سعر الجرام يلامس ال1000 جنيه ثم يتراجع فجأة.. وحالة ترقب تسيطر على الأسواق خبراء: الوباء سبب ارتفاع الأسعار.. والانخفاض مؤشر لتحسن الاقتصاد المصري حالة من الترقب يشهدها سوق الذهب هذه الأيام بسبب تذبذب الأسعار الذى يمر به المعدن النفيس منذ فترة، فخلال الأيام القليلة الماضية شهدت أسعار الذهب انخفاضًا شديدًا بعد أشهر من الارتفاع المستمر، التجار نصحوا المواطنين استغلال الفرصة والشراء قبل أن ترتفع الأسعار مرة أخرى، مع عيد الميلاد المجيد، فى حين ينتظر المشترون المزيد من الانخفاض فى الأسعار. هذه الحالة من الترقب أصابت سوق الذهب بالكساد، فمن يسير فى الصاغة يسمع شكاوى الباعة من وقف الحال، حيث تراجع الطلب على الذهب كاستثمار آمن، كما كان فى الأيام الخوالى، واقتصرت الشبكة على دبلة ومحبس، وأسورة بسيطة إذا لزم الأمر، وأصبح الذهب لغزًا كبيرًا يحاول الجميع فك شفرته؟ فمنذ فترة ارتفعت أسعار الذهب بشكل جنونى غير مسبوق، حيث اقترب سعر الجرام عيار 21 من حاجز الألف جنيه، فى ظل أزمة فيروس كورونا، ثم تراجع السعر لأقل معدلاته خلال الأيام القليلة الماضية، وانخفضت الأسعار بشكل كبير، واعتقد الباعة أن هذا الانخفاض سيؤدى إلى زيادة الطلب، وهذا لم يحدث، فهذه الحالة من التذبذب جعلت سوق الذهب فى حلة ترقب دائمة، فالباعة والمشترون فى انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة. فيما أرجع خبراء الاقتصاد وتجار الذهب أسباب صعود أسعار الذهب فى السوق المحلى إلى ارتفاع الأسعار بالبورصات العالمية، خاصة أن السعر بالسوق المحلى يتأثر بالسعر العالمى. أما السبب الآخر فهو لجوء كثير من المستثمرين إلى شراء كميات كبيرة من الذهب باعتباره ملاذً آمنًا خلال الفترة الحالية، فى ظل أزمة كورونا، ووفقًا لبيانات وكالة «بلومبرج» مما أدى لارتفاع أسعار الذهب العالمية، ووصولها لأعلى مستوى على مدى تسعة أعوام مدفوعًا بهبوط الدولار، فيما سرت توقعات بمزيد من إجراءات التحفيز لإنعاش الاقتصاد الذى تضرر بسبب جائحة كورونا، مما زاد من جاذبية المعدن النفيس كملاذ للهروب من التضخم، ويلجأ كثير من المواطنين إلى اقتناء الذهب كوسيلة أمنة للادخار. وأوضح «صلاح عبدالهادي»، سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية، أسعار الذهب اختلفت ما بين الارتفاع والانخفاض فى الفترة الأخيرة نتيجة لتأثر اقتصاديات العالم بفيروس كورونا، مما أدى لارتفاع أسعار الذهب بشكل مفاجئ، ولكن الفترة الماضية انخفضت الأسعار، ليعود السعر لمعدلاته الطبيعية، خاصة مع قلة الطلب على الذهب، بعد التراجع التدريجى لمظاهر الإنتاج، وعودة الاقتصاد إلى التحسن الملوس وهو ما يجعل المستثمرين يلجأون إلى السوق الحرة الاستثمارية وتقليل الاعتماد على الذهب. وأضاف: «المواطنون بيعتبروا الذهب الوسيلة الوحيدة والأكثر أمانًا للادخار والاستثمار الناجح بسبب الحفاظ على قيمة الثروة المالية وتضاعفها عبر الأعوام القادمة، كما أنه لا يحتاج إلى دراسات تسويقية، وتبقى العقارات والبورصة فى المرتبة التالية له أما المستثمرون فلهم منهج آخر». وأكد سكرتير شعبة الذهب، أن قرار تخفيض سعر الفائدة هو الدافع الرئيسى للتحفيز على الاستثمار فى الذهب