تتغير أشكال الوظائف فى العالم، ففى القريب العاجل ستجد ملايين الوظائف قد اختفت، لكن لا تقلق سيحل محلها ما يعرف بوظائف المستقبل أو العمل الحر الذى لا يعترف بالمكان والحدود أو الجنسيات، فكل ما عليك هو التدريب وإتقان تخصص معين من التخصصات المطلوبة، ومن ثم يمكنك البحث عن فرصة عمل عبر المنصات الشهيرة. أدرك الشباب المصرى أنه لم يعد هناك مكان للوظيفة الميرى أو العمل التقليدى وراحوا يبحثون عن مكان لهم فى سوق العمل الحر الجديد الذى يستوعب ملايين البشر من كل مكان، وهو ما كشفته منصة «فرى لانسر» العالمية بالأرقام. أشاد مسؤولو منصة «فرى لانسر» بكفاءة المهارات المصرية وامتلاك الشباب المصرى للمهارات التكنولوجية الحديثة، مشيرين إلى أن عدد المهنيين المستقلين على منصتها من المصريين بلغ 767 ألفاً، كما بلغ عدد الأعمال التى أنجزوها على المنصة نحو 137 ألف مشروع ومهمة عمل، بينما بلغت عدد الأعمال المطروحة من قبل أصحاب العمل والشركات المصرية نحو 76 ألف مشروع. جاء ذلك خلال ملتقى الشركات الذى نظمته هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات ايتيدا، عبر الإنترنت تحت عنوان «مستقبل العمل فى مصر» بالتعاون مع منصة «يوداستي» العالمية الرائدة فى مجال التعلم عبر الإنترنت وموقع «فرى لانسر» العالمى للعمل الحر؛ لتعزيز الوعى لدى مجتمع الأعمال والشركات والتعرف على التحديات والتطورات التى سيشهدها سوق العمل فى المستقبل، وتقديم آليات ونماذج عمل جديدة تتلاءم مع المتغيرات العالمية والتى تعتمد بشكل كبير على المرونة وتبنى آليات التحول الرقمى كافة. قال المهندس عمرو محفوظ، الرئيس التنفيذى للهيئة، إن وباء كورونا فرضت نماذج عمل واستراتيجيات جديدة على المؤسسات والشركات وأكدت حتمية الإسراع فى عمليات الرقمنة، مشيرًا إلى دور الهيئة فى هذا الصدد من خلال رعايتها وتنفيذها للعديد من المبادرات التدريبية على مهارات العمل الحر ووظائف المستقبل والتى تخدم بقوة استراتيجية الدولة للتحول الرقمى وبناء مصر الرقمية، وتساهم فى خلق فرص عمل غير تقليدية للشباب المصرى. أكد محفوظ أن مصر تجنى ثمار الاستثمارات التى ضختها فى مجالات البنية التحتية سواء فى قطاع الكهرباء أو فى قطاع البنية التحتية التكنولوجية، بما ساهم فى استمرارية الأعمال بكفاءة، وتعزيز مكانة مصر فى السوق العالمى لخدمات تكنولوجيا المعلومات، وزيادة القدرة والمرونة على تنبى نماذج رقمية للتدريب، والعمل الحر، والعمل من المنزل. استعرض الملتقى تجارب وخبرات عددًا من الشركات العالمية مثل شركة IBM العالمية، شركة ديلويت الاستشارية العالمية، والشركة الكويتية للأغذية أمريكانا، وتم إطلاق برنامج Talent Alpha Program لتقديم حلول وآليات ميسرة للشركات تمكنهم من استخدام منصات العمل الحر فى إنجاز المشروعات اعتماداً على المهنيين المستقلين على منصة «فريلانسر»، ويقدم البرنامج حافزًا لكل شركة مشاركة ومؤهلة لتشجيعهم على إنجاز أعمالهم على منصة العمل الحر، بقيمة 500 دولار بالإضافة إلى مساعدة الشركات فى تحديد المتطلبات الفنية لمشروعاتهم ومن ثم تعيين أصحاب العمل الحر لسد هذه الحاجات. كشفت مبادرة مستقبلنا رقمى خلال التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن تجارب بعض الشباب وكيف استفادوا من المبادرة فى الالتحاق بسوق العمل الحر، وأصبحوا يعملون من المنزل وكان أحدهم عمره 18 عام ويتقاضى 1000 دولار والأخر يحصل على 1700 دولار شهريًا. قال الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إن مبادرة مستقبلنا رقمى تهدف إلى مساعدة الشباب على المنافسة بفاعلية فى سوق العمل المحلى والعالمى، مشيرًا إلى المنافسة الشرسة فى سوق العمل وهى طبيعة العولمة التى لا يمكن تجنبها والحل أن التأكد من حصول الشباب على فرص تدريبية وتعليمية تؤهلهم لكى ينافسوا بقوة وكفاءة. أكد طلعت، أن سوق العمل مع الثورة الصناعية الرابعة يواجه تغيرًا غير مسبوق وحسب تقرير نشرته منظمة التجارة العالمية فنحو 75 مليون وظيفة ستختفى حول العالم خلال 3 سنوات، وفى المقابل ستخلق 133 مليون وظيفة، لكنها ستعتمد على مهارات وخبرات أكثر، وما ستتطلبه وظائف المستقبل مختلف تماما عن المعتاد. كما أطلقت وزارة الاتصالات العديد من المبادرات التى تهدف إلى إكساب الشباب المهارات اللازمة لإعدادهم لمهن العمل الحر، ومنها منحة «تمكين الشباب للعمل المهنى الحُر» لتدريب 20 ألف شاب وشابة على مستوى الجمهورية على مهارات العمل الحُر عبر المنصات الإلكترونية. تأتى مبادرة «تمكين الشباب للعمل المهنى الحُر» كاستجابة إلى متطلبات السوق والتى أدت إلى تعميم ونشر بقوة فرص التعلم التكنولوجى الرقمى وتعظيم الاستفادة من طاقات المهنيين المستقلين، حيث تسهم المبادرة فى بناء قدرات ومهارات الشباب فى مجالات متعددة تساعدهم فى الحصول على فرص عمل من خلال المنصات الرقمية؛ فى ظل تنامى مفهوم العمل الحُر بسرعة مطردة فى مصر لما يتيحه من مرونة تجذب الكثير من الشباب الذى يرغب فى زيادة دخله واستثمار وقته لإنتاج قيمة مضافة، والتنافس فى سوق العمل العالمى لتقديم خبرته.