كشف الدكتور إبراهيم البيومي إمام وخطيب مسجد السيدة زينب عن حقيقة الصداقة وقال إن الصداقة جبل شاهق لا يتسلقه إلا الأوفياء. وأوضح البيومي أن الصداقة ثلاثة أنواع.. الأولى مبنية على المصلحة، والفائدة، والثانية على المتعة، والمرح، لكن مصيرهما الزوال، لأن الملذات، والمصالح قصيرة الأمد، وتجمع الصالحين، والطالحين برفاقهم. أما الثالثة فأساسها المحبة، وطيبة القلب، والوفاء، وهذه تجمع النبلاء فقط. صديق لا يعرف الوفاء، وصداقة لا تدوم والكريم إذا وعد وفى. وأشار إلى أن الوفاء، والصدق يجلبان صديق العمر، من حفظ السر من صدق وفاء الأصدقاء. نصف الصداقة حُرية، والنصف الأخر ميثاق للوفاء، والوجوه. الصداقة العظمى هي التي يسود فيها الحب، والصدق، والإخاء، والوفاء. للوفاء معاني كثيرة، أجملها صديق قلبه يفيض بإهتمام لا يجف. لا يقاس الوفاء بما تراه أمام عينك بل بما يحدث وراء ظهرك. الصداقة مسألة حسابية ، إطرح منها العتاب، والشقاء، و أجمع لها الحب، والوفاء، واترك الباقي لرب السماء. هِي أشيَاء تُعطى، ولا تُطلب، عفويّة الحَديث، إهتِمام الأحبَّة ، ووفاء الأصْدقاء. الصداقة لا تقاس بعدد الساعات التي جمعت الأصدقاء، بل وحده الوفاء يملك عدّادًا دقيقًا للوقت، إنّه النخاع الشوكي لدوام الصداقة. أقوال في الصداقة إذا كنت كثير الأصدقاء كن سعيداً، لأنَّ ذاتك ترتسم في ذات كلّ منهم، والنّجاح مع الصّداقة أبهر ظهوراً، والإخفاق أقلّ مرارة. لا تطلق مسمى الصداقة على كل عابر يمر بحياتك، حتى لا تقول يوماً: الأصدقاء يتغيرون. وأوضح البيومي أن عمق الصداقة لا يعتمد على طول أمدِ المَعرِفة. تبدو الحياة مروعة، وبشعة بدون صديقك المفضل. من الصعب جداً شرح معني الصداقة، فهي ليست شيء يمكن أن تتعلمه في المدارس، وإذا لم تتعلم معنى الصداقة الحقيقي فأنت لم تتعلم أي شيء. الصداقة الحقيقية كالعلاقة بين العين، واليد، إذا تألمت اليد دمعت العين، وإذا دمعت العين مسحتها اليد. قصص الصداقة القوية، كقصص الحب العنيفة كثيراً ما تبدأ بالمواجهة، والاستفزاز، واختبار القوى. الصداقة فخ، إنه الفخ الوحيد الذي نصنعه أحياناً بإتقان، لذا فإننا حين نسقط فيه، يكون السقوط موجعاً حقاً، من هنا صرت شديدة الحذر في صداقاتي، شديدة الدقة في الاختيار. الصداقة بين غريبين تبدأ أحياناً بكلمة، بلفتة حانية، بلحظة صراحة نادرة، في اللحظة التي تليها يصبح الغريب صديقاً، بل لعله يكون قد حصل في ثوانٍ على أكبر أسرار الآخر، وأعمقها، فغالباً ما تكون ساعات الصداقة الأولى هي الأكثر غزارة، وسخاء من حيث منسوب الأسرار المتدفقة من الجانبين، ربما لأن كليهما لا يحسبها صداقة في تلك الآونة بل مصباً مؤقتاً للأزمات النفسية. لا تقدم الصداقة لمن يطلب الحب لأنك لا تستطيع أن تسعف بالخبز من يموت عطشاً. قد يكون الحب أروع من الصداقة، ولكن تظل الصداقة أبقى من الحب.