الجيش فداء للوطن فى الحرب.. وعون فى الانطلاق نحو المستقبل.. وسند للشعب فى الثورات والأزمات مصر ستنتصر فى معركة المياه.. والتاريخ ملىء بالعبر لمن يفكر فى المساس بحقوق المصريين المصريون حاربوا المستحيل بعقولهم وقوتهم.. وانتصروا فى الدبلوماسية والمفاوضات الدولة المصرية تحملت الكثير منذ قيام ثورة 25 يناير وانتصرت على جميع التحديات بحلول يوم 25 أبريل من كل عام تحتفل مصر والقوات المسلحة بذكرى تحرير أرض سيناء الغالية، بعد معارك ضارية خاضتها القوات المسلحة منذ نكسة 67، وهى الحرب التى لم تحارب فيها مصر، وسقطت سيناء فى غفلة من الزمن فى براثن الاحتلال الإسرائيلى، ليبدأ نضال الدولة المصرية فى استعادة أراضيها بعد أيام من وقوع النكسة، وتحقق القوات المسلحة انتصارات متتالية فى الميدان، وفى يوم 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء وشرم الشيخ بجنوبسيناء واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء، وخلال الانسحاب النهائى تفجر الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا وعرضت مصر موقفها بوضوح، وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا، لتبدأ مصر معركة دبلوماسية توجت بعودة آخر شبر من أرض سيناء لتعود أرض طابا إلى أحضان الوطن بالتحكيم الدولى. يأتى احتفال مصر بذكرى تحرير سيناء هذا العام، وسط تحديات خطيرة لم يسبق أن واجهتها الدولة المصرية على مدار تاريخها الممتد كأقدم دولة مركزية فى التاريخ البشرى، فهذا العام تحل علينا ذكرى تحرير آخر شبر من أرض سيناء الغالية، وسط تهديدات بملء المرحلة الثانية من سد النهضة الإثيوبى دون الوصول إلى اتفاق قانونى ملزم من الدولة الإثيوبية، يضمن لمصر حصتها من مياه النيل، ويضمن استمرار تدفق مياه النهر الخالد إلى مصر، كما عهدته دولة التاريخ والحضارة. ووسط هذه التحديات والتعنت الإثيوبى تأتى دروس التاريخ محذرة لمن تسول له نفسه الاعتداء على تراب مصر أو مقدراتها أو مكتسباتها، فى إشارة إلى أن مصر لا تستسلم أو تخضع أو تقبل بفرض الأمر الواقع. فالتاريخ القديم والحديث للدولة المصرية ملىء بالعبر لكل معتدٍ على حق من حقوقها لو مكتسبات شعبها، فحرب أكتوبر المجيدة وملحمة استعادة أرض سيناء ماهى إلا امتداد لانتصارات أحفاد الفراعنة، ثم جاءت أحداث ما يسمى بالربيع العربى ومخطط التقسيم تحت شعار «الشرق الوسط الجديد» لتقف مصر بالمرصاد ضد هذا المخطط –وكان بناء السد الإثيوبى أحد توابع هذا المخطط الذى أراد تقسيم الدول العربية لتكون إسرائيل صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فى المنطقة العربية– ولكن نضج القوات المسلحة ووطنيتها جعلها تقف بجانب شعبها من أجل تماسك الوطن وتلبية نداء شعبه فى 25 يناير 2011، ثم كانت ثورة 30 يونيه لتسطر القوات المسلحة نموذجًا يحتذى به فى تلبية نداء الشعب وتقديم مصالحه. وبعد ما يقرب من 10 سنوات من التفاوض المضنى مع الجانب الإثيوبى دون جدوى، جاء موقف الرئيس عبدالفتاح السيسى حاسمًا وحازمًا فى قضية مياه النيل، عندما أكد أن المساس بمياه مصر خط أحمر، وسيكون رد فعل مصر فى حالة المساس بحقوقها المائية ردا حاسما سيؤثر على استقرار المنطقة بالكامل. إن