عقب حادث قطار منفلوط المروع الذى أثار أحزان وفجيعة كل المصريين، برز اسم مستشفى أسيوط الجامعى والذى استقبل جميع الحالات المصابة.. وهذا المستشفى يخدم الوادى الجديد والبحر الأحمر وحلايب وشلاتين، ويعد الوحيد الذى يخدم محافظات الصعيد قاطبة لأن به قسماً للعناية المركزة. واستقبلت مستشفيات أسيوط الجامعية فى العام الماضى أكثر من مائتى ألف حالة، بالإضافة إلى أكثر من مائتى حالة إصابة ناتجة عن حوادث الطرق والانفلات الأمنى وحوادث الثأر. كما يتم إجراء أكثر من ثمانين عملية جراحية. ورغم أهمية هذا الصرح الطبى الكبير إلا أنه لا يجد رعاية كافية من الدولة، ويحتاج إلى ملايين الجنيهات لاستكمال الأجهزة الطبية بالعناية المركزة.. ويعانى المستشفى من النقص الحاد فى عدد الممرضين والممرضات.. إذا كان هذا حال مستشفى كبير يخدم محافظات الوجه القبلى، فماذا تنتظر منه، ولماذا تتجاهله الدولة كل هذا التجاهل؟!.. ولماذا لا يتم تخصيص كل احتياجاته رأفة بحال وظروف البشر؟! والحقيقة المرة أن أحوال المستشفيات المصرية لا تسر حبيبًا ولا عدواً، فغالبية المستشفيات الحكومية ينقصها إما الأطباء والممرضون وإما الأجهزة الطبية، ناهيك عن الخدمة السيئة بها.. وإذا وجدنا بصيصاً من نور كما هو حادث فى مستشفى أسيوط الجامعى، تكون النتيجة أن تنقصه أجهزة طبية لا غنى عنها، ولأن هذا المستشفى يخدم محافظات كثيرة، فلماذا لا توليه الدولة الرعاية الشاملة وتجهزه بكل الاحتياجات الناقصة التى يطلبها، بالإضافة إلى أن هناك مستشفيات أخرى داخل هذا الصرح الطبى تحت الإنشاء وتعطلت بسبب نقص الأموال. والدكتور على عبدالعليم رئيس الإدارة المركزية لمستشفيات أسيوط الجامعية يناشد رجال الأعمال وأهل الخير، مد يد العون لتجهيز هذه المستشفيات حتى تستطيع تقديم خدمة طبية أوسع للأهالى فى الوجه القبلى.. وقد عدد الدكتور أيمن خيرى نائب رئيس المستشفيات، المراكز الطبية التى تحتاج إلى هذا العون وأهمها مستشفى مركز القلب وجراحاته الذى انتهى إنشاؤه منذ سبع سنوات وينتظر التحويل لتجهيز المبنى وتشطيبه، ومركز الإصابات وطب وجراحة العيون ومازالت تحت الإنشاء، وكذلك مستشفى الأمراض العصبية التى تضم 350 سريراً ومستشفى المسالك البولية وزرع الكلى، بالإضافة إلى 85 سريراً بالعناية المركزة انتهت إنشائياً وبحاجة إلى التجهيز. الكل يعلم أن الدولة مفلسة ولن تستطيع أن تفى باحتياجات هذا الصرح الطبى ويبقى الأمل معقوداً على تبرعات أهل الخير ورجال الأعمال الوطنيين الذين لن يدخروا وسعًا فى سبيل إتمام هذا الصرح الطبى العظيم الذى لعب دورًا مهماً خلال حادث التلاميذ البشع فى منفلوط.