خاصة فى السبائك، وأعيرة 21 و24، حيث يفضل المواطن المصرى الاحتفاظ به فى شكل سبائك ذهبية أو جنيهات ذهب، وذلك حتى لا يتعرضوا لخسارة المصنعية فى حال رغبتهم فى بيع مقتنياتهم، والأحداث العالمية سواء السياسية أو الاقتصادية تؤثر على أسعار الذهب بشكل عام. وأضاف أن لجوء المستثمرين إلى الاستثمار فى الذهب يؤثر فى الاستثمار فى المشروعات، وهو ما ينعكس بدوره على الأيدى العامله للدولة، وزيادة نسبة البطالة بها، فى ظل ظروف عصيبة كتلك التى اجتاحت البلاد بفيروس كورونا التى أثرت فى العالم كلها، وكان من نتيجتها زيادة شراء وادخار المعدن النفيس كملاذ أمن، فالذهب معدن لا تقل قيمته أبدًا ولا يبلى ويحتفظ بخصائصه على المدى البعيد، ويتناسب مع الدولار تناسبًا طرديًا، فكلما ارتفع الدولار ارتفع سعر الذهب. ويختلف خالد الشافعى الخبير الاقتصادى، عن الرأى السابق، مشيرًا إلى أن تذبذب أسعار الذهب يرجع للأسعار العالمية، خاصة أن الذهب يستخدم فى الاستثمار من قبل صناديق استثمارية عالمية ضخمة، ومن أهم أسباب انخفاض أسعار الذهب فى مصر هو تحسن العلاقات بين دول العالم، مشيرًا إلى أن الانخفاض يعتبر مؤشرًا لانتعاش الاقتصاد المصري. وأضاف أن الحقيبة الادخارية لبعض المواطنين تتأثر بشكل كبير بصعود وهبوط أسعار الذهب، فمنذ فترة ارتفعت أسعار الذهب بشكل جنونى وكسر عيار 24 حاجز الألف جنيه لأول مرة فى التاريخ، وذلك بسبب تفشى وباء كورونا وتوقف عجلة الإنتاج فى معظم دول فلجأ كثير من المواطنين إلى ادخار الذهب وتحقيق أرباح، ولكن حدث هبوط تدريجي فى الأسعار مؤخرًا لأن ارتفاعه لم يكن أمرًا طبيعيًا. وأوضح «الشافعي»، أن المواطنين يلجأون إلى الوسائل الادخارية بشهادات الثلاث سنوات، ولكن انخفاض الأرباح من 15% إلى 10% جعل البعض ينصرف للاستثمار فى الذهب. وأضاف الخبير الاقتصادى، أن عملية تقليل الفائدة فرصة عظيمة يتبعها العالم بأكمله للتشجيع على الاستثمار وتقليل الأعباء التى تتحملها الموازنة العامة للدولة من قيمة الفوائد الضخمة، وأشار إلى أن المواطن لديه العديد من الفرص البديلة لخوض المشروعات الخاصة. وأشار «الشافعى»، إلى أن الإقبال على الاستثمار فى العقارات حاليًا ضعيف بسبب مخالفات البناء وتكاليف التصالح ومافيا السمأسرة فى عملية البيع، والعقارات المخالفة، لذلك فالمعروض أكثر من الطلب، وكل هذا دفع عددًا من المواطنين على الاستثمار فى الذهب، حيث إنه ما زال هو الاستثمار الآمن، لذلك حقق قفزات قياسية فى نسبة الأرباح العالمية خلال السنوات الماضية، مما زاد من الاتجاه إلى الاستثمار فيه، خاصة أنه من الوسائل الادخارية الآمنة ولا يحتاج إلى خبرة تسويقية. ونصح «الشافعى»، أن تعمل الجهات التنفيذية على توفير مشروعات متوسطة لمن لا يمتلك الخبرة فى سوق العمل الاستثمارى أو الادخار، على أن تكون هناك جهة مسئولة عن تذليل جميع العقبات أمام الشباب، وتشجيعهم على الاستثمار فى مشروعات إنتاجية توفر فرص عمل لهم ولغيرهم بدلًا من الاستثمار فى الذهب الذى لا يفيد إلا مالكه. الذهب المغشوش.. يهدد عرش الاستثمار الآمن يعتبر كثير من المصريين الذهب هو أفضل وأكثر استثمار آمن، ولذلك يحرص الكثيرون على شرائه، إلا أنه مع زيادة الطلب