تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، غدًا الجمعة الموافق 2 كيهك حسب التقويم القبطي، بذكرى رحيل القديس الأنبا هرمينا السائح، أحد قديسي التراث المسيحي التي يفتخر الأقباط في ترديد سيرته على مر الأعوام المتعاقبة. ويرو كتاب حفظ التراث المسيحي واليوميات القبطية "السنكسار"، عن القديس الأنبا هورمينا تخطيه عدة محطات ساهمت في تأكيد مفهوم التمسك بالإيمان المسيحي وممارسة العبادات في أحلك الظروف. ولد القديس في تخوم البهنسا من أبوين بارين وكانت حينها تُعرف عن بلدة البهنسا وتشتهر بعدد شهدائها في العصر الروماني، وأصبحت فيما بعد مركزًا للمسيحية والرهبنة إذ بلغ عدد الرهبان بها في وقت من الأوقات عشرة آلاف راهب واثنتي عشر ألف راهبة، وكانت مقرا لكرسي أسقفية جلس عليه كثير من الأساقفة المشهورين. واحتل القديس هورمينا السائح مكانة كبيرة ف التاريخ المسيحي وتحرص الكنيسة في مثل هذ اليوم سنويًا على إقامة نهضة روحية وتردد خلاتل القداسات سيرته لتعزز لدى أبنائها مفاهيم الإنتماء لهذا الصرح الديني الكبير الذي إحتضن حضارة قبطية عريقة مليئة بالكنوز البشرية. يتزامن هذا التذكار مع مرور بداية الإسبوع الثالث من فترة الصوم الصغير المعروف كنسيًا ب"صوم الميلاد المجيد"، التي تُعيد تذكار ماقبل قدوم مخلص الأمة السيد المسيح، تستغرق 43 يومًا نسبة إلى سيدنا موسى علية السلام الذي صام 40 يوم ليتسلم لوح الحجر لكلمة الله حسب سفر (خر18:24). وكان قديمًا نبيالله موسى يصوم 40 يومًا ليتسلم لوح الحجر لكلمة الله، كما ورد في الكتب المسيحية والتراثية القبطية والكتاب المقدس من خلال سفر(خر18:24)، وأضافت الكنيسة 3 أيام صوم تذكار معجزة نقل جبل المقطم في عهد القديس سمعان الخراز وهو أحد قديسي الكنيسة القبطية وكان يعيش في منطقة بابليون المعروفة حاليًا ب"مصر القديمة" .