الدولة المصرية تحملت الكثير والكثير منذ قيام ثورة 25 يناير فى عام 2011، ولكنها انتصرت على جميع التحديات بإرادة وصبر شعبها وقوة ووطنية أبناء جيشها، وستنتصر فى ملف المياه وستظل مصر هبة النيل، وستحفظ مصر حقوقها المائية بالمفاوضات والسياسة والقوة متى لزم الأمر. فى مثل هذا اليوم وتزامنًا مع احتفالنا بذكرى تحرير سيناء من حق المصريين أن يفخروا بجيشهم الوطنى الذى أصبح يملك أحدث أنظمة التسليح فى العالم، ونوع تسليحه ورفع كفاءة جنوده حتى أصبح ضمن أقوى جيوش العالم.. ذلك الجيش العظيم الذى رفض الهزيمة عقب وقوع النكسة وأصر على الحرب مهما كانت التضحيات، فأعاد بناء نفسه ونظم صفوفه واستعاد قوته، وحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر فى معركة غير متكافئة فى السلاح، ولكن تفوق المصريون بإيمانهم بوطنهم وعدالة قضيتهم، جعلهم يحاربون بقلوبهم وعقولهم، فسقطت أسطورة الجيش الذى لا يقهر على يد أحفاد الفراعنة. فهذا الجيش العظيم لا ينتمى إلا لشعب مصر، ولا يرتضى إلا بالنصر أو الشهادة، ولا يقبل المساس بحقوق ومقدرات شعبه، جيش يصون ويحمى ويبنى ويقدم كل ما يملك لمعاونة الدولة على مواجهة التحديات، وفوق كل ذلك يقدم روحه فداءً لتراب وطنه وحماية مقدساته، فهو جيش يرفع شعار «يد تبنى.. ويد تحمل السلاح». إن محاولة فرض سياسة الأمر الواقع لعبة قديمة حاول العدو الإسرائيلى فرضها على مصر، كما تحاول إثيوبيا فرض الأمر الواقع فى ملء وتشغيل السد، ولكن الجيش والشعب لا يقبلان أبدًا بفرض الأمر الواقع مهما بلغت قوة العدو أو تعنته، فمنذ اللحظات الأولى لاحتلال سيناء، كان قرار الشعب والجيش المصرى أنه لا قبول بسياسة الأمر الواقع ولو وقف العالم كله مع العدو، ولا تفريط فى حبة رمل واحدة من سيناء مهما كان حجم التضحيات. لقد جسدت عودة أرض الفيروز ملحمة شعب وجيش توحدت إراداتهم واختلطت دماؤهم بعد هزيمة أوشكت على قتل الأمل وبثت اليأس فى النفوس، ولكن المصريون وبعد أيام من الهزيمة استردوا عافيتهم فكانت مرحلة الصمود ثم الدفاع النشط ثم حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة ثم مفاوضات الكيلو 101 ثم مفاوضات السلام، وأخيرا المعركة الدبلوماسية. ومنذ العدوان الإسرائيلى ووقوع النكسة فى 5 يونيو 1967، بدأت مصر معركة التحرير التى استمرت على مدار 22 عامًا حتى استرداد آخر شبر وهى أرض «طابا» التى حاولت إسرائيل فرض الأمر الواقع عليها، وعندما فشلت حاولت أخذ موقع مميز بداخلها بحيث يعبر إليها اليهود دون تأشيره، وهو ما رفضته مصر وخاضت كل المعارك حتى تكتمل السيادة المصرية على كافة ربوع سيناء وعادت طابا مصرية فى مارس من عام 1989، ليعلن المصريون للدنيا أن مصر الحضارة والتاريخ لم ولن تضيع أو تموت. مرحلة الصمود تعد نكسة 1967 حربًا لم تحارب فيها مصر، حيث وجهت إسرائيل ضربات عدائية استباقية دمرت سلاح الطيران فى مرابضه وحطمت كافة المطارات المصرية، وتم احتلال سيناء، ومنذ الساعات الأولى للاحتلال أعلن المصريون شعبًا وجيشًا أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، وسميت هذه الفترة بمرحلة الصمود لاحتواء آثار الهزيمة واستمرت لما يقرب من 14 شهرًا. فبعد وقف إطلاق النار حشد