أعجبني تصدي لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشوري لطلب وضغط وزير الرياضة العامري فاروق الذي حاول بشتي الطرق تمرير قانون الرياضة، خاصة فيما يتعلق ببند الثماني سنوات الذي حارب منذ وصوله لكرسي الوزارة لإزالة وإبعاده أفضل قانون تشريع رياضي قضي فيه رئيس المجلس القومي للرياضة السابق حسن صقر علي قرصنة الأندية والاتحادات الذين يملكون القدرة علي الاستمرار علي كرسي الرئاسة وعضوية مجالس إدارات الاتحادات والأندية.. فهي لعبة يملك البعض القدرة عليها حتي ولو كانوا غير مؤهلين إدارياً للعمل وكان هذا سبباً فيما وصلت إليه الرياضة والكرة المصرية طوال السنوات السابقة حيث تأكد القائمون علي شئونها أنهم قابعون علي كرسيها بصرف النظر عن النتائج. وقد تعرض حسن صقر حتي خروجه من موقعه لحرب شعواء للإطاحة به كرجل محترم وقف أمام امبراطورية الأندية والاتحادات لمجرد أنه فكر في تجديد الدماء وإتاحة الفرصة أمام الشباب لخوض التجربة وإثبات الذات بعد تجمد الأفكار والرؤية والرغبة في التغيير وبقت الانتصارات الرياضية أشبه بحلم جميل بعيد المنال يأتي فجأة بحكم جهود وقوة دفع ذاتية تندثر مع إبعاد هؤلاء الأفراد والإطاحة بهم، بدليل ما حدث في أوليمبياد 2004 حيث حصدنا خمس ميداليات لأول مرة في تاريخ مصر في الأوليمبياد ثلاثاً للملاكمة وواحدة للمصارعة ومثلها للتايكوندو، وفي الدورة التالية 2008 ببكين لم نحصد سوي ميدالية برونزية «بطلوع الروح» لهشام مصباح في الجودو، وفي الأخيرة 2012 حصدنا فضية وبرونزية. ومنذ اعتلاء الوزير الحالي كرسي الوزارة وهو يحارب للقضاء علي هذا البند مجاملة للقلعة الحمراء الذين ردوا المجاملة سريعاً في الوقوف أمام رغبة الأندية والتصدي لبث مباريات الدوري حصرياً، لدرجة جعلت ممدوح عباس رئيس نادي الزمالك يخرج غاضباً ومستاء من اجتماع الأندية، بعد أن نجحت الفضائيات في حربها المسعورة علي كل من يعترض علي بيع الدوري حصرياً لتحقيق مكاسب مهولة مادياً، وتذهب الأندية التي أعلنت إفلاسها إلي الجحيم. وكان في الإمكان الوصول لنقطة تلاقي بين الفضائيات والأندية ليستفيد الطرفان وإبعاد المستفيدين من الفضائيات من أن المواطن والمشاهد «الغلبان» سيضيع ولن يشاهد مباريات الدوري. المصالح مشتركة وصاحب السلطة ومراكز القوي تكسب المعركة وتستفيد فلم يتغير شيئاً قبل أو بعد الثورة.. فالمستفيدون قابعون ويصدرون القرارات ويحكمون ويديرون خيوط اللعبة والغلابة المطحونين مازالوا قابعين في أماكنهم لم تنصفهم ثورة، وزاد الطين بلة أن القوي بدأ يأخذ حقوقه بيده، بدليل ما يتردد هنا وهناك بين الألتراس الأهلاوي و«جرين إيجلز» البورسعيدي من حرب علانية والتهديد والوعيد بالقصاص أو الدم في دولة لم يعد للقانون فيها سلطة تجبر الجميع علي احترامها بعد أن تحولت أكبر دولة في الشرق الأوسط إلي غابة يأكل فيها الكبير الصغير ويلتهم القوي الضعيف!