هذا أول مقال فى العام 2013 ولذلك سأحاول رصد أسوأ ما كان فى العام الماضى متمنياً ألا نراه مع العام الجديد.. أولاً: أتمنى ألا نرى دعاة الفتنة سواء على المنابر أو الفضائيات وهؤلاء سمموا حياة المصريين وعكروها وأشاعوا مناخ التكفير والاقصاء وهم أنفسهم قاموا بتأليه الرئيس وإسباغ القداسة عليه وكأننا تخلصنا من فرعون مبارك لنرث فرعون مرسى الأول كان مستبداً سياسياً والثانى يريدون تحويله لمستبد مقدس فوق البشر وهى كارثة حذرنا منها مبكراً وقلنا إن أفظع خطايا الدولة الثيوقراطية هو تأليه الحاكم وتصدير صورة الحاكم الذى يحكم باسم الإله أو الشريعة وقد شاهدنا وسمعنا شيوخ أمثال حسان ويعقوب وبدر وعبدالله يضعون الرئيس لمرتبة الأنبياء والرسل ووصل بعض السلفيين إلى حد تكفير من يعارضه باعتباره ولياً للأمر وهو ما طالما حذرنا منه قبل صعود الإسلام السياسى لسدة الحكم، وهذه الصورة لن نرضى أو نقبل باحتلالها حياة المصريين فى العام الجديد. ثانياً: الفتاوى التى ترددت فى العام المنصرم تعطى أسوأ صورة عن الإسلام بسبب من أطلقوها فقد سمعنا يعقوب عميل أمن الدولة سابقاً وصاحب غزوة الصناديق يفتى بأن جلوس الطالب بجوار الطالبة فى المدرج زنا.. ورأينا وسمعنا الشيخ برهامى صاحب كليب خديعة الدستور والضحك على الليبراليين والنصارى يفتى بأن كذب الزوجة على زوجها لتقول نعم للدستور حلال، ثم شاهدنا من يبرر ويحلل السباب والشتائم فى الإسلام فقال الأخ بدر إن السباب مسموح به ضد المشركين وقال زميل يدعى محمود شعبان إن أبا بكر قال لأحد المشركين فى معرض تدليله على السباب «امصص بظر اللات» بالذمة والضمير هل هذا كلام يليق بأن يذكر أو يرد على لسان داعية؟ ففى الحديث الذى رواه مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «أتدرون من المفلس»؟ قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. فقال: «إن المفلس من أمتى من يأتى يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتى وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح فى النار».. وذكرت امرأة بين يدى النبى «صلى الله عليه وسلم» بكثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذى جيرانها بلسانها، فقال صلى الله عليه وسلم «هى فى النار». أتمنى مع العام الجديد أن يختفى هؤلاء الدعاة من حياتنا أو أن يراعوا ويتعلموا آداب الإسلام لأنهم أساءوا لنا ولإسلامنا وهم أبعد ما يكونون عن جوهر الإسلام ولهؤلاء أهدى كلمات صديقى الشاعر جمال الشاعر علهم يفهمون يقول: (لا تطلق لحيتك الآن/ مصر اختارت ربها من قديم الزمان/ نحن لسنا بني قينقاع ولا أحبار أبى جهل/ لا فرس نحن ولا رومان/ أيها المخرجون من غيابات الجب إلى قصر الرئاسة/ احذروا من الصولجان/ أيها الطائفيون/ اتقوا مصر فى أهلها/ الله وحد أمتى ولن يفرقها إنس ولا جان/ فبأى آلاء ربكما تكذبان/ لا تطلق لحيتك الآن).. كل عام وانتم بخير.