الجيش المصرى قدراته القتالية على القناة وكانت قدرات على قدر تواضعها إلا أنها رسخت مبدأ المواجهة والصمود وكانت فى مجملها لا تتجاوز 100 دبابة ونحو 150 مدفعا، ويومًا بعد يوم أخذت الأعداد فى تزايد بفضل الدعم العربى للجبهة المصرية. وتجسدت أهداف هذه المرحلة فى إعادة بناء القوات المسلحة ورفع قدراتها القتالية وتعويض ما فقده الجيش من السلاح، وذالك رغم تأكيدات الخبراء العسكريين بأن الجيش المصرى يحتاج على أقل تقدير إلى 20 عامًا حتى يعيد بناء نفسه والدخول فى حرب، كما استهدفت هذه المرحلة جمع المعلومات واستطلاع واكتشاف نشاط العدو على الجبهة وداخل سيناء. وقد مثلت مرحلة الصمود واحدة من أهم مراحل التحرير، حيث رفعت الروح المعنوية للجيش وكانت البداية الحقيقة لمعركة العبور، كما تخللها عدد من العمليات العسكرية الناجحة التى نفذها الجيش حتى لا يطمئن العدو فى الأراضى المحتلة، فنفذ الجيش المصرى عمليات انتقامية فى البر والجو والبحر أكد من خلالها رفض الهزيمة أو القبول بالأمر الواقع، فكانت معركة رأس العش فى أول يوليو67 والتى منعت إسرائيل من احتلال مدينة بور فؤاد، ثم الاشتباك الجوى فوق القناة يومى 14 و15 يوليو ومعارك المدفعية فى قطاع شرق الإسماعيلية فى شهر سبتمبر والتى تكبد العدو فيها خسارة 9 دبابات و25 قتيلا و300 جريح، وكان إغراق المدمرة ايلات فى 21 أكتوبر 67 أمام بورسعيد واحدًا من أعظم انجازات هذه المرحلة. وعلى الجانب السياسى أعقبت النكسة عدة تحركات سياسية أبرزها القمة العربية بالخرطوم التى قدم فيها الأشقاء العرب 95 مليون جنيه إسترلينى لمصر، ثم قرار مجلس الأمن رقم 242 فى نوفمبر 1967، والذى لم يقدم جديدًا حيث أقر انسحاب إسرائيل وعدم جواز احتلال الأراضى بالقوة، وفى الوقت نفسه طالب العرب بالاعتراف بإسرائيل داخل حدود أمنه. مرحلة الدفاع النشط بدأت هذه المرحلة بعد أن استرد الجيش المصرى بعض عافيته والتى لم تستغرق وقتًا طويلًا بعد النكسة، بل إن هذه المرحلة بدأت فعليًا فى سبتمبر من عام 1968 واستمرت حتى فبراير 1969، وفيها خاض الجيش معارك استكمال قدراته القتالية خاصة الأسلحة الدفاعية، إضافة إلى شن أعمال قتالية نوعية تنزل بالعدو أقصى خسائر ممكنة. ونتيجة للأعمال الانتقامية التى نفذها الجيش خلال تلك الفترة قرر العدو إنشاء أقوى ساتر ترابى فى تاريخ البشرية وهو ما عرف ب«خط بارليف»، حيث أنشأت إسرائيل ساترا ترابيا على الضفة الشرقية للقناة وأنشأت بداخله نقاطا حصينة وسلحت النقاط بأقوى وأحدث المعدات القتالية اعتقادا منها أنها ستكون الحدود الأبدية لإسرائيل، ومن شدة تحصين هذا الخط أكد القادة العسكريون فى روسيا للقيادة المصرية أن مصر بحاجة إلى قنبلتين نوويتين لإزالة خط بارليف وعبور القناة، وأنه من المستحيل تجاوزه بأسلحة تقليدية. حرب الاستنزاف تعد حرب الاستنزاف هى مفتاح النصر للعبور العظيم فى حرب أكتوبر المجيدة، فقد أتاحت للجيش المصرى تحقيق عنصر المواجهة مع العدو، وتعرف القادة على أسلوب وأفكار العدو من خلال المعارك التى تكبد فيها العدو خسائر فادحة وكشفت نقاط ضعفه. ونتيجة مباشرة لمعارك هذه الحرب الشرسة تعرف الجيش المصرى على غالبية قدرات وإمكانات العدو فى مختلف الأسلحة الجوية