تحت عنوان "المستوطنة التى بددت حل الدولتين...لماذا ترمز مستوطنة "معاليه ادوميم" بأن السلام في الشرق الأوسط قد لا يكون ممكنا"، نشرت مجلة "فورين بوليسى" الامريكية تقريرًا عن مستوطنة "معاليه اودوميم" الاسرائيلية فى الاراضى الفلسطينيةالمحتلة. وبدأت المجلة تقريرها بوصف للمستوطنة التى تقع في الضفة الغربية، حيث تحدث الكاتب عن الرحلة من مدينة القدس الى المستوطنة على الطريق، بعد اجتياز أحياء يهودية جديدة في القدس والقرى العربية القديمة، حيث التلال الناعمة على جانبي الطريق، والصحراء الفارغة، باستثناء البدو المتناثرين، ولكن بعد ذلك تبدو سلسلة طويلة من المنازل والمباني السكنية ذات اللون الموحد (البيج )على قمة جبل من تلة حادة، وتمتد تقريبا إلى أقصى رؤية للعين المجردة، بينما كتبت لافتة تقول"مرحبا بكم في معاليه ادوميم". ووصف الكاتب المكان الذي توجد فيه تلك المستوطنة والمساحة الكبيرة التي شيدت عليها البيوت والبنايات السكنية للمستوطنين، وكذلك عدد السكان الذي يقدر هناك بحوالي 40 ألف نسمة، مؤكدًا أن تلك المستوطنة، التي جرى تأسيسها عام 1975، لا تبدو أنها فكرة استيطان قد سبق وطرحها أي أحد، بل إنها في الواقع مدينة إسرائيلية، وتبدو محصنة بالقرارات الخاصة بالأمم المتحدة. واضافت المجلة: "إن "معاليه أدوميم" تمثل عصا في عين المحاولات الفلسطينية الرامية إلى بناء دولة في الضفة الغربية فضلًا عن أن وجودها يحفز تشييد المزيد من البنايات الإسرائيلية، حيث لاقى التهديد الأخير من جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نيتنياهو" ببناء مشروع سكني مترامي الأطراف قوامه 3500 وحدة ويربط المستوطنة بالقدس، سيلا من التصريحات الغاضبة والامتعاض من جانب بروكسل وواشنطن. وأشارت المجلة إلى أن آخر مناوشة دبلوماسية كانت بعدما حذر وزراء خارجية دول أوروبية من التأثيرات الكارثية لتلك الخطة التي يطلق عليها (خطة إيه - 1) على احتمالات التوصل إلى حل بشأن إقامة دولتين. وقد عبر دبلوماسيون غربيون عن رفضهم لتلك الخطة من منطلق أنها ستدق إسفينا حجريًا في قلب الدولة الفلسطينية المرجوة حيث سيتم حرمان الفلسطينيين من القدسالشرقية، التي يحلمون بها كعاصمة. ولا توجد نية لدى الجانب الإسرائيلي بأن يترك المدينة في سياق أي نوع من أنواع اتفاقات السلام، كما إنه لن يسمح بأن تظل بمثابة جيب يهودي منعزل متصل بالعاصمة عبر طريق سريع رفيع ممتد على طول ثلاثة أميال، وتحده فلسطين من كلا الجانبين. وقال بهذا الخصوص "بيني كاشريل"، عمدة المستوطنة منذ عام 1992: إنه تم تأسيس معاليه أدوميم لكسر التواصل الفلسطيني، وأضافت "ياعيل بن عيون"، وهي فتاة تبلغ من العمر 16 عامًا، كانت تتسوق في أحد مراكز التسوق هناك "مساحتها كبيرة للغاية على أن تكون مستوطنة". وأشارت "ياعيل" وصديقتها، "ايتي لازار"، التي تبلغ من العمر 16 عامًا هي الأخرى إلى أنهما لا يمكنهما تخيل أن معاليه أدوميم قد لا تكون موجودة مثل مستوطنات قطاع غزة التي جرى تدميرها في عام 2005 أو تلك التي كانت موجودة في سيناء المصرية وتمت إزالتها في عام 1982. وأعقبت المجلة حديثها بلفتها إلى أن جميع اليهود الإسرائيليين يعتبرون معاليه أدوميم بمثابة "الكتلة الاستيطانية" التي يجب الاحتفاظ بها في أي اتفاق نهائي مع الفلسطينيين. ولفتت المجلة كذلك إلى حقيقة الدعم الذي سبق أن حظيت به المستوطنة عند إقامتها من كل الأطياف السياسية في إسرائيل آنذاك، ثم أوضحت المجلة أن المشكلة الوحيدة التي يبدو أن الناس في المستوطنة يعانونها مع منطقة "إيه 1" هي أنها فقط لا تزال في مراحل التخطيط. وقال أحد العاملين في المجال العقاري في المستوطنة "يقوم نتنياهو بالخداع، وهو لن يبني تلك المنطقة بسبب الضغوط الدولية". وأكمل هذا المقاول حديثه بالقول: "ونحن إذ نتمنى في حقيقة الأمر أن يقوم ببنائها، فهل تعلم ماذا سيعنيه بناء 3500 منزل إضافي بالنسبة إلى وضعنا الاقتصادي؟".