سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شبابها يؤكدون أنهم بلا قائد.. ونشطاء يزعمون أن قائدها قبطى أجهزة سيادية تجمع تحريات عن "الكتلة السوداء" جناح الثورة العسكرى
جهة أمنية تبحث عن فتيات الغردقة اللاتى شاركن فى مظاهرة الملثمين
تكثف أجهزة أمنية رفيعة المستوى جهودها لكشف هوية وقادة ومصادر تمويل جماعات الكتلة السوداء «بلاك بلوك» التى أشعلت ثورة الغضب ضد الإخوان. وكانت شرارة مظاهرات الذكرى الثانية لثورة يناير بعد تدفق أفرادها بصورة غير متوقعة فى زيهم وأقنعته السوداء، على ميادين وشوارع المحافظات، رافعين شعار «دم بدم رصاص برصاص» مثيرين رعب الإخوان، خاصة بعد تهديدهم بحرق مقرات الجماعة، واستعمال العنف لحماية الثوار من شرطة مرسى وجماعته. طلبت الرئاسة من الأجهزة الأمنية تقديم تقرير حول أعضاء هذه الجماعة يتضمن تحريات شاملة عن أعدادهم وقادتهم ومخططاتهم للمرحلة القادمة وعن أماكن اجتماعاتهم وتسليحهم وعما إذا كانت لهم علاقة بالألتراس أم لا؟ وبدأ فريق عالى المستوى فى جمع التحريات واستجواب المقبوض عليهم من هذه الجماعة فى أحداث حرق موقع إخوان أون لاين، وطلبت الجهة المسئولة عن تقديم التقرير من جهاز الأمن الوطنى بالبحر الأحمر تقديم تقرير عن مظاهرة هذه الجماعة يوم جمعة إحياء الذكرى الثانية للثورة وأسماء المشاركين فيها من الأولاد والبنات الذين كان ظهورهن مفاجأة. وتعود بداية هذه الجماعات إلى مجموعات ظهرت فى أوروبا فى الثمانينيات من القرن الماضى خلال المظاهرات المناهضة للقوانين المحرمة للإجهاض فى ألمانيا، وكذلك للتصدى لمحاولات الإخلاء المتكررة من قبل الشرطة الألمانية للسكان واضعى اليد فى عدد من أحياء برلين وهامبورج، من أجل إنشاء محطة للطاقة النووية، حيث قامت الشرطة حينذاك باستخدام العنف المفرط ضد متظاهرى بلدية بروك دورف الألمانية الرافضين إنشاء محطة للطاقة النووية، وتم الهجوم عليهم أثناء اعتصامهم السلمى بأرض المشروع، واعتقل الآلاف ثم انتقلت هذه الحركة إلى الولاياتالمتحدة وبريطانيا. ولم تخرج الكتلة السوداء من ألمانيا فى البداية إلا للولايات المتحدةالأمريكية عام 1989 فى مظاهرات أمام البنتاجون فى يوم الأرض وضد سياسات حرب الخليج، وقد أدخلها نشطاء اللاسلطوية الأناركية بأمريكا الشمالية، ونظموا عددا من الاحتجاجات وأحدثوا تلفيات فى عدد كبير من المنشآت الخاصة لأشهر العلامات التجارية مثل «جاب» للملابس، و«ستاربكس» للمقاهى، وعدد من المحال التجارية الضخمة بمدينة سياتل، وذلك خلال المظاهرات المناهضة لمنظمة التجارة العالمية عام 1999، كما كانت هذه الحركة مسئولة عن أعمال الشغب الكبيرة ببريطانيا عام 2011. وتعتمد هذه الحركة على تكتيكات معينة فى المظاهرات السلمية أو العنيفة حيث يرتدى المحتجون ملابس وأوشحة وأقنعة سوداء بهدف إخفاء شخصياتهم، كما تتبع بعض التكتيكات المعينة مثل نشر العنف فى الشوارع ومحاولة تهريب المحتجزين من أيدى الشرطة. وقد بدأت هذه الحركة بالظهور فى مصر مع إحياء الذكرى الثانية لثورة الخامس والعشرين من يناير وارتكبت بعض الأعمال العدائية التى تكدر الأمن العام مثل قطع الطرق واقتحام المحاكم والاشتباك مع الشرطة، وفى مصر بدأت «البلاك بلوك» منذ أيام فى نشر الفوضى اعتراضًا على أداء الرئيس محمد مرسى وبسبب عدم القصاص من قتلة الشهداء، بحسب رأيهم. وقامت