والبرية والبحرية والمدرعات والمدفعية، واستلهمت منها القادة إمكانية مهاجمة العدو نهارًا نتيجة تعاظم الإحساس بالغرور المطلق والثقة المفرطة بعد المكاسب السريعة فى أعقاب نكسة يونيو 67. كما أن حرب الاستنزاف أثبتت مدى تفاعل قادة الجيش المصرى مع القوات على الجبهة، عندما استشهد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة وهو على الخطوط الأمامية للجبهة فى 9 مارس 1969 فى موقع المعدية رقم 6 بمنطقة الإسماعيلية أثناء معارك المدفعية، فضلًا عن ذلك كانت حرب الاستنزاف هى فترة بناء منظومة الدفاع الجوى. وقد بدأت هذه الحرب فعليًا فى 8 مارس من عام 1969، وكان هدفها الرئيسى استهداف جنود وأسلحة العدو فى سيناء، لتدريب المقاتل المصرى على حصد أرواح أعدائه، وافتتحت هذه الحرب بقصف مدفعى مركز على تحصينات ومواقع العدو فى خط بارليف، ثم الغارات البرية عبر القناة باستخدام الوحدات الخاصة والمشاة والمهندسين، بدأت بمجموعات صغيرة، حتى وصلت إلى عبور كتيبة صاعقة فى ليلة 9 يوليو 1969 عندما عبرت كتيبة صاعقة لسان بور توفيق وقتلت افراد قوة العدو ودمرت معداته.. وعادت دون خسائر واطلق على تلك العملية معركة «لسان بورتوفيق»، ثم نفذت القوات المصرية عملية الإغارة فى ميناء إيلات وإغراق واصابة 3 سفن إنزال بحرية إسرائيلية. وقد شهدت مراحل حرب الاستنزاف عبور وحدات من القوات المصرية للضفة الشرقية لقناة السويس، وكانت معارك الجزيرة الخضراء ثم عملية الزعفرانة، ثم رادار خليج السويس ثم عملية جنوب البلاح ثم معركة شدوان. وفى 19 يونيو 1970 تقدمت أمريكا بمبادرة سميت «مبادرة روجرز» تقضى بوقف إطلاق النار بين مصر وإسرائيل لمدة 90 يوما، والتى سقطت نهائيا فى 4 فبراير 1971 عندما أعلن الرئيس السادات أن مصر ترفض وقف إطلاق النار أكثر من هذا التاريخ بسبب عدم تنفيذ إسرائيل بند الدخول فى مفاوضات جديدة، وهو ما يعنى تكريس حالة اللاسلم واللا حرب. حرب أكتوبر المجيدة لقد جسدت حرب أكتوبر المجيدة ملحمة كبرى للجيش شارك فيها ب 100 ألف مقاتل وشارك فيها كل الشعب، وتحمل المصريون بمختلف أعمارهم مسلمين ومسيحيين من أجلها الكثير ودافعوا عن أرضهم بالدماء على مدار 6 سنوات أبى الشعب والجيش فيها إلا أن ينتصر على العدو فى معركة العزة والكرامة. وكان الرئيس السادات أيقن بعد المماطلة غير المبررة من الولاياتالمتحدة بضرورة تحريك المياه الراكدة والدخول فى الحرب مع إسرائيل، واعتمدت فكرة الحرب على اقتحام قناة السويس بالجيشين الثانى والثالث على طول القناة وإنشاء رؤوس كبارى جيوش تشمل 5 فرق وقوة قطاع بورسعيد بعمق ما بين 15 و20 كيلو مترا مؤمنة بقوات الدفاع الجوى، ثم تطوير الهجوم إلى خط المضايق الجبلية واحتلاله، وبذلك تصبح القوات الإسرائيلية فى أرض مكشوفة وسط سيناء. وكانت هناك عقبات كثيرة أمام العبور على رأسها قناة السويس والتى تعد من أصعب الموانع المائية، ثم الساتر الترابى الذى يميل بزاوية 80 درجة ويستحيل اجتيازه بالمركبات، حيث إن فتح ثغرة واحدة به باستخدام التفجير والقصف المدفعى تحتاج ما بين 15 و21 ساعة وإلى 500 رجل يعملون 10 ساعات بالطرق اليدوية، وإلى 5 بلدوزرات تعمل بلا توقف لمدة 10 ساعات، ثم خط بارليف الذى