تصدرت الصحف الباكستانية اليوم انباء الاتفاق الذي تم التوصل اليه الليلة الماضية بين الدكتور طاهر القادري رئيس حركة منهج القرآن ووفد كبير يمثل الحكومة الباكستانية. ورحبت معظم الصحف بهذا الاتفاق الذي غلب صوت العقل ووضع نهاية سلمية لاعتصام الدكتور القادري وعشرات الالاف من انصاره في قلب العاصمة الباكستانية وهو الاعتصام الذي حبس انفاس سكانها حتى قبل أن يبدأ بسبب الترتيبات الامنية المشددة التي اتخذتها السلطات وشملت اغلاق مداخل المدينة ومخارجها واغلاق المنطقة الزرقاء "بلو ايريا" التجارية بالكامل فضلا عن تعطيل الدراسة بالمدارس والجامعات واغلاق كثير من المحلات التجارية والمطاعم وشركات الصرافة في مختلف انحاء المدينة وماترتب على ذلك من خسائر للتجار واصحاب سيارات النقل الاجرة وعمال اليومية الذين فقدوا مصدر رزقهم في ايام الاعتصام . وتحت عنوان، انتهت اللعبة، كتبت صحيفة، ديلي تايمز الباكستانية أن ميلودراما "المسيرة المليونية " الطويلة'التي استمرت خمسة أيام انتهت أمس الخميس، بفوز لكل من الحكومة والدكتورالقادري على السواء . وقالت أن نجاح المفاوضات التي دارت على مدى أكثر من خمس ساعات بين وفد من 10 أعضاء يضم ممثلين لحزب الشعب الباكستاني وشركائه في الحكومة الائتلافية وبين الدكتور القادري في شاحنة صندوقية واقية من الرصاص في قلب العاصمة الاتحادية لم تعط متنفسا فقط إلى حكومة هشة في أيامها الأخيرة في السلطة، بل أعطت للدكتور القادري ايضا فرصة لانقاذ ماء الوجه، بعد أن واجه وحدة غير مسبوقة بين جميع القوى السياسية المحبة للديمقراطية في باكستان. ونوهت الصحيفة بأنه لم ترد في الاتفاق الذي تم التوصل اليه الذي سمي اعلان اسلام اباد أي إشارة للمطلب الذي طرحه الدكتور القادري في وقت سابق فيما يتعلق بضرورة التشاور مع القوات المسلحة والسلطة القضائية بشأن تعيين حكومة انتقالية قبل عقد الانتخابات. وتحت عنوان "دموع وهتاف مع انتصارالمحتجين" كتبت صحيفة "نيشن" الباكستانية أن نذر أزمة سياسية عميقة ظلت تتجمع في البلد على مدى ايام قد وصلت أخيرا إلى نهاية ودية الليلة الماضية عندما قبلت الحكومة الائتلافية بقيادة حزب الشعب الباكستاني معظم مطالب الإصلاحات الانتخابية التي طرحها الدكتور القادري، الذي أظهر بدوره أيضا قدرا من المرونة في بعض النقاط. وقالت أن "إعلان إسلام أباد" وضع نهاية لاعتصام استمر أربعة أيام أمام "مبنى البرلمان" لعدد كبير من المتظاهرين السلميين الذين جاءوا من سائر انحاء باكستان ومن الخارج، ليمنح الثائرين شعورا بالارتياح والتقاط الانفاس. ورأت الصحيفة أن الحل السلمي لهذه الأزمة السياسية أيضا جلب شعورا بالارتياح إلى أغلبية كبيرة من الشعب، وحظي بإشادة كبيرة من القادري وأنصاره، وايضا من شركاء الحكومة الائتلافية الذي أعتبره جميعهم انتصارا للديمقراطية. وأشارت الصحيفة الى أن أحزاب وجماعات المعارضة انهالت تقريعا للدكتور القادري والحكومة على هذه النهاية الدرامية وغير المتوقعة للازمة السياسية بعد أن تجاهلتهم الحكومة ولم تتشاور معهم بشأن هذا الحل. وتحت عنوان "لقادري يفض الاعتصام بعد محادثات ناجحة" قالت صحيفة "ذي نيوز" أن العلامة طاهر القادري أعلن الليلة الماضية رفع حصار استمر 4 ايام عن العاصمة بعد أن توصل إلى اتفاق مع الحكومة. وقالت أنه بعد نجاح المفاوضات مع الحكومة، هنأ القادري المشاركين في الاعتصام، وهنأ الشعب الباكستاني والائتلاف الحاكم على ما وصفه بالتتويج الناجح للمسيرة الطويلة. وقالت أن القادري أشاد بالمشاركين في الاعتصام لنضالهم قائلا ان "المسيرة التي بدأت يوم الأحد الماضي واستمرت حتى اليوم الخميس قد صارت نموذجا عظيما في عيون العالم ".