هذه الحركة بحرق مقر الإخوان المسلمين فى السادس من أكتوبر، كما أعلنت مسئوليتها عن اقتحام مقر موقع «إخوان أون لاين» وحرق مقر جريدة الحرية والعدالة وحرق مطاعم مؤمن. وتؤكد مجموعة «البلاك بلوك» أنها لا تنتمى للألتراس ويطلقون على أنفسهم أنهم شباب يعبر عن رأيه بطريقة مختلفة وهى العنف لأن الهتاف لن يفيد والسلمية لن تؤتى ثمارها. وقد أعلن أحد مؤسسيها أن الجماعة لها فرقة مسلحة يطلق عليها اسم فرسان الظلام وتملك هذه الفرقة أنواعاً جديدة من الأسلحة القتالية، كالنار الأغريقية، وهى كتل كبيرة من الزجاج والقماش مغمورة بالبنزين، مستوحاة من فكرة المولوتوف ولكن بشكل أقوى. وقال أحد أفرادها إنها صناعة محلية وليست ممولة من الخارج حتى لا يبدأ البعض فى التسرع بالحكم عليهم بالتخوين وأكد أن الكتلة ما هى إلا صناعة الظلم، صناعة دم الثوار الذى سال على أعتاب الحاكم. وتعد «البلاك بلوك» جزءا من الحركات الثورية التى ظهرت مؤخرا كالأناركية والاشتراكيين الثوريين وهى حركات ترفض فكرة إقامة نظام سياسى أو برلمانى أو رئاسى أو قضائى من الأساس وتدعو لمجتمعات دون كيان دولة، ولهذا يستخدمون كل الطرق العنيفة من همجية وقتل وحرق. الغريب أن هناك عدة صفحات على الإنترنت تتحدث باسم هذه الجماعة ولا يعرف الكثيرون من منهم الأصل ومن يقلد، أبرز تلك الصفحات هى ''البلاك بلوك كايرو 1'' و''بلاك بلوك كايرو' 2 و'''بلاك بلوك كايرو'' و''كتيبة المشاغبين'' و''حركة الكتلة السوداء المصرية''، وتباينت ردود أفعال القائمين على هذه الصفحات بعضهم يجهر بالعنف وبعضهم يؤكد سلمية أنشطتهم، فمثلا صفحة ''البلاك بلوك كايرو'' وهى الصفحة التى يتواصل من خلالها قرابة ألفى مشترك أعلنت مسئوليتها عن حرق مقر ''إخوان أون لاين''، كما أكدوا على تواجدهم بميدان التحرير وحذروا من تواجد بعض النخبة السياسية فى الميدان وأكدوا أن الميدان للثوار فقط ونفت الحركة علاقتها بالتصريحات المتعلقة بحرق الشورى لأنهم لا ينوون تدمير منشآت الدولة وليسوا مسئولين عن تلك الإشاعات. ورغم اعتراف جماعة ''البلاك بلوك'' بعدم وجود قائد أو مؤسس لهم وليس لهم عدد معروف أو مصدر للتمويل ولا يمكن لأحد التواصل معهم إلا عبر صفحات «الفيس بوك» إلا أن عددًا من نشطاء موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» زعموا أنهم يعرفون حقيقة جماعة «بلاك بلوك» التى أثارت الجدل فى الآونة الأخيرة، خاصة بعد تأكيد مسئوليتها عن إحراق مقرات جماعة الإخوان المسلمين فى عدة محافظات، فضلاً عن تورطها فى حرق الجزء الخلفى للمجمع العلمى، بالإضافة إلى مقاطع الفيديو التى تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى والتى تحمل تهديدات واضحة وصريحة تجاه عدد من الأماكن الحيوية فى البلاد على رأسها «مجلس الشورى» و«المتحف المصرى» فضلاً عن مجمع التحرير الإدارى. وأكد النشطاء أن المدعو شريف. أ الناشط القبطى وأحد القيادات المهمة فيما يعرف ب«الكتيبة الطيبة» والتى تمثل إحدى قوى الردع الكنسية، هو المسئول الأول والمحرك الرئيسى لهذه الجماعة التى ظهرت فجأة عقب الأحداث الأخيرة، والتى يشار إليها على أنها هى التى أدارت أحداث ماسبيرو وشاركت فى حصار الاتحادية وغيرها من الأعمال التى أثارت جدلاً ولغطًا كبيرًا. وهو الذى قام برفع فيديو حرق مقر إخوان أون لاين على اليوتيوب. ترى أين الحقيقة؟