الغاشية هي يوم القيامة ووردت سورة الغاشية في كتب علماء السلف بأسماء مختلفة، فمنهم من سماها سورة الغاشية وهو اسمها المنتشر اليوم، ومنها من سمَّاها "هل أتاك حديث الغاشية". وقد وردتْ بهذا الاسم في حديث النعمان بن بشير -رضي الله عنه- سالف الذكر، وقيل إنَّ ابن عطية سمَّاها في تفسيره بسورة هل أتاك، وهذا الاختلاف يحصل في أغلب أسماء السور، وكلُّ هذه الأسماء تؤدي ذات المعنى وتوصل ذات الغرض، والله تعالى أعلى وأعلم. جدير بالذكر إنَّ تسليط الضوء على فضل قراءة سورة الغاشية يقتضي ذكر فضل تلاوة القرآن الكريم بشكل عام، فالقرآن الكريم كلُّه خير وتلاوته ثواب من الله -سبحانه وتعالى- وسورة الغاشية جزء لا يتجزأ من هذا الكتاب، وقد روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: "من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقول ألم حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حَرفٌ وميمٌ حَرفٌ". أمَّا فضل قراءة سورة الغاشية على وجه الخصوص، فقد جاء في فضل قراءتها حديث موضوع يُذكر للاستئناس، فليس فيه ما يخالف المنطق والعقل والأحاديث الصحيحة، عن أبي بن كعب -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَى الله عليه وسلَّم- قال: "مَن قرأَ سورةَ الغاشيةِ حاسبَهُ اللَّهُ حسابًا يسيرًا". وصحَّ أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يقرأ سورة الغاشية في صلاة الجمعة، روى النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال: "إنَّ الضَّحَّاكَ بنَ قيسٍ سأَل النُّعمانَ بنَ بشيرٍ: ماذا كان يقرَأُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يومَ الجمعةِ على إثرِ سورةِ الجمعةِ؟ فقال: كان يقرَأُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- ب {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.