هو نموذج تحدي ممزوج بالإصرار والمثابرة، لقهر ظروف الحياة وصعوبتها، فلم يسمح فهد عبد الباسط الشاب الأقصري لليأس أن يتسرب لداخله، ليصبح من اكفأ الميكانيكية بالأقصر، كاسرًا حاجز إعاقته بعد فقد أطرافه نتيجة حادث قطار حرمه لهو الطفولة في نهايات التسعينات. يقول فهد؛ إنه في ربيعه السادس، خلال عودته ذات يوم من المدرسة، ساقته شقاوة طفولته أن يتسلق قطار القصب الذي كان يمر أمام القرية، ليصل لمنطقة بين عربات القطار، وإذ فجأة يتوقف القطار فيسقط الطفل، ويكمل القطار سير رحلته على جسد الطفل مخلفًا إصابة مستديمة جعلت الطفل يستفيق منها على بتر قدميه وذراعه الأيسر حتى المعصم. رغم كل ماحدث، لكن الشاب العشريني تكسو ملامحه حالة من الرضا، ليؤكد فهد للوفد أنه عرض عليه تركيب أطراف صناعية إلا انه رفض ليبث في نفوس متحدي الإعاقة رسالة أمل مفادها أنه لا يأس مع الحياة. الدراجة البخارية لشقيق فهد كانت متنفس أمل بالنسبة إليه، إذ من خلالها بدأ يكتشف هوايته للميكانيكا وإصلاحه الأعطال، ليبدأ في شق طريق كميكاني ناجح. يضيف فهد؛ أعطار "موتوسيكل" أخي المتكررة جعلتني أحاول إصلاحه، ووجدت في نفسي حرفية الصنعة، فبدأت أمارس الميكانيكا حتى اتقنتها وأعمل حاليا بورشتي الخاصة داخل القرية. بلكنته الصعيدية وبنبرة ثقة يقول فهد؛ مبسمحش لنفسي إنه يكون فيه شفقة عليا، من جانب الناس، أنا راضي بكل اللي قسمه ربنا، وبعرف أجيب قرشي بعرقي، وبتحرك بخفة في الورشة. وتابع؛ أتمنى أن يحصل متحدي الإعاقة على حقوقهم وأن يندمجوا بالمجتمع بالشكل المطلوب مشيرًا إلى أن بعض من ذوي الاحتياجات الخاصة قد يمتلكون مهارات تؤهلهم لأشياء وأماكن أفضل لكن لا أحد يعلم عنهم شيء ولايراهم. اختتم فهد؛ بتمنى التحق بالعمل بإحدى المصالح الحكومية، فالوظيفة بالنسبالي أمان من غدر الزمن، كما أنها توفر حياة كريمة بالطبع.