقوط كرامة المواطن تعنى سقوط كرامة الوطن، هذا من الناحية النظرية.. وعملياً سقطت كرامة الوطن أمام قصر الاتحادية عندما بعثرت قوة الأمن المركزى كرامة أحد الأفراد وهو العامل البسيط حمادة صابر بعد تعريته، وكشف عورته، ومرمغة جسده على الأسفلت. سقطت كرامة الوطن بعد إسقاط هذا المواطن الغلبان على الأرض وتجريده من ملابسه وركله بالأحذية، ولن تعود كرامة الوطن إلا بعد عودة كرامة هذا المواطن، وعودة كرامة المواطن تكون بمحاكمة جادةوعاجلة لكل من أمر باستخدام العنف مع المواطنين، وأعطى إشارات دعم الداخلية فى استدعاء أساليب البطش والترويع والإرهاب التى كانت تتم خلال حكم النظام السابق. نحن نعيش فترة حكم مستنسخة من حكم مبارك، كان الرئيس السابق يتحدى المعارضة ولا يستجيب لأى مطالب لها، ويقول أنا عندى دكتوراه فى العند! واستمر على عناده حتى وصل إلى هذا المصير، نفس العند يحدث فى الوقت الحالى، الحكمالاخواني لا يستمع إلى الرأى الآخر، ويطبق سياسات قمعية، ويصدر قرارات تشعل الأحداث ولا تطفئها، مثل إصدار إعلانات دستورية مشوهة، وفرض الطوارئ على مدن القناة لتأديب أهلها، وتحريض الأمن على قتل المتظاهرين، وإهدار كرامتهم. هناك غياب تام للشفافية أدى إلى ارتباك المشهد، وفتح الباب أمام التكهنات، والشك، والاعتقاد بضياع الحقوق، فى قضية حمادة المسحول، أصدر النائب العام طلعت إبراهيم أمراً بسحبها من المستشار مصطفى خاطر المحامى العام لنيابات شرق القاهرة، وأسندها إلى قاضى تحقيق، وكان قد سبق للنائب العام سحب قضية الاتحادية من «خاطر». كان المحامى العام قد بدأ التحقيق فى قضية المسحول وتمت مواجهته بشريط الفيديو الذي يكشف تعذيبه على أيدى الأمن المركزى، وتراجع حماده عن أقواله الأولى التى أدلى بها تحت تهديد الشرطة، واعترف بتعذيب الضباط والجنود له وتعريته فى الشارع، لابد أن هناك سبباً واضحاً لاستبعاد خاطر بهذا الشكل من التحقيق فى القضايا الخطيرة المرتبطة بأحداث الثورة ونريد أن نعرفه من النائب العام. قضية المسحول وضعت النظام بالكامل فى مأزق، لأنها قضية سحل وطن، وإهدار كرامة شعب بالكامل، واستمرار للقمع، والقهر، وسوء معاملة الفقراء، والمهمشين، وظهور طبقة الأسياد لتأديب العبيد، كما قال أحد مدراء الأمن السابقين وهو يأمر ضباطه بضرب المتظاهرين بقسوة، اضربوهم لأنكم أسيادهم! حتى بعض المتسترين بالدين يمارسون العنف وهم ينافقون النظام، أحدهم صاحب اللحية البيضاء الطويلة جداً، أعرب عن سعادته وهو يشاهد فيديو سحل حمادة، ووصفه بالمجرم، نفس تصرف مدير الأمن الذى أستعبد المواطنين. قال «الشيخ» وإيه يعنى لما يسحلوه للتنفيس عن الغضب اللى جواهم!! العند جعل الشيخ يقول: احنا أى جماعته رفضنا ندافع عن المسحول حتى لا نتهم بأننا نؤيد الأوساخ الذين دافعوا عنه! كلام الشيخ يتنافى مع الدين الإسلامى واليهودى والمسيحى، ويتنافى مع أى ملة على وجه الأرض، العالم «شايط» من هذه الحادثة الخطيرة التى عرت مصر، و«مولانا» يقول إن الذين دافعوا عن المسحول كلاب وسفلة وغربان وخفافيش ومُنحطون وزبالة!! هل هذا كلام يصدر من شخص يدعى إنه رجل دين، العيب مش عليك يامولانا، العيب فى المنظومة بالكامل التى تحتاج إلى تغيير وانت فى حاجة إلى مصحة، وإذا كان مبارك قال انه حاصل على دكتوراه فى العند، فإن النظام الحالى حصل على دكتوراه فى الفشل!