فى حالة من الضبابية التى يعيشها العالم العربى نتيجة تذبذب السياسات والانقسامات بين الشعب الواحد، يخرج بصيص من النور، ليؤكد أن الأمل قادم وعلينا اقتناصه، فيطل علينا المغربى «مراد بوريكى». الفائز بجائزة احلى صوت الذى أذيع على قناة الMBC مصرية بعد منافسة شرسة مع ثلاثة أصوات قوية ليؤكد لنا أن العالم العربى يحمل شبابه الأمل المفقود، بثقافتهم وعلمهم وأصواتهم التى تعبر عن إحساس الشعوب، وأن الغناء والكلمة الحرة أقوى من السلاح، وتواجه التحريم الذى يجرم كل إبداع. وقد عبر برنامج أحلى صوت عن توحيد العرب وحقق برنامج أحلى صوت أعلى نسبة مشاهدة خاصة الحلقة الاخيرة التى كانت الفيصل فى الإعلان عن اسم الفائز، واتسم البرنامج بروح المداعبة بين اعضاء التحكيم نجوم الغناء العربى كاظم الساهر وصابر الرباعى وشيرين وعاصى الحلانى بجود اهالى المتسابقين والجمهور داخل الاستوديو ببيروت، واللافت للنظر أن الأصوات المغربية كانت صاحبة الصوت الاعلى طوال فعاليات البرنامج والمفاجأة أن مراد بوريكى الفائز بجائزة أحسن صوت كان ينافسه شقيقه الأكبر فى نفس المسابقة ولكن إدارة القناة اكتشفت تطابق الصوتين فانسحب الأكبر لمصلحة الأصغر فى واقعة فريدة من نوعها فى مثل هذه المسابقات، وفى المؤتمر الصحفى الذى عقد بعد انتهاء فعاليات الحفل أبدى مازن حايك مدير قنوات الMBC أن صدق المسابقة أعطت نكهة خاصة لها. على هامش المسابقة التقينا كاظم الساهر الذى قال إن العالم العربى يحتاج الى دعم أطفاله الذين يعانون من القصف والوحشية من قبل العدو الغاشم أو من الاغتيالات التى تنظمها بعض الجهات تجاه الشعوب العزل، إن الإعلام لابد أن يتصدى للعنف الطائفى حتى نخرج من عنق الزجاجة، والمسابقات الفنية تعطى بريق أمل ان الشعوب مازالت تتذوق الفن ولديها رغبه فى نسيان أحزانهم، ورغم أن كاظم كان متحمسا لصوت المطربة التونسية «يسرا» التى أشرف على تدريبها إلا أنه اشاد بامكانيات مراد بروريكى الفائز الأول وأنه حصل على أحسن صوت بجدارة. وأضاف كاظم ضرورة اختصار المسابقة على الاصوات الناطقة باللغة العربية لأن الجمهور المشاهد يتحدث العربية وحفاظا على الهوية، واكد انه سوف يمنح يسرا حنوش التى أطلق عليها لقب سيدة الطرب اغنية جديدة من ألحانه، فى حين تحدثت شيرين عبدالوهاب عن المتسابق المغربى فريد غنام وقالت إنه صوت مميز واستايل جديد عالمى فى الغناء، ويكفى أن البرنامج ضاعف من حجم معجبيه وشعبيته حول العالم العربى، ويرى كاظم أن لبنان مثل العراق وبعض الدول التى تشهد القتل والدمار وعلينا ان نصبر حتى نحقق الامل ونحمل جميعا سلاح البناء من استقرار الوطن، الذى يشهد أصعب الحروب وهى قتل الانسان إخيه لاختلافهم فى الفكر والمعتقدات، ناسين ان الأديان حرمت القتل ووفرت للإنسان حياة كريمة وطفت عليه العفو والسماحة، فالتطرف خطر كبير على فكرة التوحد. وحملت شيرين هموم وطنها وقالت إن عينيها تدمعان عندما تشاهد الفضائيات وترى الشعب المصرى يقتل بعضه، ونددت شيرين بالإرهاب الذى يفرض على الفن، والإعلام وانها مع حرية الكلمة، وأنها مع الثوار الذين يدافعون عن وطنهم، حتى الموت واكبر دليل على هذا استشهاد الصحفى الحسينى أبوضيف الذى قتل لأنه يوثق بكاميراته المذبحة التى جرت فى محيط الاتحادية، واغتيل على يد جماعات تأخذ الدين ستارا لها، وحاولت شيرين أن تخرج من ازمتها النفسية التى طالتها طول فترة بعدها عن مصر من أجل برنامج احلى صوت بالتحدث عن الصوت الذى تبنته فريد غنام انها أعطته كل الرعاية لجمال صوته وأن جميع أصوات فريقها تستحق الاهتمام ولكن شروط المسابقة ان أحتفظ بصوت واحد، وأنها تحضر لديتو مع المتسابق محمد عدلى الذى خرج فى الدور قبل النهائى. فى المقابل قال صابر الرباعى كاشفا ما تردد عن اتهامه بالعنصرية ورفض تقييم الاصوات العربية على أساس عنصرى وتحدث عن «قصى حاتم» الذى بقى معه فى ختام المسابقة انه صوت مليء بالإحساس وطبقات صوته قوية تمتع الأذن، ولهذا سوف يحيى معه حفل رأس السنة بلبنان. أما عاصي الحلانى وهو المدرب الفعلى للصوت الفائز بأحلى صوت مراد بوريكى فقد تحدث عن روعة الأصوات الاربعة المشاركة، ورغم تعصبه فى أصعب مراحل المسابقة لصوت مراد وقال عاصى إن الاصوات جديرة بالفوز واحتراف الغناء وطالب بضرورة تبنى أصواتهم من الMBC أو قنوات وشركات انتاجية، فى المقابل قال مازن إنه سوف يوفر الدعم للصوت الفائز سواء بإنتاج أعمال له أو تصوير كليبات وأنه لم يحتكر صوته وأن القناة ترحب بخروج أعماله للنور مع أى جهات إنتاجية حقيقية. وتحدث مراد بوريكى صاحب أحلى صوت الذى كان القلق والحماس والخوف يبدو على وجهه وتأثّره كان واضحا وهو يؤدّي أغنية «الهوى سلطان» لجورج وسوف، بحرفية، توجت بالجائزة التى محت الخوف داخلى ،وحماس استاذى عاصى الحلانى أعطانى املا كبيرا فى الفوز، فعلمنى الوقوف على خشبة المسرح رغم ممارستي الغناء أكثر من مرة على مسارح المغرب، فمدربى عاصى كان بمثابة الأستاذ والأب وسوف اعمل على تنفيذ وصيتى له بأنني لا أنسى إحياء الغناء الاصيل والحفاظ على الهوية العربية وتأصيل الفن المغربى، والعمل على انتشار الثقافة المغربية التى ظلمت كثيرا وتحتاج لمن يقدمها للعالم.