اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يتعرض لضغوط حاليا لضغوط حادة بسبب بطء وتعثر إطلاق الحملات الطبية لتطعيم السكان ضد جائحة فيروس كورونا. وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته في عددها الصادر، اليوم الجمعة، إن اسلوب تعامل الرئيس الفرنسي مع الأزمة أثار تساؤلات حول فرصه في الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها في العام المقبل. وأشارت إلى تصريحات أدلى بها ماكرون في الاسبوع الماضي وشكك فيها بفعالية لقاح شركتي أكسفورد وأسترا زينيكا المضاد للجائحة بالنسبة لكبار السن، كما أنه أوضح أن حملة التلقيح الناجحة في المملكة المتحدة لن تغير اعتمادها "الكلي" على الشحن البري القادم من الاتحاد الأوروبي. وتابعت الصحيفة تقول: بينما أكد ماكرون في تصريحاته الأخيرة بقصر الإليزيه أن اللقاح بدا "غير فعال تقريبًا لمن هم فوق سن 65"، وذلك برغم عدم وجود بيانات طبية كافية للحكم على هذه الفرضية، يقف الرئيس الفرنسي حاليا في مواجهة قرار قد يصبح مصيريا وحاسما لمستقبله السياسي ويتعلق بما إذا كان سيفرض اغلاقا ثالثا على مستوى البلاد. وبعد ساعات من ذلك، اختار ماكرون وحكومته التي تدرك جيدا - حسبما قالت الصحيفة- حجم الاحتجاجات المناهضة للإغلاق في هولندا- قرارا بتشديد الرقابة على الحدود وإغلاق مراكز التسوق الكبرى وتعزيز مراقبة حظر التجول الحالي الذي يبدأ من الساعة 6 مساءً حتى 6 صباحًا بالتوقيت المحلي. وأكدت "فاينانشيال تايمز" أن الخلافات الواضحة بين الوزراء الفرنسيين ومسئولي الصحة حول كيفية معالجة أزمة كورونا والتي بدأت قبل عام تقريبا وما جد من خلافات أخرى بشأن التداول البطيء للتطعيمات في فرنسا بالمقارنة مع بقية دول الاتحاد الأوروبي أو حتى المملكة المتحدة والولايات المتحدة أثارت أسئلة واسعة النطاق حول حظوظ ماكرون في إعادة انتخابه في الانتخابات الرئاسية القادمة. وأشارت الصحيفة البريطانية أيضا إلى أن استطلاعا للرأي أجرته مؤسسة "هاريس إنترأكيف" الفرنسية، نُشر الأسبوع الماضي، أظهر أن ماكرون خسر أمام زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف مارين لوبان، والتي تعد المنافسة الرئيسية لماكرون، ليحصد أصواتا تراوحت نسبتها من 23-24 في المائة مقابل 26-27 في المائة لصالح لوبان. مع ذلك، كانت استطلاعات أخرى للرأي أقل دراماتيكية، حيث أعطى استطلاع جديد ل Ipsos ماكرون تقدمًا ب 12 نقطة على حساب لوبان، فيما أكد معلقون سياسيون ضرورة توخي الحذر بشأن استخلاص الكثير من الاستنتاجات حول نتائج الانتخابات قبل أكثر من عام على بدء التصويت، على الرغم من انتقادهم لأداء ماكرون.