لاقت "الرقصة المولوية" التي قامت بها مدربة الرقص الشرقي سهام مصطفى مساء أمس الجمعة في أحد شوارع منطقة الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت ترحيبا وقبولا من بعض الذين استوقفهم المشهد. ولكن مشهد رقص امرأة " الرقصة المولوية " في الشارع والذي نظمه "دار المصور" في بيروت، لم يلق ترحيبا من فئة أخرى من المارة، معتبرين أن هذه الخطوة لا تمثل حقيقة هذا الفن الإسلامي العريق ذات المنشأ التركي العريق. قالت الراقصة سهام مصطفى: "أن من المتعارف عليه أن يرقص هذه الرقصة الرجال في مجالس روحية ودينية ". يذكر أن هذه المرة الاولى التي تمارس فيها إمراة الرقص المولوي بعد ان كانت حكرا على الرجال. اعتبرت مصطفى أن خطوتها هذه تأتي في سياق " تعريف الناس على الفن الجميل دون أن يدفعوا المال " . توقعت ألا "تلقى رقصتها قبولا من بعض شرائح المجتمع لجهة أنها امرأة ترقص هذه الرقصة من جهة، وأنها في الشارع من جهة أخرى". من ناحية أخرى أبدت إحدى الحاضرات " هدى حمدان " إعجابها بهذه الرقصة وتشجيعها لها " . وقالت حمدان: "إن هذه الخطوة جديدة ولكن جيدة وجميلة " . من جهة أخرى قال أحمد فتاح بعد حضوره الرقصة "عندما سمعت أن دار المصور قررت أن تقدم لوحة استعراضية على طريقتها، أتيت لأستطلع الأمر وإذ براقصة ترتدي الزيّ المولوي وتقلد طريقة الذكر المولوي في إساءة واضحة لمؤسس هذه الطريقة الشريفة مولانا جلال الدين الرومي " . اعتبر فتاح : " أن هذه الخطوة " مقززة لإهانة شعائرنا ومقدساتنا " حسب قوله . وتعتبر " الرقصة المولوية " من الفولكلور التركي وهي من شعائر الطريقة المولوية، والتي هي أحدى الطرق الصوفية السنية, أسسها العالم جلال الدين الرومي وهو أفعاني الأصل، عاش معظم حياته في مدينة قونية التركية، واشتهرت الطريقة المولوية بتسامحها مع غير المسلمين أيّاً كان معتقدهم أو عرقهم. اشتهرت الطريقة المولوية بما يعرف بالرقص الدائري لمدة ساعات طويلة، يدور الراقصون حول مركز الدائرة التي يقف فيها الشيخ، ويندمجون في مشاعر روحية سامية ترقى بنفوسهم إلى مرتبة الصفاء الروحي . ومازالت تُقام هذه الحفلات (جلسات الذكر) الخاصة بهذه الطريقة حتى يومنا هذا في مدينة قونية التركية , ولها مراكز أخرى في اسطنبول وفي بعض المدن التركية وتعد هذه الطريقة كجزء من الفولكلور التركي, ويحضر حفلات المولوية جميع الأجناس والأديان .