يُصادف غدًا الأربعاء الموافق 28 كيهك حسب التقويم القبطي، ذكرى استشهاد مائة وخمسون رجلًا وأربعة وعشرون مرأة إحدى ويعود ذكراهم إلى عام 304 ميلادية. وتحرص الكنيسة في ذكرى هذا التاريخ ترديد سيرة هؤلاء الذين إستشهدوا في عصر الظلام وإستبداد المسيحية في عهد الإمبراطور الروماني دقلديانوس "ديوكلتيانوس" الذي تحولت سياسته ضد المسيحيين في أواخر حكمه، فأصدر دقلديانوس أربعة مراسيم فيما بين سنتي 302-305 م تحث على اضطهاد المسيحيين، وقد شهدت هذه المراسيم حرق الأناجيل والكتبالدينية ومنع المسيحيين من التجمع وهدم الكنائس،و عندما بلغ اضطهاد الأقباط في مصر مداه. موضوعات ذات صله بمناسبة صوم الميلاد.. هؤلاء القديسين شاركوا في لحظات المسيح الأولى عاش هؤلاء الشهداء في مدينة أنصنا وهى تقبع حاليًا في قرية الشيخ عبادة على الشاطىء الشرقي للنيل مقابل مدينة (ملوي) بمحافظة المنيا، وسُميت حينها ب (الشيخ عبادة) نسبة إلى أسقفها الشهيد الأنبا أباديون ذي الشيخوخة الصالحة، الذي استشهد في عصر الظلام. كانوا يعبدون الأوثان، حتى شاهدوا معجزة القديس بولس السرياني حسب ماورد في سيرته بتاريخ 9 أمشير، حين حضروا إلى ديار الوالي ليشاهدوا مراحل تعذيب القديس على يد جنود الحاكم الذين ألقوه في السجن بعد أن وضعوا مسامير من النيران في عين القديس. إقرأ أيضًا (الوفد) تنشر التفاصيل الكاملة لاحتفال الطائفة الإنجيلية الرسمي بعيد الميلاد المجيد وتروي الكتب المسيحية مواقف عكست ثبات القديس السرياني في مواجهة إستبداد الحاكم وفي الصباح عندما أحضره الجند كان هؤلاء الرجال والنسوة حاضرين فرأوا عينيه سالمتين كما كانتا أولاً، فتعجبوا قائلين: " لا يقدر أن يصنع مثل هذه الآية إلا الإله الحقيقي خالق الطبيعة ومبدعها من العدم "، ثم صاحوا بفم واحد قائلين: " نحن مؤمنون بإله القديس بولس "، وتقدموا أمام القديس طالبين أن يصلى من أجلهم فدعا لهم. إستشاط الوالي من موقف هؤلاء بعد ما تقدموا إلية واعترفوا بالسيد المسيح، فأمر بقطع رؤوسهم، ونالوا إكليل الشهادة بجوار القديسين والصادقين بإمانهم. وتتعدد القصص والقديسين في المسيحية التي تعكس سيرتهم مدى تمكسهم وإيمانهم بالسيد المسيح أمام ظلم الحكام وقوة الجنود الذين تفننوا في طرق العذاب وإنتزعت من فؤادهم الإنسانية في تطبيق أحكام إمبراطورية عصرهم المظلمه المستبدة.