على شراء الذهب تظهر بعض المحاولات لتقليد وغش الذهب، ولكن تواجهها حملات من قبل الجهات الرقابية. وفى هذا السياق قال ميشيل رشدى صاحب أحد محلات الذهب بسوق الصاغة، إن عمليات النصب والسرقة تطورت فى الآونة الأخيرة، ودخلت فى جميع الصناعات، وتجددت أساليب صناعة الذهب المزيف الذى أصبح من الصعب التفريق بينه وبين الأصلى حتى من خلال الطرق التقليدية بوضعه فى الماء، أو البحث عن الدمغة، التى يتم تقليدها من خلال نقش صغير على القطعة، ولا يستطيع أحد اكتشافه بسهولة، ولكن هناك طريقة أخرى للكشف عن الذهب المقلد، وذلك باستخدام الليمون، حيث يتم وضع عصير الليمون على القطعة المراد الكشف عنها، ويتم غسلها بالماء، فإذا تغير لونها فهذا ذهب مزيف، لأن الذهب الأصلى لا يتغير لونه أبدًا ولا يتفاعل مع الأحماض الطبيعية. وكشف «رشدي»، عن العديد من الطرق التى تمكن المقبلين على شراء الذهب من التفريق بين الخامات الأصلية والمزيفة، قائلًا: «إن المغناطيس يعتبر الكاشف السريع والأسهل فى جميع الأوقات، حيث يتم تقريبه من قطعة الذهب المراد شرائها، فإذا انجذبت له نتأكد أنه مزيف، وإذا لم تنجذب له فهو بذلك أصلى 100% لأن الذهب لا ينجذب بالمغناطيس. ومن جانبه أكد جبريل مايكل تاجر ذهب، أن الذهب المزيف يتمثل فى قطعة كبيرة، لكنها خفيفة فى الوزن، والعكس صحيح، فيجب على المقبل على الشراء أن يعتمد على الملاحظة فى تحقيق مبدأ التوازن بين الحجم والوزن، لأن المعادن الأخرى قد تعطينا حجمًا كبيرًا ووزنًا قليلًا جدًا أو حجمًا صغيرًا جدًا ووزنًا ثقيلًا للغاية. وأضاف مايكل، قائلًا: «لم يقتصر غش المواطنين بخلط النحاس بالذهب بنسب أعلى لغش عيار 24، فتطورت عملية النصب من معدومى الضمير لبيع الذهب الصينى على أنه ذهب حقيقى، خاصة للفتيات اللائى لا يمتلكن الخبرات الكافية لشراء الذهب الأصلى، ويستغل معدومو الضمير جهل الفتيات بكشف الفروق بين الذهب الأصلى والمغشوش، وتكتشف الضحية الكارثة عند توجهها إلى محال المصوغات لبيع ما لديها مع مرور الوقت»، مشيرًا إلى أن الذهب أصبح هو الوسيلة الادخارية الأمثل فى تلك الفترة لمعظم المواطنين وانتشار نشاط البيع من قبل المواطنين أكثر من نشاط الشراء بعد ارتفاع ثمنه. وفى هذا السياق قال صلاح عبدالهادى سكرتير شعبة الذهب بالغرفة التجارية، إن تنفيذ مشروع دمغ الذهب بالليزر يعتبر هو الحل الوحيد للحد من التلاعب بالمشغولات الذهبية، ويساعد ذلك المشروع على صناعة منتجات متميزة ومطابقة للمواصفات، ويحفظ حقوق المستهلك أثناء عملية البيع والشراء، مشيرًا إلى أن شعبة الذهب باتحاد الصناعات طالبت منذ عام سابق بتنفيذ هذا المشروع، ولكن لم يتم تنفيذه حتى الآن. أرقام - نسبة الفائدة تتراوح بين 7.75% سنويًا للعائد الشهرى، أو 8% سنويًا للعائد الربع سنوى، أو 8.25% سنويًا للعائد النصف سنوى، أو 8.5% سنويًا للعائد السنوى. - تراجع سعر الفائدة بنسبة 0.5% على الشهادات الادخارية متغيرة العائد طبقًا لقرار البنك المركزى. - بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 «900 جنيه». - بلغ سعر جرام الذهب عيار 21 «790 جنيهًا» - بلغ سعر جرام الذهب عيار 18 «675 جنيهًا» - ويبلغ سعر الجنيه الذهب «6300 جنيه»