وصفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية المسعى الفلسطيني للتوجه إلى الأممالمتحدة لإعلان قيام دولة فلسطينية في سبتمبر المقبل بأنها "أكثر الأفكار الفلسطينية غباء"، وسوف يأتي بنتائج عكسية تماما، لأنه سيجبر الولاياتالمتحدة وإسرائيل على اتخاذ خطوات تضر بالجانب الفلسطيني بشكل كبير. وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الجمعة إنه خلال ما يقرب من عقدين من الزمان قام الفلسطينيون بالكثير من الأفكار الغبية، لكن أكثر الأفكار غباء هي توجههم في سبتمبر المقبل للأمم المتحدة لإعلان قيام دولتهم المنتظرة، وهذا سوف يأخذهم إلى مستوى جديد. وتضيف الصحيفة إن قرار التوجه للأمم المتحدة لإعلان قيام الدولة سيأتي بنتائج عكسية، حيث سيجبر الولاياتالمتحدة على معارضة جهود الفلسطينيين، وينشط الكونجرس في تقييد المساعدات التي تشتد الحاجة إليها لبناء المؤسسات الفلسطينية، وربما يدفع إسرائيل للقيام بعمل على أرض الواقع يفسد قيام الدولة. وتشير الصحيفة إلى أن الإحباط من إمكانية إقامة دولة فلسطينية بالاتفاق مع إسرائيل، واقتناع الفلسطينيين بأن الوقت قد حان لتحديد مستقبلهم دفع الفلسطينيين في العامين الماضيين لإنشاء مؤسسات ذات مصداقية ولكنها تعتمد على الدعم الدولي، ويسعى الفلسطينيون من وراء التوجه للأمم المتحدة إما للاعتراف الدولي وإرساء الأسس لقبولها عضوا في الأممالمتحدة، أو لمجرد الضغط على إسرائيل والولاياتالمتحدة للحصول على جدية في المفاوضات؟. وتوضح الصحيفة أن الفلسطينيين كانوا يقتنعون في الماضي أن المفاوضات هي السبيل الوحيد الممكن لإقامة دولتهم، أما الآن لا يوجد سبب لاعتناق الأفكار التي لن تجدي، والتي من شأنها أن تترك الفلسطينيين في حال أسوأ مما هم عليه بالفعل، ولعل الربيع العربي دفع الفلسطينيين للتحرك. وسعت الصحيفة لإظهار خطأ قرار التوجه للأمم المتحدة لإقامة دولة فلسطينية، حيث قالت، إن قرار إقامة الدولة يعكس ضعف الفلسطينيين، فالحركة الوطنية الفلسطينية منقسمة ولا توجد ضمانات بأن حماس ستدعم حملة للأمم المتحدة لإقامة الدولة، والسلطة الفلسطينية لا تسيطر على قطاع غزة، وتسيطر فقط على الضفة الغربية، ومن شأن هذا الانقسام أن يجعل أي قرار من الأممالمتحدة حبرا على ورق، ويعكس عدم قدرة على فعل شيء على أرض الواقع. والعامل الثاني الذي سيترتب على التوجه، ردود الفعل، فمهما كان المفاوض الفلسطيني داهية وماهرا في حملته بالأممالمتحدة، فإن الولاياتالمتحدة ستعارض بالتأكيد إقامة الدولة بدون موافقة إسرائيلية، فواشنطن سوف تستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار في مجلس الأمن، والولاياتالمتحدة لن تسمح أبدا بإعلان دولة خارج المفاوضات يؤدي إلى تعبئة الضغوط الدولية ضد إسرائيل.