التمسك بالكتاب والسنة من صفات المتقين ولما دعت الحاجة لاتخاذ وسيلة لإعلام المسلمين بدخول وقت الصلاة، قرر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يتخذ الناقوس وهو له كاره لموافقته في ذلك النصارى وفي هذا الحديث المطول شرح لذلك: "لمَّا أمر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم بالنَّاقوسِ يُعمَلُ ليُضربُ به للنَّاسِ لجمعِ الصَّلاةِ طاف بي وأنا نائمٌ رجلٌ يحمِلُ ناقوسًا في يدِه فقلتُ : يا عبدَ اللهِ أتبيعُ النَّاقوسَ ؟ قال : وما تصنعُ به ؟ فقلتُ : ندعو إلى الصَّلاةِ . قال : أفلا أدُلُّك على ما هو خيرٌ من ذلك ؟ فقلتُ له : بلَى . قال : فقال : تقولُ : اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ ، حيَّ على الصَّلاةِ ، حيَّ على الصَّلاةِ ، حيَّ على الفلاحِ ، حيَّ على الفلاحِ ، اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ . قال : ثمَّ استأخر عنِّي غيرَ بعيدٍ ثمَّ قال : ثمَّ تقولُ إذا أقمتَ الصَّلاةَ : اللهُ أكبرُ ، اللهُ أكبرُ ، أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ ، أشهدُ أنَّ محمَّدًا رسولُ اللهِ ، حيَّ على الصَّلاةِ ، حيَّ على الفلاحِ ، قد قامت الصَّلاةُ ، قد قامت الصَّلاةُ ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ ، لا إلهَ إلَّا اللهُ فلمَّا أصبحتُ أتيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فأخبرتُه بما رأيتُ فقال : إنَّها لرؤيا حقٍّ إن شاء اللهُ ، فقُمْ مع بلالٍ فألْقِ عليه ما رأيتَ فليُؤذِّنْ به فإنَّه أندَى صوتًا منك ، فقمتُ مع بلالٍ فجعلتُ أُلقيه عليه ويُؤذِّنُ به . قال : فسمِع ذلك عمرُ بنُ الخطَّابِ رضِي اللهُ عنه وهو في بيتِه ، فخرج يجُرُّ رداءَه يقولُ : والَّذي بعثك بالحقِّ يا رسولَ اللهِ لقد رأيتُ مثلَ ما أُرِي . فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وعلى آلِه وسلَّم فللَّهِ الحمدُ" وعلى ذلك يمكن القول بأنَّ الأذان إنَّما شُرع عن طريق رؤيا، لكن هذا لا يعني أنَّ الأذان كان اقتراحًا من الصحابة بل هو وحيٌ من الله -عزَّ وجلَّ-، وذلك لأنَّ الرؤيا جزءٌ من سبعين جزءًا من النبوة.