رأت صحيفة "يو إس أيه توداي "الأمريكية أنه وسط الإحباط المتزايد في الدولة المضطربة، إلا أن المعارضة المصرية لديها فرصة جيدة لحث المصريين على النضال من أجل الإصلاح من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. لكن المعارضة تواجه تحديات عديدة في محاولتها لتحويل النضال الشعبي والغضب الجماهيري من الشوارع والميادين إلى صناديق الاقتراع لكسب المزيد من الأصوات من أجل سلب الأضواء من الإسلاميين وسحب البساط من تحت أقدام جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المقبلة والمتوقعة في أبريل المقبل. وأوضح "مازن حسن"، المحاضر في مجال العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التحدي الرئيسي للمعارضة هو ما يلي: من المؤكد أن شعبية جماعة الإخوان انخفضت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، لذا فإن المعارضة بحاجة إلى بذل مزيد من الجهود لإلتقاط هؤلاء الناخبين الغاضبين وضمهم إلى جانبهم، وهذا يتطلب الكثير من العمل. وذكرت الصحيفة أن شخصيات المعارضة المصرية كانت وراء الاحتجاجات الأولية التي أدت إلى إسقاط الرئيس السابق "حسني مبارك" ونظامه، ولكن انقسامها وعدم تنظيمها السياسي كان وراء اخفاقها في السنوات التي تلت الثورة. ومن جانبه، قال "روبرت دانين "خبير متخصص في شئون مصر في مجلس العلاقات الخارجية بواشنطن "إن جماعة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 واتسمت بحسن التنظيم كانت الجهة الوحيدة المستعدة سياسيًا لاستغلال الفرص التي أتاحتها ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولذا لا اعتقد أن هناك في مصر حكومة تمثيلية بشكل كبير." ولفت المحللون إلى أن المعارضة ستشكل عائقًا كبيرًا هذه المرة أمام سيطرة الإخوان على أغلبية مقاعد البرلمان، خلافًا لما حدث في البرلمان المنحل، وذلك يعزو إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها الجماعة والقرارات السيئة التي اتخذوها في موقع الرئاسة والحكومة. وأشارت الصحيفة إلى أن جزء من معركة المعارضة تتمحور حول الرغبات في الإصلاح وتحقيق مجموعة من الحريات الشخصية في الوقت الذي يخشى فيه الكثيرون من فكرة "أخونة الدولة" التي تدعو الرئيس "مرسي" لملء مجموعة كبيرة من مناصب الدولة بأعضاء جماعته والتابعين له. ومضت الصحيفة تقول إن المصريين يشكون من الاختناقات المرورية والتضخم وضعف الأمن وتدهور البنية التحتية وتعثر الاقتصاد واندثار السياحة، وهو ما دعا أحد المواطنين ليقول "الأشخاص الذين صوتوا لمرسي في الرئاسة هم ضده الآن لأنه لم يفعل شيئًا للمواطنين".