نكذب كثيراً.. بل نكذب دائماً.. نكذب بجسارة وبثقة وبضمير مستريح. وليس هناك أي مشكلة في هذا!.نكذب علي بعضنا البعض. نكذب علي الجيران وعلي الزملاء والأصدقاء. نكذب ونحن نقسم بكل عزيز لدينا. نقسم برحمة الأجداد والآباء وشرف الأمهات الغالي. ونقسم فنقول (ينقطع لساني لو كنت قلت كذا وكيت) ونقسم بالطلاق من زوجاتنا إذا كنا نكذب وبالطبع نحن نكذب علي زوجاتنا لأنهن يكذبن علينا.بعكس زوجات الأجانب لأنهن يعترفن لأزواجهن بالخيانة بكل سفالة,لذلك نخونهن من باب الاحتياط فهن جنس فاسق بالضرورة حتى التي ترتدي النقاب لتحدق بحرية في الرجال وتختار من يعجبها منهم . ونكذب علي أولادنا فندعي أننا لا نكذب أبدا حتى يحترمونا ونكون لهم قدوة ويأخذوا منا الحكمة فنعلمهم أن يكذبوا علي كل الناس حتى أمهم وإخوتهم إلا نحن وذلك حتى لا يقعوا في المشاكل, ولكن ولهذا السبب بالتحديد يكذبون بدورهم علينا فنغضب بشدة ونعاقبهم, فإذا كانوا أبناء بلهاء صدقونا ولم يكذبوا علينا وقالوا لنا الحقيقية خوفا من العقاب, أوقعنا بهم عذاباً أشد بدافع من الشفقة عليهم, لأنهم لو تعودوا علي الصدق مع الناس فسوف تكون أيامهم مثل قرن الخروب. أما الذين نشأوا علي الصدق ولا يكذبون أبدا لأنهم لا يخشون في الحق لوم لائم كبيراً كان أو صغيراً قوياً أو ضعيفاً غنياً أو فقيراً, فهم الذين اختارهم الله لنا نحن أبناء الأمة العربية جمعاء ليكونوا حكاما ورؤساء علينا. والعهدة في هذا عليهم فهم الذين أقسموا لنا أن الله هو الذي اصطفاهم من كل عبيده ليحكمونا وهم لا يكذبون أبداً. والحق والصدق يملي علينا أن نعترف نحن شعوب الأمة العربية من المحيط إلي الخليج الفارسي, أن كل حكامنا جميعا لم يكذبوا علينا يوما. ومع ذلك أسأنا نحن الشعوب إليهم جميعا خاصة عندما يتركون السلطة. خذ عندك فاروق ملك مصر والسودان الذي بعث الجيش المصري ليحرر فلسطين من أيدي الصهاينة فطردناه من عرشه وحرمنا أبنه من تولي العرش من بعده ثم مات في شبابه ميتة مريبة. ثم أعقبه اللواء محمد نجيب الرئيس والزعيم المحبوب الذي انقلب علي الملك من أجلنا, فانقلب عليه جمال عبد الناصر وحدد إقامته في مسكن منعزل مع مجموعة كلاب لا يزوره أحد وشطب اسمه من سجلات التاريخ وهو حي من أجلنا طبعا. وقادنا عبد الناصر إلي التقدم في كل المجالات بفضل الاشتراكية ومحاربة الاستعمار في كل البلاد العربية والإفريقية وأقام الوحدة العربية وأوشك أن يلقي بإسرائيل في البحر مرتين لولا أن الله امتحنه بالمرض فشاب ومات مبكرا بينما عاش محمد نجيب بعده عدة سنوات. ثم جاء السادات فقام بثورة تصحيح ليحررنا من الاشتراكية البغيضة وأعاد الأحزاب والانفتاح وعمل علي القضاء علي فلول الناصريين فأخرج الإخوان من السجون ليستخدمهم ضدهم ولكن الإخوان غدروا به وقتلوه.وجاء بعده مبارك وعشنا معه في تبات ونبات ثلاثين عاما ولم نشبع منه لكن في الأسبوع الأخير فقط تبينا لنا فساده لأول مرة وخرج الناس يهتفون ضده ناكرين أفضاله, فتنحي الرجل وترك الحكم لكننا لم نتركه وحكمنا عليه بالمؤبد ولم نشفق عليه في سنه هذه. ثم جاء الإخوان إلي الحكم بثورة ادعي بعض الشبان كذبا أنهم هم الذين قاموا بها.لكن كل الانتخابات كذبتهم وأثبتت حب الشعب للإخوان وكانت نزيهة لأول مرة في تاريخنا المعاصر وليست كالتي تمت في عهد كل الرؤساء السابقين, ونادوا بمشروع للنهضة في مائة يوم عن طريق مليشيات دينية مسلحة لا شرطة ولا جيش وهو ما يعطينا الأمل في إصلاح المجتمع وتقويم سلوك بعض المارقين من الذين يتلقون أموالا من فلول النظام السابق ومن الخارج ويحاولون إحداث فوضي في البلاد وأخشى علي الرئيس مرسي أن يكون مصيره علي غرار فاروق ونجيب وناصر والسادات ومبارك, أي مصير كل من لا يكذب علي الشعب المصري ويقول لهم الحقيقة ويخلص لهم. مع أن كل رؤساء العالم العربي يستحقون التخليد مثل القذافي وصدام وبشار وعلي عبد الله صالح وزين العابدين بن علي والبشير وإسماعيل هنية وحسن نصر الله. عاش كفاح الزعماء العرب جميعا وتسقط كل جماهير كذابة تتطاول عليهم.