كانت مصر كلما تواطأت عليها الأزهات وتفاقمت خلال العقود الثلاثة التي سبقت ثورة 25 يناير 2011 التي قام بها شباب مصر يرتفع فيها شعار «الإسلام هو الحل» الذي تبنته قوي التيار الإسلامي باعتبار أن تطبيق هذا الشعار عملا هو السبيل الوحيد لانتشال مصر من أزماتها كلها علي سبيل الحصر!، وكثيرا ما كان السؤال يثور عند الكثيرين عن الآليات التي تطبق بها عملية الانتشال والحل حتي لا يظل الشعار مبهما دون محددات، خاصة أن بعض الذين كانت توجه لهم الأسئلة بشأن ذلك من الذين يتبنون الشعار لم تكن إجابة تشفي غلة السائل حتي يمكن له أن يشايع الشعار وينتصر له مع الذين يرفعونه!، وغاية ما كان يمكن الظفر به من أصحاب الشعار أنهم ينتظرون لحظة «التمكين» يوم يفلتون من قيودهم ومطاردات النظام السايسي لهم طيلة هذه العقود، حتي تم للتيار الإسلامي بزعامة الإخوان المسلمين بعد ثورة يناير، فتحرروا من قيودهم وأصبحوا طلقاء في الحياة السياسية فلم يبق للإخوان جماعتهم فقط، بل وأصبح للجماعة ذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» في إصرار علي بقاء الجماعة والحزب معا!، كما أصبح للفصائل الإسلامية المشايعة للإخوان أحزابها السياسية التي أصبحت تأخذ علي عاتقها نصرة الجماعة وحزبها في توجهاتها حتي كان «التمكين» للتيار كله بفوز «الحرية والعدالة» بالكرسي الرئاسي والأغلبية في مجلسي الشعب والشوري، وكان علي الناس الذين عاصروا ارتفاع شعار «الإسلام هو الحل» الانتظار لكي يأخذ الشعار طريقه العملي إلي تصور واضح لما يمكن أن يكون من مشاكل لها الأولوية تليها أخري يمكن أن تؤجل إلي حين، ولكن الناس راحت تراقب في انتظارها الشهور وهي لا تشهد حلا لأي أزمة!، ووضح العجز والارتباك الذي لم تنج منه الحكومة والرئاسة معا! وبان العجز عن رؤية واضحة للحلول، وكيفية انتشال مصر من فترة قلقة في أعقاب ثورتها مثلما شهدته كثير من المجتمعات في أعقاب المتغيرات السياسية الحادة!، لكن المجتمع المصري راح يشهد كل ما يزيده انقساما وتشرذما ليفقد الناس الأمل يوما بعد يوم!، ومصر الزاخرة بالخبرات في شتي المجالات يحجب فيها أصحاب المقدرة والموهبة، ليصبح الاستوزار والدنو من دائرة الكرسي الرئاسي لذوي القربي فقط من أهل التيار الذي وجد فرصته كاملة في «التمكين» فترك المقادير تلعب به خبط عشواء!، وأصبح الهياج الصاخب طابع الحياة اليومية، وفرسان التيار يتيهون علي القوي السياسية كلها بأن لهم القدرة علي حشد المليونيات المذهلة لكل أهل مصر!، وإذا بنا أمام كارثة اقتصادية تتفاقم حيث توقفت الموارد أو تكاد!، ووضح أن هناك رجال أعمال ناجحين يعدون العدة للتخلص من مشروعاتهم الناجحة بالبيع لمن يشتري من الخارج أو الداخل!، ولقد لاحظت أن جيش مصر قد أصبح يستشعر عواقب الأخطار الماثلة من المتغيرات الحادة وانتشار العنف في المجتمع، ولم يخف الكثير من العقلاء والحكماء فقلقهم علي ما تعيش مصر عليه الآن، والعجز يبدو واضحا يعانيه الذين تمكنوا «فأصبحوا سعداء فقط بأنهم يحكمون!»، وعندما يتوج العجز ملكا علي القدرة فلا يسأل أحد عما يمكن أن يحدث، وله أن يجد إجابته في كل ما يحيط بنا في مصر هذه الأيام!