جعلته إسرائيل منشآت هندسية ضخمة مزودة بكل وسائل القتال وخصصت له إسرائيل ما يقرب من 65% من قواتها للدفاع عن سيناء. وفى يوم 6 أكتوبر عام 1973، وحين أشارت عقارب الساعة نحو الثانية و5 دقائق ظهرًا وجه أكثر من 2000 مدفع ثقيل النيران نحو مواقع العدو فى نفس اللحظة التى عبرت فيها سماء القناة 208 طائره تشكل القوة المكلفة بالضربة الجوية الأولى التى أصابت مراكز القيادة والسيطرة الإسرائيلية بالشلل التام، فى حين كان أكثر من 8 آلاف مقاتل قد بدأوا النزول إلى مياه القناة واعتلاء القوارب المطاطية والتحرك تحت لهيب النيران نحو الشاطئ الشرقى للقناة.. ثم بدأت عمليات نصب الكبارى بواسطة سلاح المهندسين الذى استشهد فيه اللواء أحمد حمدى فى الساعات الأولى للحرب. عودة سيناء مع وقف إطلاق النار وكنتائج مباشرة للنصر العظيم وتحطم أسطورة الجيش الذى لا يقهر استعادت مصر السيادة الكاملة على قناة السويس، كما استردت جزء من ارض سيناء، وبعد اليوم ال16من بدء حرب أكتوبر بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير سيناء عن طريق المفاوضات السياسية. وقد صدر القرار رقم 338 الذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م، وهو القرار الذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار، إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قرارًا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار، وتوقفت المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء. مباحثات الكيلو 101 كانت مباحثات الكيلو 101 على مدار شهرى أكتوبر ونوفمبر 1973 وفيها تم الاتفاق على تمهيد الطريق أمام المحادثات السياسية للوصول إلى تسوية دائمة فى الشرق الأوسط، حيث تم التوقيع فى 11 نوفمبر 1973 م على اتفاق تضمن التزامًا بوقف إطلاق النار ووصول الإمدادات اليومية إلى مدينة السويس وتتولى قوات الطوارئ الدولية مراقبة الطريق ثم يبدأ تبادل الأسرى والجرحى. اتفاقتا فض الاشتباك الأولى والثانية فى يناير 1974 وقع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذى حدد الخط الذى ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترًا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية، وفى سبتمبر 1975 تم توقيع الاتفاق الثانى الذى بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالى 4500 كيلو متر من أرض سيناء. زيارة السادات للقدس فى شهر نوفمبر عام 1977 أعلن الرئيس أنور السادات فى بيان أمام مجلس الشعب انه على استعداد للذهاب إلى إسرائيل، ثم نفذ الزيارة وألقى كلمة فى الكنيست الإسرائيلى طارحًا مبادرته بأنه ليس واردًا توقيع أى اتفاق منفرد بين مصر وإسرائيل دون حل عادل للقضية الفلسطينية. مؤتمر كامب ديفيد فى 5 سبتمبر عام 1978 وافقت مصر وإسرائيل على المقترح الأمريكى بعقد مؤتمر ثلاثى فى منتجع كامب ديفيد بالولاياتالمتحدة، وتم الإعلان عن التوصل لاتفاق يوم 17 سبتمبر، وتم التوقيع على وثيقة «كامب ديفيد» فى البيت الأبيض فى 18 سبتمبر 1978، والتى ضمت وثيقتين لتسوية شاملة للنزاع العربى الإسرائيلى، الأولى حول إطار السلام فى الشرق الأوسط، والثانية تناولت إطار الاتفاق لمعاهدة سلام بين مصر