على الرغم من أن فيروس كورونا يؤثر بشكل أساسى على الجهاز التنفسى مما يتسبب فى أعراض مثل السعال الجاف وفقدان التذوق والشم وضيق التنفس، فقد أثارت تصريحات بعض الأطباء بأن فيروس كورونا يصيب الجهاز الهضمى الآن، الكثير من التساؤلات عما إذا كانت أعراض الجهاز الهضمى لكورونا من الأعراض السابقة للفيروس التى ارتبطت به منذ ظهوره، أم أنها بالفعل أعراض جديدة. يقول الدكتور أشرف رياض وصفى استشارى القلب والأمراض الباطنة بجامعة القاهرة: يعتبر فيروس كورونا المستجد«كوفيد 19» من أكثر الفيروسات انتشارا فى هذا القرن نظرا لسهولة التنقل بين دول العالم المختلفة شرقا وغربا، ومما ساعد هذا الفيروس على الانتشار بشكل كبير فى العالم كله هو مجموعة الفيروسات التى يمكنها أن تسبب أمراضا مثل الزكام والتهابات الجهاز التنفسى وقد تظهر بعض علامات الجهاز الهضمى مثل الإسهال الشديد وما يعقبه من مضاعفات . ولكن لا تزال أعراض الجهاز التنفسى هى الأوسع انتشارا والأخطر أعراضا وهى التى تسبب أكثر المضاعفات. وبالنسبة للأعراض فهى الحمى وارتفاع درجة الحرارة وما يصاحبها من سعال مصاحبا لبلغم والشعور بالتعب وآلام العضلات المبرح وضيق التنفس والتهاب الحلق وسيلان الأنف وآلام فى الصدر. وهذه الأعراض قد يحدث بعضها والبعض الآخر أقل شيوعا ولكن ربما يصاحبها طفح جلدى وغثيان وقئ. وقد تتراوح شدة الأعراض لكورونا بين خفيفة إلى حادة وقد يصاحب بعض الأشخاص أعراض قليلة وقد لا تكون عند بعض الناس أى أعراض على الإطلاق وقد يعانى بعض الأشخاص من بعض الأعراض مثل ضيق التنفس والالتهابات الرئوية ليست من أول يوم ولكن بعد أسبوع من بداية الأعراض . وأضاف الدكتور أشرف رياض: هناك فئات من المرضى تكون الإصابة بأعراض كورونا أخطر عليهم من غيرهم وقد يأتى مرضى أمراض القلب الخطيرة مثل فشل القلب ومرضى الشريان التاجى واعتلال عضلة القلب فى مقدمة الأشخاص الذين يصيبهم الفيروس بعنف ويترك لديهم مضاعفات أكثر وكذلك مرضى الانسداد الرئوى المزمن ومرضى السكرى من النوع الثانى والمدخنون وذوو السمنة المفرطة ومرضى الكلى المزمن ومرضى ضعف جهاز المناعة بسبب عمليات زرع الأعضاء ,ولكن قد يتبادر هنا سؤال هام: متى يزور المريض الطبيب؟ ينصح الدكتور أشرف رياض بزيارة الطبيب بشكل سريع إذا خالطت شخصا تم تشخيص إصابته بفيروس كورونا أو عند ظهور علامة مثل صعوبة التنفس والشعور بالإعياء والإجهاد وتحول الشفتين والوجه إلى اللون الأزرق وهنا ننبه عن الأسباب التى تؤدى إلى العدوى بهذا الفيروس الذى ينتشر بسهولة بين الناس وأهمها الازدحام والتجمع فى مكان ضيق، وقد أظهرت البيانات أننا يجب أن يبعد كل شخص عن الآخر مسافة لا تقل عن مترين أو ستة أقدام لان هذا الفيروس ينتشر عن طريق الرذاذ التنفسى عند سعال المصاب بالفيروس أو عندما يعطس أو يتحدث، كل هذا يصيب الأشخاص من حوله والقريبين منه وننبه بشدة على أهمية التباعد الاجتماعى وعدم الازدحام ولبس الكمامات بالطريقة الصحيحة بحيث تغطى الأنف والفم اللذين هما مكان العدوى. ويضيف الدكتور أشرف رياض: إذا تحدثنا عن المضاعفات التى يجب ألا تحدث إذا أدركنا الوقاية والذهاب إلى الطبيب بسرعة، تتمثل فى التهابات الرئة ومشاكل التنفس وفشل عضلة القلب ونقص الأكسجين فى الرئة والجلطات الدموية والالتهابات الحادة للكلى، وتأتى جلطة الرئة على رأس المضاعفات الخطيرة التى تحدث من هذا الفيروس، أما الوقاية فتكون بتجنب المخالطة وغسل الأيدى بالماء والصابون جيدا واستخدام مطهر يدوى يحتوى على الكحول بنسبة 70% على الأقل وارتداء الكمامات بالأماكن العامة حيث يصعب تجنب المخالطة بالآخرين وتغطية الفم والأنف بالمنديل عند السعال والعطس والتخلص منه بعد استخدامه وغسل اليدين فورا وتجنب لمس العين والأنف والفم وتجنب مشاركة الأطباق وأكواب الشرب والمناشف وأغطية الفراش والأدوات المنزلية الأخرى مع المرضى وتنظيف وتعقيم الأسطح التى تلمس بكثرة مثل مقابض الأبواب ومفاتيح الإضاءة والطاولات. وإذا كنت مريضا الزم منزلك ولا تذهب للعمل أو المدرسة أو الجامعة وتجنب أى مجهود زائد لمدة 14 يوما وننصح بالذهاب للطبيب عند ظهور الأعراض وعدم أخذ أى برتوكولات علاجية قد تنفع البعض وتضر البعض الآخر.