الجميع منا يطالب باستمرار بتحرير القدس من الاحتلال الإسرائيلي وعودة المُهجرين إلى أراضيهم وغيرها من المطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، ووصف أفعال الكيان الصهويني بالبشعة وأنها اغتصاب للأرض ولا تمت للإنسانية، وليس ذلك أمر مستغرب، الغريب أن تسمع هذا الكلام من يهود. بالأمس، قام نشطاء يهود من جماعة ناطوري كارتا، المناهضة للصهوينية أعمال تنظيف لمسجد في قرية فلسطينية مهجرة، ورفعوا علم فلسطين وسط دعواتهم لعودة الفلسطينيين إلى قراهم المهجرة. وجاء في بيان الجماعة: "نحن اليهود ضد الصهيونية في إطار كفاحنا ضد الحكم الصهيوني أقمنا فعالية حراسة وإحياء ذكرى في قرية لفتا الفلسطينية بالقرب من القدس.. حيث وجدنا أن مسجد القرية مهمل و مدمر ومستباحة حرمته من قبل الصهاينة وكذلك مقبرة القرية". وأضاف البيان:" قمنا بوضع لافتات تدعوا للحفاظ على النظافة واحترام المكان و أزلنا رسما مسيئا على جدار المسجد.. الصهاينة هم النازيون أفعالهم في تطهير المناطق من الفلسطينيين هي نفس أفعال النازية". ونرصد في هذا التقرير أبرز المعلومات عن جماعة "ناطوري كارتا" اليهودية المعادية للصهوينة.. جماعة ناطوري كارتا، أو حرس المدينة هم مجموعة من اليهود يعيشون بالقدس ويؤيدون إقامة دولة فلسطينية ولا يعترفون بإسرائيل، وتم تأسيسها في مدينة القدس عام 1938. وهي حركة يهودية أرثودكسية نشأت لمناهضة الحركة الصهيونية التي تنتشر بين اليهود الفلسطينيين آنذاك ولا زالت حتى الآن تعادي إسرائيل، وفي احتفالات الاستقلال كل عام، يحرق أعضاء الجماعة علم إسرائيل ويرفعون علم فلسطين، ولا يعترف أعضاء هذه الجماعة بالبطاقة الإسرائيلية، ولا يسجلون مواليدهم في الدوائر الرسمية. وترفض ناطوري كارتا، المعونات الحكومية الإسرائيلة، وأي نوع من أنواع التعامل مع حكومة الكيان الصهيوني، وبعضهم يرفضون التعامل بالعملة الإسرائيلية "الشيكل الإسرائيلي". وهاجر العديد من نشطاء ناطوري كارتا إلى عدة مدن مثل لندن، ونيويورك لرفضهم للتعامل مع الحكومة الصهيونية غير الشرعية أو بسبب المضايقات الأمنية والتعذيب الذي يتعرض له أعضاء الحركة وأسرهم من قِبل الجنود الصهاينة. وبعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل، أكد زعيم حركة "ناطوري كارتا" الحاخام اليهودي مير هيرش، في رسالة للرئيس محمود عباس، رفضه للقرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة ل"إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية اليها. وقال آنذاك، إن قيام اسرائيل أدى الى معاناة كل من الفلسطينيين واليهود، سواء بقتل الفلسطينيين وطردهم من أرضهم وحرمانهم من المساواة، أو من خلال اضطهاد اليهود من قبل الحكومة "الإسرائيلية"، والهجوم على حريتهم ومحاولة إجبار أولادهم على الخدمة في الجيش "الإسرائيلي"، وهذا عصيان وتمرد على الكرامة.