وإسرائيل. معاهدة السلام 26 مارس 1979 وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام والتى نصت على إنهاء الحرب بين الطرفين وإقامة السلام بينهما وسحب إسرائيل كافة قواتها المسلحة وكذلك المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة، وبذلك نجد أن الانسحاب الاسرائيلى من سيناء مر ب3 مراحل، الأولى تمثلت فى النتيجة العملية المباشرة للحرب، وانتهت فى عام1975 بتحرير المضايق الإستراتيجية وحقول البترول على الساحل الشرقى لخليج السويس. وكانت المرحلة الثانية والثالثة من الانسحاب تطبيقًا لبنود معاهدة السلام، حيث تضمنت المرحلة الثانية انسحابا كاملا من خط العريش–رأس محمد والتى انتهت فى يناير1980 وتم خلالها تحرير32 الف كم2، وخلال المرحلة الثالثة انسحبت إسرائيل إلى خط الحدود الدولية الشرقية لمصر وتم تحرير سيناء فيما عدا الشبر الأخير ممثلا فى مشكلة طابا التى أوجدتها إسرائيل. عودة «طابا» لقد تحولت معركة تحرير طابا إلى ملحمة مكملة لنصر أكتوبر العظيم، وفور ظهور المشكلة أعلنت مصر أن أى خلاف على الحدود يجب أن يحل وفقا للمادة السابعة من معاهدة السلام التى تنص على أن تحل الخلافات بشأن تطبيق أو تفسير هذه المعاهدة عن طريق المفاوضات، وإذا لم يتيسر حلها بالمفاوضات تحل بالتوفيق أو تحال إلى التحكيم. وقد ضم فريق الدفاع المصرى 24 خبيرا بينهم 9 من أقطاب الفكر القانونى، من بينهم الدكتور وحيد رأفت نائب رئيس حزب الوفد رحمه الله، إضافة إلى 2 من علماء الجغرافيا والتاريخ منهم يونان لبيب، و5 من أكبر الدبلوماسيين بوزارة الخارجية، و8 من العسكريين وخبراء المساحة العسكرية. وفى 29 سبتمبر 1988 أصدرت هيئة التحكيم التى انعقدت فى جنيف بالإجماع حكمها لصالح مصر وأعلنت أن طابا مصرية، وفى 19 مارس 1989 استعادت مصر منطقة طابا وعادت إلى سيادته. التاريخ يقول كلمته.. مراحل إعادة أرض الفيروز إلى أحضان مصر تحتفل مصر بذكرى تحرير سيناء يوم 25 أبريل من كل عام، وعادت أرض الفيروز بأكملها إلى أحضان أرض الكنانة، فى 19 مارس عام 1989م، بفضل رجالها وأبنائها المخلصين، ورفع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك علم مصر على طابا. جاء ذلك بعد أن أصدرت هيئة التحكيم الدولية، فى برلمان جنيف حكمها، بالإجماع أن طابا أرض مصرية، وذلك فى 30 سبتمبر عام 1988. وكان الصراع بين مصر وإسرائيل حول طابا قائما، ومستمرا، وأعلنت مصر موقفها بوضوح، وهو أنه لا تنازل ولا تفريط عن أرض طابا. بدأت النجاحات فى مصر فى الساعة الثانية من ظهر السادس من أكتوبر 1973م حيث انطلقت القوات المصرية معلنة بدء حرب العبور، والتى خاضتها مصر فى مواجهة إسرائيل، واقتحمت قناة السويس، وخط بارليف وتم استرداد جزء من أرضنا الغالية، بعد مرور 6 سنوات كاملة على هزيمة 67. بدأت المرحلة الثانية لاستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، عقب مرور 16 يوما من بدء حرب أكتوبر، حيث تم إصدار القرار رقم 338، والذى يقضى بوقف جميع الأعمال العسكرية بدءًا من 22 أكتوبر 1973م، وذلك بعد تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الأعضاء فى مجلس الأمن، والذى قبلته مصر ونفذته مساء يوم صدور القرار. إلا أن