وصل الرهائن الايرانيون الذين افرج عنهم مقاتلون سوريون معارضون كانوا يحتجزونهم منذ اشهر، الى احد فنادق وسط العاصمة السورية بعد ظهر الاربعاء، بحسب ما افادت صحفية. ووصل 48 ايرانيا ومترجمهم قرابة الساعة 15,30 بعد ظهر اليوم (13,30 ت غ) على متن حافلات صغيرة الى فندق شيراتون في وسط دمشق، حيث كان في استقبالهم السفير الايراني محمد رضا شيباني وعدد من الديبلوماسيين. واشارت الى ان الرهائن بدا عليهم التعب والتأثر، وبكى البعض منهم لدى معانقة مستقبليهم. كما تسلم كل منهم وردة زنبق على مدخل الفندق. وفي مؤتمر صحفي عقده في الفندق، قال شيباني ان اطلاق هؤلاء تم بعد مفاوضات "شاقة وطويلة وكانت هناك شروط صعبة من الجهات الخاطفة، لكن مع استمرار العمل مع الجهات الداخلية والاقليمية وفقنا الله لاطلاق سراح الاعزاء"، آملا في "الا تتكرر مثل هذه الامور والمأسي غير الانسانية". من جهة اخرى، قال شيباني انه "ما يزال هناك مهندسان ايرانيين يعملان لدى شركات خاصة ايرانية تعمل على تطوير قطاع الكهرباء في سوريا، ما زالوا قيد الاحتجاز ونأمل اطلاق سراحهم في اقرب وقت ممكن"، في اشارة الى عدد من المهندسين الذين خطفوا في حمص (وسط) في ديسمبر المقبل، وافرج عن بعضهم دون الباقين. من جهته، قال عزت شاهين، نائب رئيس مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية والذي شارك في المفاوضات، لفرانس برس، ان الرهائن احضروا "من الغوطة الشرقية (في ريف دمشق)، وتعرضنا لمخاطر بسبب الاشتباكات وعمليات القصف التي كانت تدور في المنطقة". ويشهد محيط دمشق في الفترة الاخيرة تصاعدا في اعمال العنف مع محاولة القوات النظامية السيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين. اضاف ان المفاوضات شملت المؤسسسة "والدولة السورية والمعارضة المسلحة"، اضافة الى "الدولة التركية التي نحن نشكر دورها في هذه المفاوضات"، موضحا ان "التفاوض مع الجهات الرسمية (السورية) تكلل باطلاق سراح 2130 معتقلا" في السجون السورية. واطلق الرهائن في صفقة تبادل مع اكثر من الفي معتقل مدني في السجون السورية، في اكبر عملية تبادل في النزاع المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، والاولى تعلن رسميا. وكان سيركان نرجس، الناطق باسم مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية الاسلامية، قال في اتصال هاتفي في وقت سابق اليوم ان "النظام السوري بدأ اليوم (الاربعاء) الافراج عن 2130 معتقلا مدنيا في عدة مدن سورية مقابل اطلاق سراح 48 ايرانيا بين ايدي المعارضين". واكد نرجس ان العملية "ثمرة مفاوضات اجرتها منظمتنا لاشهر في اطار نشاط دبلوماسي اهلي"، موضحا ان عمليات اطلاق سراح المعتقلين المدنيين تتم حاليا ومنذ صباح الاربعاء خصوصا في دمشق وحمص (وسط) وادلب (شمال) واللاذقية (غرب) وطرطوس (غرب)، وان من المفرج عنهم اربعة مواطنين اتراك. وقال شيباني لفرانس برس ان الرهائن المفرج عنهم سيبقون في دمشق ليومين حيث يجرون فحوصا طبية، على ان يزوروا مقام السيدة زينب (جنوبدمشق)، قبل ان يعودوا الى بلادهم. وفي حين قال ان الجانب الايراني "لم يبحث بعد" في سبل اعادتهم، اكد ان "العودة عن طريق البر ستكون صعبة". وكانت ايران اجرت اتصالات بقطر وتركيا الداعمتين للمعارضة السورية، اضافة الى الحكومة السورية والامم المتحدة، سعيا للافراج عن 48 من مواطنيها خطفهم مقاتلون معارضون ينتمون الى "كتيبة البراء" التابعة للجيش السوري الحر. وبث الخاطفون على الانترنت في 5 اغسطس الماضي شريطا مصورا اعلنوا فيه الايرانيين، قائلين ان من بينهم ضباط في الحرس الثوري الايراني. ونفت ايران بداية صحة ذلك، لتعود وتقول بعد ايام ان من بين الرهائن الذين كانوا في سوريا لزيارة عتبات شيعية مقدسة، عسكريين "متقاعدين". وهدد المقاتلون المعارضون مرتين على الاقل بقتل الرهائن، آخرها في اكتوبر الماضي، رابطين بين مصيرهم واستمرار القصف على المناطق التي يتواجدون فيها، لا سيما في ريف دمشق.