يعتبر نفسه من جماعة الإخوان المسلمين، وهم لا يعتبرونه منهم، يحمل فكراً إسلامياً، لكنه لايزال يبحث عن كيفية التطبيق، يرى أن ما يدور فى مصر الآن لا علاقة له بالإسلام من قريب أو بعيد رغم وصول التيار الإسلامى إلى الحكم، شديد الاعتزاز بمصريته. ويرى أن مصر لها أزهر يحميها، مؤمن بأن الله يختار من الأشخاص قادة، ومن الشعوب أنبياء، ومن البلدان بلدة، واختار مصر التى زارها «المسيح»، وعاش بها «يوسف»، وسجن فيها «يوسف».. هذا الحوار مع القيادى الإخوانى المنشق مختار نوح. ماذا يحدث فى مصر الآن؟ - مصر مازالت فى مرحلة البحث عن الثورة مثلها مثل البلاد التى قامت بها ثورات الربيع العربى.. وبنفس الطريقة ففى مصر فوضى وانقسام وفشل وزارى ودستور ديكتاتورى، فى سوريا صراع أصبح معتم الأهداف، وفى تونس بداية انقسام شعبى حاد، وليبيا مازالت دولة غير مستقرة تميل للعمالة الأمريكية. ولماذا تختص ليبيا تحديداً بالعمالة؟ - لا.. هذه العمالة موجودة فى كل الدول التى قامت بها الثورات، ولكنها تميل بنسب متفاوتة أما فى مصر فهى عمالة واستمالة ومهادنة مع الصهاينة وخروقات للمبادئ الأصلية التى قامت عليها الثورة، واجتمع عليها الشعب المصرى، فضلاً عن الفشل الاقتصادى. معنى هذا أن الثورة انحرفت عن أهدافها؟ - أهداف كل الثورات انحرفت لأن المعارضة الوطنية لم تكن جاهزة لاستقبال نظام الحكم، بينما التنظيمات الدينية كانت جاهزة لأنها كانت بينها وبين الحكم نوع من أنواع العلاقات الواقعية، يستفيد منها النظام السابق لتخويف الغرب وهى تستفيد بتنظيم الصفوف، أما القيادات والزعامات غير الدينية فقد ساهمت النظم السابقة فى أن تقضى على كل الزعامات التى من الممكن أن تظهر.. والزعامات التى ظهرت فى ثورات الربيع العربى إما أن تكون شخصية محصنة لم تستطع النظم أن تنال منها وإما أنها فرضت نفسها على الواقع ولهذا فالزعامات قليلة. وكيف نمر من المرحلة الحالية بدون زعامات؟ - بعد ثورات الربيع العربى أصحبنا فى مرحلة نضج غير عادى وهذا سيؤدى بالتأكيد إلى ثورة أخرى ستكون أكثر سلمية من السابقة، ولكنها ستكون أكثر عنفاً من حيث الآثار والنتائج والطموحات. ولكن البعض يراها ثورة جياع بسبب الفشل الاقتصادى؟ - الجياع ليس لهم ثورة بل لهم غضبة وتكون غير منظمة وآثارها سيئة ولكن إذا قامت هبّة الجياع ستكون أيضاً لصالح القوى الدنية الأكثر تنظيماً، لذلك على القوى المدنية المعارضة أن تنظم صفوفها لتكون أكثر تنظيماً. كيف ينعكس هذا التنظيم للصفوف من عدمه على الانتخابات المقبلة؟ - فى الانتخابات البرلمانية المقبلة إذا زاد عدد المرشحين فى المقاعد الفردية على 3 ستنجح القوى الإسلامية، وإذا انحصر التنافس على 3 مرشحين فقط سيفوز الأكثر شعبية، لأن النظام الانتخابى الفردى الذى أصر عليه الإخوان المسلمون يعرف سياسياً بنظام «نجاح الراسب»، لأن الذى يرفضه 80٪ من الناخبين هو الذى تتم الإعادة بينه وبين الآخر؟ لماذا؟ - لأن الذى يرفض تنظيماً عقائدياً يرفضه عمداً ويبدأ فى توزيع هذا الرفض على أسماء عديدة، فإذا حصلت القوى الإسلامية على 20٪ من أصوات الناخبين وتفرقت ال80٪ الأخرى على القوى المدنية ستتم الإعادة بين من حصل على ال20٪ فيما فوق، ولهذا أصر الإخوان على النظام الانتخابى الفردى، والمعارضة لم تدرس هذه المعادلة جيداً، وبعضهم وافق على هذا النظام غير الدستورى لأنه لا يساوى بين الفردى والقوائم، مع أن هذه الموافقة ليست فى صالحه. ماذا ستفرز الانتخابات القادمة؟ - نتمنى أن توجد منافسة حقيقية وتنوعاً حقيقياً لأن جماعة الإخوان تفتقد إلى من يغطى الدوائر الانتخابية من الكفاءات وهذا هو حال التيارات السلفية أيضاً، كما أن المعارضة ليس لديها كفاءات تكفى للدوائر الانتخابية، وحتى يستقيم الحال يجب ألا يخوض هذه الانتخابات تحديداً الأفراد العاديون، وإنما سيخوضها زعامات فكرية قادرة على الخروج بالبلاد من مأزق الفشل الاقتصادى. ماذا فعلت السلطة فى الإخوان؟ - جماعة الإخوان قبل الثورة كانت نموذجاً للمبادئ الدعوية الصحيحة، وبالتحديد فى عصر «عمر التلمسانى» و«حامد أبوالنصر» وكانت مناهج التربية أصيلة وأيضاً السلوك التربوى للجماعة، حتى مع السجان فى السجون كان النموذج الإخوانى رائعاً ويحتذى به، بعد الثورة أصاب الجماعة ما يسمى بتسابق المتسلقين ونفاق المادحين وغرور المتحدثين وكل صفة من هذه الصفات كانت كافية لتغيير صورة الإخوان المسلمين. وماذا عن مفردات الخطاب السياسى للإخوان المسلمين بعد 25 يناير؟ - اتخذ خطاب الإخوان المسلمين لهجة شديدة تجاه من يخالفونهم الرأى مثل «موتوا بغيظكم» أو «رغم أنفهم» وهكذا وهذا دليل على عدم وجود استراتيجية دعوية، ولا حتى استراتيجية ومفهوم للنموذج الإسلامى فى الحكم.. وقرأت تعليقاً على «تويتر» أعجبنى يقول: «نحن فعلاً نموت بغيظنا ونموت أيضاً تحت عجلات القطار وتحت الأنقاض»، وهذه العبارات أصبحت لصيقة لتطبيق البعض للمفهوم الإسلامى مع إنه تطبيق خاطئ، فأصبح هذا النموذج يتحدث عن التحدى بدلاً من التحدث عن الوحدة، ويدعو إلى الانفصال والانقسام، أكثر مما يدعو إلى الحوار، وإذا دعا للحوار تأتى الدعوة غير مقبولة فى الشكل والموضوع ويخاطب بها نظام الحكم فى الغرب أكثر مما يخاطب بها شعب مصر. وكيف ترى خطاب د. «مرسى» ل«بيريز» خاصة أنه كان مفاجأة للشعب المصرى؟ - خطاب د. «مرسى» بالفعل كان مفاجأة وتمنياته للرئيس «بيريز» بالرغد على أرضه وفى بلاده الجميلة كان بمثابة الاعتراف بحق الصهاينة فى ملكية فلسطين، وحديثه بعبارة «الصديق الوفى» بمثابة تنازل عن شعور الكراهية الذى يدعو إليه د. «مرسى نفسه». قيل إن هذا بروتوكول دبلوماسى بين رؤساء الدول؟ - لا.. هذا ليس بروتوكولاً على الإطلاق، وإنما هو طبيعة تغيير النفوس بمقتضى سلطات الدنيا. وماذا عن دعوة د. عصام العريان إلى اليهود المصريين بالعودة إلى مصر؟ - د. عصام العريان هو مفاجأة النخبة والعامة فى مصر، وقد كان من المتوقع أن يصدر هذا التصريح من د. مرسى بحكم أنه أصبح رئيساً ولديه المبررات للتنازل كثيراً عن المبادئ وإن كانت مبررات غير مقبولة، أما د. العريان فهو الوحيد الذى نبحث له عن مبررات لأننا نحبه ولكننا للأسف أصبحنا مثل الذى يبحث عن نمرة من باب الرأفة للطالب الذى سقط فى الامتحان حتى يتخطى درجة ال50٪!! كيف ترى المجموعة المتواجدة حول د. مرسى؟ - يتماختيار أهل القربى والولاء للتعيين لمن يجيد المجاملة والمدح والتقرب مثل وزير التعليم الذى يجيد كل هذا والشىء الوحيد الذى لا يجيده هو إدارة وزارة التعليم!! ويوجد 5 مستشارين بهذا الشكل ويتم فصل من ينتقد وهذا سيأتى بنتائج أسوأ من نتائج النظام السابق، ولهذا نجد ممن حول الرئيس من المتسلقين وأصحاب المواقف المائعة الذين ليس لهم طعم ولا لون ولا رائحة سياسية.. وهؤلاء هم الذين سينقلون على «مرسى» وسينتقدونه وسيكونون أول القافزين من المركب عندما تغرق. ما نتيجة النقد الشديد لسياسة الإخوان المسلمين؟ - لو أن الإخوان المسلمين يمثلون نسبة 20٪ فى المجتمع، فماذا سيكون تصرف ال80٪ تجاه مشروعات الإخوان؟ هل سيعملون على إنجاحها ويكافحون معهم لتحسين الصورة؟ أم أنهم سيتهمون «مرسى» بإراقة الدماء تحت عجلات القطار ويحاولون أن يظهروا السلبيات بصورتها الحقيقية أو أكثر من حقيقتها، وهذه الحملة الشرسة فى إبراز السلبيات تؤدى إلى فقدان الثقة فى الحاكم نفس، وإلى اضطرابه فى القرارات، والبداية لدى «مرسى» لم تكن مدروسة بل كانت تحدياً للقضاء والقانون والمنطق والعقل والدستور، ومرت 7 شهور تقريباً ولم نجد شيئاً، بسبب عزل الآخرين وتهميشهم. وماذا عن المؤسسة البرلمانية المتمثلة فى مجلس الشورى؟ - شاهدت جلسة لمجلس الشورى، وكانت مضحكة، فإدارة الجلسة لا تعرف أبسط قواعد الإدارة وكأنها تدير مجلساً للآباء، والمتحدثون كانوا يصوتون على الشىء ثم يقومون بمناقشته ومقرر اللجنة يدافع عن رأى مسبق، وهذا نوع من أنواع الهرج.. وقد تم تعيين أعضاء الشورى بعدد من المؤيدين، وبعض التابعين وعدد من الذين وافقوا على حضور الحوار، وبعض المسيحيين الذين خالفوا رأى الكنيسة وحضروا لجنة الحوار. وماذا عن النقد الدائم لرئيس الجمهورية؟ - على «مرسى» أن يسأل نفسه ماذا نستفيد نحن من نقده ونصيحته، والأصل لو كنا كارهين له لتركناه واكتفينا بالنقد دون النصيحة، لأننا لو كنا نريد سقوطه فلن نتبع طريقة أفضل من التى يتبعها هو مع نفسه، لكننا نريد نجاحه حتى لا يسقط النموذج الإسلامى بسقوطه، لأن النجاح فى الانتخابات لا يعنى نجاح النموذج الإسلامى. ماذا يعنى إذن؟ - من الممكن أن يعنى نجاح التزوير، أو التربيطات أو الخدمات، أو نجاح الأمية.. وهذكا، فسقوط «مرسى» يعنى سقوط النموذج الإسلامى فى الحكم، ويصبح مزحة ويكون استمراره مؤقتاً إلى أن يتم القضاء عليه، لأننا من قبل عانينا محاولات القضاء على النموذج الإسلامى بالتغيير فى المعتقدات وهذا شىء يثير التعاطف والحب أما إبعاده عن طريق الصندوق فهذا شىء يثير الاشمئزاز والخوف على مستقبل النموذج الإسلامى وفكرته. ولهذا حرصت على أن الرئيس القادم لن يكون إسلامياً؟ - نعم لأنه من وجهة نظرى لو استمر «مرسى» بهذه الطريقة فمن المستحيل أن يكون الرئيس القادم إسلامياً لأن الرئيس مرسى نجح ب1٪ وهذه ال1٪ مع زيادة الكوارث فإنه يفقد بدلاً منه 10٪. نرى أن مكتب الإرشاد له تأثير على القرارات السياسية؟ - الحقيقة هذا لا يعنينى.. ولا أهتم أيضاً إذا كان «مرسى» يوافق على ذلك أم لا، فالرئيس الذى لا يعمل لمصلحة المصريين من الممكن أن يعمل لمصلحة كتلة أو طبقة أو فكرة أو عقيدة، ولمصلحة جماعة أو حزب وكل هذا مرفوض، فالرئيس مرسى لا يعرف معنى كلمة رئاسة مصر لأن الرئيس الذى لن يكون مثل «عبدالناصر» مع الفقراء ومثل «جان جاك روسو» فى الدفاع عن حريات الفرد ومثل «مانديلا» فى الإخلاص للوطن والتضحية من أجل حريته، ومثل «شافيز» فى استقلال قراره السياسى، فالذى لا يجمع هذه الصفات ويضعها فى قالب يتوج عليه مبادئ الرسول صلى الله عليه وسلم وعظمة الإسلام هو رئيس فاشل بكل المقاييس. هذا الفشل ينطبق على اللجنة التأسيسية؟ - المستشار حسام الغريانى، الذى اختير لرئاسة اللجنة التأسيسية أعتقد أنه لم يكن رئيساً جيداً لهذه اللجنة، وأنه فقد حياده تماماً، وأن مرسى وهبه منصب رئاسة المجلس القومى لحقوق الإنسان وكان أولى به أن يرفضه، ومازالت تصريحاته القاتلة تتوالى وآخرها «إن قطر ليس فيها أى شبهة عن حقوق الإنسان»، وهذا يعنى أن رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان لا يعرف شيئاً عن حقوق الإنسان. وماذا عن اختيار الوزراء؟ - الوزراء الذين اختارهم مرسى هم أسوأوزراء شهدتهم مصر، مثلاً وزير العدل حدثت كل الجرائم أمام عينيه ويصمت وشهد الواقع المرير صفعة لأحد الموظفين لديه، وأيضاً قيامه بسن تشريعات لتنظيم المظاهرات والتقييد على الحريات، بينما لم يشهد أى تشريع يحمى حقوق الفقراء أو الحريات، ومن وزراء الاقتصاد يكفى أن أقول إن الدولار ارتفع 150 قرشاً فى أقل من شهر، وآخر القيادات الاقتصادية د. فاروق العقدة استقال وعلى «مرسى» أن يحصد فشل مجموعة من الوزراء سيتم تغييرهم بعد كل 60 أو 70 يوماً، ووزير الإعلام ليس لديه مفهوم عن الإعلام أو عن تطويره، ووزير المالية مازال يقوم بعمل جباية الضرائب حتى يفخر أنه جمع 116 مليار جنيه من فقراء الموظفين والكادحين، ومع إننا كنا نعترض على اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية، إلا أن مرسى أصر على تعيينه، ومع هذا أقاله لأسباب خاصة به وليست أسباباً خاصة بالأداء، والوزير الجديد لا بأس به، ولكن محاولة جذبه إلى الطاعة ستفسد عليه دقته ومهارته إذا كان لديه دقة ومهارة، أما وزير الخارجية أؤكد من خلال الكثير من السفراء أنهم ينتظرون شخصاً بعينه لكى يصدرلهم الأوامر!!، والخارجية سوف تعانى من إجهاض مبكر وستسقط وزارة الخارجية قريباً، وينعدم دورها خلال الشهرين المقبلين. ما حقيقة ميليشيات الإخوان؟ - أنا أستبعد وجود ميليشيات عسكرية ولكن الإخوان لديهم عمل منظم إلا إذا كنا نسمى الأعمال المنظمة ميليشيات فلا بأس مثل الحصار المنظم للمحكمة الدستورية العليا أو الضرب المنظم فى مكان ما، فهذه أعمال منظمة، وأرى أن العنف الآن أصبح سمة مجتمع يقترب من الانهيار، لأن النجاح الوحيد الذى تم بعد الثورة هو الانفلات والانقسام، وأصبحنا فى مجتمع لا يطبق القانون ولا يعرف العقارات الخطرة التى يجب أن يتم إزالتها، ومجتمع فشلت حكومته فى حل مشكلة واحدة طوال 7 أشهر، مجتمع يقول: «فلنمنح الوقت» وكلما منحنا الوقت زاد الأمر سوءاً، وكل ما يفعله الرئيس هو الدعاية المضادة ولا يستعين بالخبراء أبداً ولا يسأل المنتقدين له ما هى الحلول لديكم؟ إنما يعتبرهم أعداء وكذلك أنصاره يرونهم أعداء بينما يعتبرون المداحون والمتسلقون أحباباً. ألا ترى فرصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه؟ - طالما يتبع الرئيس سياسة اختيار الأقارب والمعارف، عليه أن يتحمل نتيجة ذلك، مع أن الرئيس «مرسى» لديه فرصة قوية أن يتدارك هذا بالاستماع إلى نصيحة المخالفين له بشدة، وعليه أن يعى الدرس من الرؤساء السابقين له بعدم السقوط فى دوائر النفاق وحبائل المديح من المجموعات المحيطة به. لماذا ترفض الدستور؟ - لأننى أراه ليس بدستور بل اعتداء على الدستور، واستخدمت فى هذا الاعتداء كل الحيل لكى يتم تثبيته، ولهذا أرفضه ولا أعترف به، ولو عينت فى منصب فى ظل هذا الدستور، وطلب منى أن أقسم باحترامه، فسأقسم على احترام أى دستور غيره، لأنه ولد بطريقة غير شرعية وبمسلك غير شرعى، وصنع لكى يحمى فئة أو فكرة ولا أعتبره دستوراً للحريات. ما علاقة هذا الدستور بالشريعة الإسلامية حتى يتمسك به التيار الإسلامى؟ - ليس له علاقة بالشريعة الإسلامية لأنه لم يعطها حقها بل بالعكس تم صنع نص للضحك به على الأبرياء، مع أن الشريعة الإسلامية لا تتعلق بنصوص إنما تتعلق بقواعد العدالة الاجتماعية والحريات، وهذا الدستور قضى عليهما وللعلم بعد 3 أيام من الموافقة على هذا الدستور تم حل 4 جمعيات أهلية ومنها 3 جمعيات يتعلق نشاطها بالتعليم فى القاهرة والإسكندرية والجيزة، وهذا الحل كان بداية للتضحية مع إنهم قالوا: «لا يوجد حل إلا بحكم قضائى». القواعد العامة للشريعة الإسلامية غير موجودة بالدستور؟ - لا.. بل النص الموجود بالدستور هو تعطيل للشريعة الإسلامية وليس إنفاذاً لها، وأنا أستطيع أن آتى بالرأى وضده فى المذاهب الأربعة وفى أقوال الفقهاء، وبهذا أصبح القضاء فى حيرة فأى مذهب سوف يطبق؟! والشريعة الإسلامية إذا أردنا أن نلتزم بها فعلينا أن نأخذ منها القواعد العامة وبهذا لا يمكن أن نقول إن الشريعة الإسلامية مطبقة، فى حين أن قرارات الرئيس يتم تحصينها، وإلا سيقول البعض إن الشريعة الإسلامية تحرم الناس من حقها فى التقاضى لمجرد أن الحاكم يعتبر نفسه هو صاحب الطريق الصحيح الوحيد. هل الإخوان فى حاجة إلى مصالحة مع القوى المدنية؟ - نعم ولكن بالاعتذار أولاً عما فعلوه من اتهامهم للإعلام، مع أن ما يفعله الإعلام من سلبيات أقل بكثير مما تفعله قناة «مصر 25»، ثم الاعتذار للقضاء، ثم إلغاء الدستور والتصويت على ذلك لو أرادوا، والاعتذار أيضاً للمحكمة الدستورية العليا، وأيضاً لابد من الاعتذار للقضاة ولنادى القضاة وإلى الشعب المصرى ولأنهم عينوا أهل القربى على حساب الخبرات ومطالبة كل من تم تعيينه بالباطل أن يستقيل. الدكتور محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين قدم اعتذاراً للشعب المصرى؟ - نريداعتذاراً قوياً يمحو كل ما فات ثم نبدأ من أول السطر، فلا يمكن أن يضعوا مجموعة من الفاشلين ليديروا مصر ثم يعتذروا، فلابد أن ينتهوا أولاً من الفعل المؤثم وإلا سيكونوا كالذى يستمر فى خنق إنسان وفى الوقت ذاته يقوم بالاعتذار له. ماذا عن قرار النائب العام بإنشاء ما سمى بنيابة الثورة؟ - هذا قانون غير دستورى، ولا يوجد شىء يسمى بنيابة الثورة فهذا شىء من الاحتراف فى قهر الجماهير، وهذه الحرفنة قد فعلها «مبارك» من قبل فيما سمى بنيابة الأموال العامة، مع إن القضاء به النيابة العامة والتى من حقها أن تقدم للمحاكمة من يستحق المحاكمة من أهل الفساد وأيضاً ما يمكن تقليمه من أهل الطهارة ونيابة أمن الدولة تقوم بحبس كل من يعارض الرئيس بدون دليل مع أنه اسمها أمن الدولة ولهذا أعتقد أن السيد الرئيس والنائب العام يريدان أن ينشئا نيابة لأمن الدولة خاصة بهما، لأن النيابة العامة الحالية ربما لا يثقون بها ثقة كاملة. ما تفسيرك لظاهرة خروج بعض قيادات الإخوان من التنظيم الإخوانى؟ - يوجد مفهوم هو أن العمل التنظيمى لا يمكن الخروج عليه وإلا من الأفضل الخروج من التنظيم ذاته، لأنه يقوم على الشعور بالعزلة والاغتراب فى المجتمع، وأن الآخر يريدالكيد لفكرتك وعليك أن تحميها بالسمع والطاعة والشعور بالمعركة والالتزام بأدبيات الفقه التنظيمى، أما الذين لا يرون فى هذا الفقه وسيلة جيدة للتعامل بها هم أنصار الفكر المفتوح أى مدرسة «عمر التلمسانى» وهم لا يستطيعون الآن الاستمرار فى التنظيم، ولهذا فإن د. مرسى لا يعلم الكثير عن الأسماء التى يعينها فى المناصب المختلفة ولكن تأتى له التزكية من «أمن الدعوة» داخل الجماعة كما كان يحدث من «أمن الدولة» فى عهد «مبارك» ولهذا من يجد فى نفسه عدم القدرة على اتباع هذه الطريقة فعليه أن يتجنب العمل التنظيمى فى هدوء. جماعة الإحياء والتجديد التى أعلنت مؤخراً هل من الممكن أن تكون بديلة للإخوان المسلمين؟ - لا.. لن تكون بديلة للإخوان المسلمين وليس لها علاقة بهم كتنظيم إنما لها علاقة بفكر «رشيد رضا» و«الأفغانى» و«عبدالرحمن الكواكبى» و«محمد عبده» و«حسن البنا» وتهتم بوسطية الإسلام على فقه هؤلاء وهى ليست جماعة بل مجموعة صغيرة ولن تسمح بأن تكون كبيرة لأنها لا تريد أن تدخل فى خضم العراك السياسى وتدعو الآخرين إلى انتهاج المنهج نفسه. هل تتوقع صراعاً على السلطة فى الأيام المقبلة؟ - الصراع على السلطة موجود حالياً بشكله السيىء ولكنه سيتطور إلى الأسوأ؟ ما السيناريو القادم؟ - مصر ستظل فى الفوضى والانقسام والانهيار إلى أن يعتذر د. مرسى عما فعله ويقوم بمحوه بيده حتى لا يمحى بيد غيره. بطاقة شخصية مختار نوح من مواليد 1955 قيادى سابق فى جماعة الإخوان المسلمين أحد الرواد النقابيين فى تاريخ نقابة المحامين أنشأ لجنة الشريعة الإسلامية «التيار الإسلامى» بنقابة المحامين سجن 3 سنوات فيما سمى بقضية «اختراق النقابات» عضو سابق فى مجلس الشعب كاتب سياسى فى الصحف المصرية أسس مشروع «مكتبة المحامى» بأسعار مدعمة قام برفع معاش المحامى عضو النقابة سعى إلى إنشاء أندية للمحامين فى جميع المحافظات أحد الكوادر المصرية التى تهتم بحقوق الإنسان وحرياته