خرق القوات الإسرائيلية للقرار أدى إلى إصدار مجلس الأمن قرارًا آخر يوم 23 أكتوبر يلزم جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والذى التزمت به إسرائيل ووافقت عليه، ودخلت فى مباحثات عسكرية للفصل بين القوات مما أدى إلى توقف المعارك فى 28 أكتوبر 1973 بوصول قوات الطوارئ الدولية إلى جبهة القتال على أرض سيناء. وفى يناير 1974، تم توقيع الاتفاق الأول لفض الاشتباك بين مصر وإسرائيل، والذى حدد الخط الذى ستنسحب إليه القوات الإسرائيلية على مساحة 30 كيلومترًا شرق القناة وخطوط منطقة الفصل بين القوات التى سترابط فيها قوات الطوارئ الدولية. وفى سبتمبر 1975م، تم التوقيع على الاتفاق الثانى الذى بموجبه تقدمت مصر إلى خطوط جديدة مستردة حوالى 4500 كيلو متر من أرض الفيروز، ومن أهم ما تضمنه الاتفاق أن النزاع فى الشرق الأوسط لن يُحسم بالقوة العسكرية ولكن بالوسائل السلمية. وفى نوفمبر 1977، توجه الرئيس الراحل أنور السادات بزيارة إلى إسرائيل، وألقى كلمة بالكنيست الإسرائيلى. وعرض الرئيس الراحل أنور السادات السلام بناء على 5 أسس محددة، تتمثل فى إنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى العربية التى احتلت عام 1967، وتحقيق الحقوق الأساسية للشعب الفلسطينى وحقه فى تقرير المصير بما فى ذلك حقه فى إقامة دولته، وحق كل دول المنطقة فى العيش فى سلام داخل حدودها الآمنة والمضمونة عن طريق إجراءات يتفق عليها تحقيق الأمن المناسب للحدود الدولية، على أن تلتزم كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقًا لأهداف ومبادئ ميثاق الأممالمتحدة وبصفة خاصة عدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية. ووقعت مصر وإسرائيل فى 26 مارس 1979 معاهدة السلام اقتناعًا منهما بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم فى الشرق الأوسط وفقًا لقرارى مجلس الأمن 242 و238. ونصت «المعاهدة» على إنهاء الحرب بين الطرفين، وإقامة السلام بينهما، وسحب إسرائيل جميع قواتها المسلحة وأيضًا المدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء. وأدت معاهدة السلام إلى انسحاب إسرائيلى كامل من شبة جزيرة سيناء، وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصرى، وقد تم تحديد جدول زمنى للانسحاب المرحلى من سيناء. وفى 26 مايو 1979 م، رفع العلم المصرى على مدينة العريش وانسحاب إسرائيل من خط «العريش - رأس محمد». المرحلة الثانية للانسحاب الإسرائيلى من سيناء على مساحة 6 آلاف كيلومتر مربع من أبوزنيبة حتى أبوخربة. وفى 19 نوفمبر من نفس العام تم تسليم وثيقة تولى محافظة جنوبسيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية بعد أداء واجبها، وتحرير الأرض، وتحقيق السلام.. كما تم الانسحاب الإسرائيلى من منطقة سانت كاترين ووادى الطور، واعتبار ذلك اليوم هو العيد القومى لمحافظة جنوبسيناء. وفى 25 أبريل 1982 م، رفع العلم المصرى على حدود مصر الشرقية على مدينة رفح بشمال سيناء، وشرم الشيخ بجنوبسيناء، واستكمال الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام 15 عامًا، وإعلان هذا اليوم عيدًا قوميًا مصريًا فى ذكرى تحرير كل شبر من سيناء الغالية.