العجمي ما يحدث في العراق الشقيق الآن هو قطاف لزرع زرعه المحتل الأمريكي ويرويه الآن عملاء الاحتلال الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية أو الذين تسللوا خلفها. فالاحتلال زرع بذور الفتنة الطائفية والمذهبية والعرقية والقومية وأطلت أشواكها الضارة عام 2006 عندما عاش العراق حرباً أهلية كادت تحرق الأخضر واليابس ما بين السنة والشيعة وها هي هذه الأشواك القاتلة تطل برأسها من جديد عندما نسمع من بعض المسؤولين العراقيين أن البعض منهم يحاول إثارة الفتنة الطائفية، وهؤلاء المسؤولون سواء الذين يحكمون العراق الآن أو الذين يعتبرون أنفسهم من المعارضة، ما هم إلا من قام بإرواء هذه الأشواك الضارة التي زرعها المحتل الأمريكي بل إنهم هم من "بصم" بالعشرة إن لم يكن "بالعشرين" على دستور الحاكم الأمريكي بعد الاحتلال – بريمر – وهذا الدستور هو أب وأم وجد وخال وعم كل ما يحدث الآن في العراق من تخلف وصراع ومهاترات ومن ظلم واضطهاد لبعض فئات الشعب العراقي بكل طوائفه ومذاهبه وقومياته، لأنه هو الذي زرع هذه المحاصصة وهو الذي قسم العراق إلى كيانات. دستور – بريمر – هذا هو سبب كل البلاء والمصائب التي تحل بالعراق الآن وهو الذي ينذر بخطر تقسيم العراق مستقبلاً وهو الذي يحاول قتل روح العراق العربية عندما قال بإحدى المواد إن الشعب العربي في العراق هو جزء من الأمة العربية ولم يقل إن العراق بلد عربي. وهو الذي أعطى للأكراد إمكانية الانفصال عن الوطن الأم وقسم المناطق والمحافظات إلى عربية وكردية وأخرى مناطق متنازع عليها. وهو الذي كرس الدعوة إلى الفيدرالية التي يحاول البعض الآن، خاصة الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية استغلال هذه المادة من دستور – بريمر – الانفصال أو تشكيل كيانات مذهبية وطائفية في بعض محافظات العراق. كل ذلك يؤكد أن مصيبة العراق وويلات العراق وما يحدث به الآن من صراع وحروب هو نتاج هذا الدستور المسخ، لهذا فإن أهم مطلب للشعب العراقي الآن هو رفض هذا الدستور والمطالبة بصياغة دستور عراقي جديد يحافظ على وحدة العراق واستقلاله وعروبته وكرامة شعبه ويحقق العدالة الاجتماعية لجميع العراقيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وأعراقهم، لهذا نرجو من الشعب العراقي العظيم أن يهب وينتفض ويرفع شعار الشعب يريد إسقاط الدستور. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية