للأسف العرب لا يقرأون.. تلك حقيقة واقعية تؤكدها الأيام والأحداث وآخرها التصريحات غير المسئولة للدكتور عصام العريان التى نستكمل بها المؤامرة الأمريكية الصهيونية التى تروج لما يسمى بالهلال الشيعى والحزام السنى والتى استطاعت من خلاله لزيادة حالة التناحر بين العالم الإسلامى. ويصب كل هذا فى النهاية لصالح الحلم الصهيونى. وارجعوا لمذكرات شارون.. وتصريحات رامسفيلد عن التغلغل الشيعى الإيرانى فى العراق وإلى ما نبه إليه الكاتب اليهودى إسرائيل شاحاك (معاد للصهيونية) فى مقالة نشرت له فى فبراير 1982 من تقسيم سوريا وما حدث فى الوطن العربى من ثورات تتجه نحو سيطرة الأصولية اليهودية المفرطة فى عداوتها للعرب والمسلمين والمؤمنة أن حدود أرض إسرائيل حسب الكتاب المقدس لليهود كما فى سفر التكوين 15:18-21 حيث يذكر عهد الله مع إبراهيم: 18 فِى ذَلِكَ الْيَوْمِ عَقَدَ اللهُ مِيثَاقاً مَعْ أَبْرَامَ قَائِلاً: «سَأُعْطِى نَسْلَكَ هَذِهِ الأَرْضَ مِنْ وَادِى الْعَرِيشِ إِلَى النَّهْرِ الْكَبِيرِ، نَهْرِ الْفُرَاتِ. 19 أَرْضَ الْقَيْنِيِّينَ وَالْقَنِزِّيِّينَ، وَالْقَدْمُونِيِّينَ 20 وَالْحِثِّيِّينَ وَالْفَرِزِّيِّينَ وَالرَّفَائِيِّينَ 21 وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ». الجنرال وما أكده (موشيه يعلون) فى مقابلة مع صحيفة (يديعوت أحرونوت) (27/12/2003): «لم يعد هناك عالم عربي. لم نعد نتكلم عن عالم عربي. لا يوجد شيء اسمه تحالف عربي. هناك لاعبون لكل منهم مصلحته الخاصة. والجميع يعرف أنّ فى عالمنا أحادى القطب كل من يريد أن يُعتبر جزءاً من القرية الكبيرة عليه أن يكون مرتبطاً بالولايات المتحدة، وليس بأى حليف آخر. كل هذا يخدمه حلم الهلال الشيعى (فى العراق وسوريا ولبنان)، والحزام السني، عبر تركيا والأردن ودول الخليج العربى ومصر، وهذا ما يفسر انسحاب حركة حماس وتحويل مركز قيادتها من دمشق إلى مصر، كما يفسر الدعم الأمريكى المطلق لدول الخليج العربى والاسلامى لا سيما قطر والمملكة العربية السعودية. فقطر بحد ذاتها تشكل مركز التطبيع، كما مركز الإدارة الأمريكية، بينما تشكل المملكة الخزان السنى والمالى لتغذية عملية التسليح الجارية على قدم وساق. ويلاحظ أنّ صفقات السلاح التى أبرمتها المملكة مع الادارة الأمريكية، يمكن إدراجها فى خانة الأسلحة المستخدمة فى حروب الصحارى القصيرة المدى وفق ما يؤكد خبراء الدفاع، وهذا يعنى أنّ السعى السعودى هو لتكوين ترسانة قادرة على مواجهة المد الإيراني، وليس لمواجهة إسرائيل أو الانخراط مجددا فى الصراع العربى – الإسرائيلى.. وللأسف أن ما تشهده مصر من تطورات وتداعيات ينسجم بالكامل مع التطلعات الأمريكية، فانشغال الشارع المصرى بأحداثه يصرفه عن المواجهات مهما كان نوعها أو طبيعتها. وما دعم واشنطن للإخوان المسلمين إلا خير دليل على خطتها بتغذية الأصولية والسلفية السنية التى باتت تتخذ من الشيعية السياسية هدفا معلنا لها بدليل ما تفعله فى العراق وسوريا، بما يؤشر إلى أنّ الصراع فى المنطقة بات سنياً – شيعياً بامتياز، وهو مرشح أن يتحوّل إلى صراع مفتوح يدوم عقودا طويلة. خاصة عندما تمتد ثورات الربيع العربى إلى عدد من الممالك العربية، وفى مقدمتها الأردن وبعض الدول الخليجية، التى ستكون قدرتها على الصمود «على المحك». ولعل ما قاله موشيه العاد، المحاضر الإسرائيلى الشهير فى الكلية الأكاديمية للجليل الغربي، إن ما أسماه ب«فاتورة» الربيع العربى حققت إنجازات استراتيجية لإسرائيل عجزت عن تحقيقها على مدار عقود. وهذه الانجازات تمثلت فى تحقيق أهم هدف سعت إليه إسرائيل وهو تدمير سوريا التى تعد القوة العربية الأولى المعادية لها.. وبالطبع لا يستبعد بعد سقوط نظام الأسد، تفكك سوريا طائفياً إلى ثلاث دويلات كردية وسنية وعلوية، وتدفق العلويين إلى المناطق الساحلية، مثل طرطوس واللاذقية. أما النظام فى مصر فكل الأحداث فى الفترة الأخيرة تقول إنه الأنسب من بين الأنظمة العربية حتى الآن بالنسبة إلى إسرائيل، حيث إنه يحترم اتفاقية السلام مع إسرائيل، إضافة إلى أنه محتضن حماس، وهو أمر يصب فى الصالح الاستراتيجى الإسرائيلى تمامًا، خصوصًا أن إسرائيل طالما عانت من عمليات حماس وبقية المنظمات الفلسطينية بقطاع غزة والوطن البديل لهم فى سيناء مازال قائما، إضافة إلى استمرار الاضطرابات فى الشارع المصري، فى ظل غياب أى بوادر لتحسن اقتصادي، مما قد يدفع نظام الحكم فى مصر إلى «الارتماء» فى حضن الغرب، لمواجهة ثورة ثانية قد تطيح بحكم الإخوان المسلمين،